كرة بلا تلفزيون

كرة بلا تلفزيون

المغرب اليوم -

كرة بلا تلفزيون

بقلم : هشام رمرام

لنتعرف أولا كيف تجري الأمور في الحالات العادية، في البطولات التي تحترم نفسها. جامعة الكرة تعلن عن فتح باب تقديم عروض للفوز بصفقة حقوق النقل التلفزيوني لبطولتها المحترفة وباقي المنافسات التي تشرف على تنظيمها. بالإضافة إلى الجانب المالي الذي يأخذ بعين الاعتبار في حسم التنافس، أي من يقدم أكثر، فإن هذه الجامعة سواء كانت محلية أو قارية فإنها تحدد المعايير التقنية التي يجب أن تتوفر في هذا النقل، من عدد الكاميرات ونوعيتها، وصنف المعدات الذي يجب استعماله، وجميع ما يتعلق بدقائق الوسائل البشرية والتقنية والفنية. يعني أن الجامعة ينبغي لها أن تكون عارفة بتفاصيل ما ترغب فيه، وعليها أيضا أن تكون على دراية بما تريد أن يشاهده الجمهور على التلفزيون، طمعا في تقديم منتوجها في أبهى حالة بصرية فنيا. في المغرب لا شيء من هذا يقع، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون تعرف مسبقا أن حقوق النقل ستكون من نصيبها، بحكم أنها شركة عمومية، ومن الصعب سياسيا أن تمنح جامعة الكرة المغربية حقوق النقل لشركة أجنبية، على الأقل في الوقت الراهن، للمعرفة المسبقة بأن شركة معينة هي التي لها القدرة على الظفر بالصفقة. وضع مثل هذا يعلم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون الكسل، ويحول دونها والاجتهاد، لأن لا منافس لها، وهي لا تحس بالخوف من ضياع صفقة النقل، وغير ملزمة من الجامعة بالتقيد بميثاق نقل يشرف عليه أناس محترفون، يفرضون شروطهم، وبالتالي فإن النتيجة تكون كارثية على الفرق وعلى البطولة وتسويقها، وعلى المشاهد الذي أصبح محترفا بالمشاهدة، من خلال انفتاحه على العالم والقنوات العالمية في بطولات احترافية. المسؤول عن التلفزيون موظف سام، ورئيس الجامعة غالبا ما يكون رجل دولة، يعني أن تعاملاتهما تتم بناء على هذا المنطق الذي تغيب فيه العلاقة التعاقدية المرتكزة على الواجب والحق الملتزم به كل طرف، والنتيجة أن التلفزيون المغربي لا يعتبر أن الأمر فيه إخلالا بحق المشاهد والجامعة والفرق بنقل مبارياتها حينما يعتبر نفسه غير ملزم بنقل مباريات معينة، وهذا في الدول التي تحترم نفسها عقوبته تكون مالية أو فسخ العقد مع الجهة المالكة للحقوق، والنتيجة أيضا أن وضع ملتبسا مثل هذا سيؤخر تطور البطولة الاحترافية، وتسويقها وترويجها وانتشارها، دون الحديث هنا عن أن الفرق تضيع في حقوقها مع المعلنين المتعاقدة معهم، والآخرين المحتملين. الخلاصة هي أن المغرب يشكل استثناء حتى في هذه الأمور، فعلاقة الجامعة بالتلفزيون لا يحكمها المنطق المتعارف عليه عالميا، بل هي خاضعة لأمزجة استثنائية ترى الأشياء من زاوية لا تتوافق مع ما يجري الترويج له، وما يطمح له المغاربة. يمكن تفهم منح الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون حقوق البطولة وتفضيلها على شركات أخرى بإمكانها دفع مال أكثر بجودة نقل أحسن، لكن على رئيس الجامعة، وهذا من بين أدواره الأساسية، أن يدفع العرايشي إلى التعامل مع نقل المباريات بمنطق احترافي، وليس بمنطق الصداقة في الدولة، لأنه إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فالاحتراف سيستمر أكذوبة، كما وضعه السابقون.
عن "صحيفة الناس" (يومية مغربية)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة بلا تلفزيون كرة بلا تلفزيون



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الذكور في المغرب أكثر عرضة للفشل الدراسي بحسب خبير تربوي
المغرب اليوم - الذكور في المغرب أكثر عرضة للفشل الدراسي بحسب خبير تربوي

GMT 17:24 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة
المغرب اليوم - بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة

GMT 20:39 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

جورج بوش يوجه انتقاداً نادراً لترمب

GMT 16:46 2023 الجمعة ,10 شباط / فبراير

روسيا تُطور سفن إمداد بحري بمواصفات مميزة

GMT 17:03 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

برشلونة يفتتح مشواره في كأس ملك إسبانيا ضد إنتر سيتي الليلة

GMT 11:11 2022 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يتراجع إلى المركز 94 عالمياً على "مؤشر سيادة القانون"

GMT 21:07 2022 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نزاهة الانتخابات فى الولايات المتحدة "أولوية قصوى"

GMT 14:45 2022 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

أرسنال يبدأ التحرك لضم خط وسط بعد إصابة النني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib