التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة

التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة

المغرب اليوم -

التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة

ريما شعبان
بقلم ريما شعبان

عندما ترى طالبة أو طالبًا واحدًا يترك مدرسته ليشارك في الحرب أو ليعمل في مصنع أو ليجري خلف سراب الثراء السريع الذي رسمه تجار الجنس والمخدرات ، فأنت شاهد على ضياع مستقبل فرد و إن رأيت 5 طلاب يفعلون ذلك فأنت شاهد على ضياع مستقبل أسرة أما إذا رأيت الآلاف كما أراهم كل يوم فأعلم أنك شاهد على ضياع مستقبل بلد بأكمله .

هناك من يُشجّع هؤلاء التلاميذ على ذلك وهناك من يخيفهم و من يستغل ضعفهم ، وهناك من يرى كل ذلك و يتستر عليه .

من يشجعهم هم الساعون لخراب البلاد و الذين تزيد أمجادهم و ملياراتهم عندما يزداد عدد الأغبياء المستعدين للموت من أجل الحوريات ، ومن يُخيفهم هو الواقع المادي الذي نفى اي قيمة للأخلاق أو العلم وأعطى السلطة و الجاه للمسلح والقاتل، فضلا عن الذئاب البشرية التي تبحث عن اي عقل مشوش لتبيعه سمومها أو تستخدمه  لأغراضها الدنيئة و شهواتها الحيوانية .

وللأسف نحن من نرى ذلك ونتستر عليه ، نحن المعلمون و المثقفون والمسؤولون عن التعليم في البلاد ، نحن نرى قنابل موقوتة تمشي بيننا و لا نكلّف نفسنا عناء تعطيل الصاعق .

300  الف طفل سوري  في عمر الدراسة في  داخل و في مخيمات اللجوء يتسربون من المدارس لكل الأسباب التي ذكرناها، حجم الحقد و الجهل و الخوف في قلوب و عقول هؤلاء هو من سيحدد مصير البلاد .  

في سورية  الكهول يتصارعون على الحكم، والرجال تموت في الحرب، الشباب يهاجرون  ويتركون النيران خلفهم، و يبقى الفتيان يكفرون بكل ما لقن لهم في مقاعد الدراسة عن الأخلاق و المحبة و التسامح و عن السير لهدف في الحياة  و يهيمو على وجوههم نحو المجهول.

بعد أن دمرت الحرب العالمية الثانية كلا من " اليابان و ألمانيا " راهن سكانها على تعليم اطفالهم لإعادة الإعمار واستثمروا كل ما تبقى من إمكاناتهم لإنشاء جيل يستطيع أن يعيد للبلاد تألقها ..و نجحوا .

في سورية نراهن على أي شيء إلا التعليم  ، على البندقية ، على الطائفة ،على طائرات الغرب والشرق ، حتى إننا نُراهن على توقعات الأبراج في سهرة رأس السنة، و سنفشل وسنستمر بقتل بعضنا البعض لعشرات السنين المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة التسرُب الدراسي في سورية قنبلة موقوتة



GMT 11:28 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 11:22 2023 الإثنين ,24 تموز / يوليو

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 19:33 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

في متاهات التعليم

GMT 07:56 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 10:27 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييم رؤساء الجامعــات؟!

GMT 09:27 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت - المغرب اليوم

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 15:31 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 00:38 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

اغتصاب طفلة في منطقة "أزلا" ضواحي تطوان

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 14:43 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

توتنهام الإنجليزي يحل ضيفًا على برشلونة بملعب كامب نو

GMT 07:44 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 11:39 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

طرق للحصول على مظهر أكثر شبابًا لاستقبال العام الجديد

GMT 15:22 2013 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

الأسماك الغنية بالأوميغا 3 تطيل العمر

GMT 07:38 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

فقدان أثر طائرة في النيبال على متنها 21 شخصًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib