واشنطن في ليبيا حساب الحقل والبيدر
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

واشنطن في ليبيا.. حساب الحقل والبيدر

المغرب اليوم -

واشنطن في ليبيا حساب الحقل والبيدر

بقلم :ادريس الكنبوري

بدأت الولايات المتحدة الأميركية شن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم داعش في سرت الليبية بداية من أول الشهر الجاري، بعد أن بات التنظيم يشكل تهديدا مباشرا لأي إمكانية في الاستقرار بهذا البلد المغاربي الذي يغرق في مستنقع من العنف، الذي تختلط فيه العوامل القبلية مع العوامل الناتجة عن التطرف الديني لدى الجماعات المسلحة. وخلال أقل من أسبوع مكّنت الضربات الجوية القوات الليبية من التقدم في المناطق التي كان يسيطر عليها مقاتلو التنظيم المتطرف، فيما تكبد هذا الأخير خسائر كبيرة في عدد مسلحيه وتراجع إلى مناطق أبعد، ما ينهض مؤشرا على احتمال اجتثاث وجوده في المدينة والمناطق المحيطة خلال الأيام المقبلة، لتكون تلك نهاية الوكر الذي أنشأه في ليبيا.
بيد أن حسابات الحقل لا تناسب دائما حسابات البيدر؛ ذلك أن المشاركة الأميركية في القتال الدائر في ليبيا أطلقت سلفا وابلا من الانتقادات من جانب الفرقاء السياسيين الموالين لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، ومن جانب المعارضة على حد السواء، بناء على حيثيات مختلفة لدى كل طرف. فبينما رأى البعض أن السماح بالضربات الجوية الأميركية لم يصدر عن البرلمان المؤقت، رأت أطراف أخرى أن هذه الضربات تهدف إلى تعزيز الموقع السياسي للسراج في هذه الظروف التي تشهد فيها البلاد انقساما حادا، فيما يقول آخرون إن التدخل الأميركي يفتقد إلى الشرعية لأنه عنوان لتدخل خارجي.

ما فاقم من هذه الانقسامات إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الشهر الماضي عن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في عمليات عسكرية استهدفت مقاتلي تنظيم داعش، في أول تأكيد رسمي فرنسي على تواجد قوات فرنسية في ليبيا للمشاركة في القتال، بعد أزيد من شهر على كشف مصادر إعلامية فرنسية لأمر هذه المشاركة. وقد أثارت تصريحات هولاند غضب الليبيين الذين خرجوا في تظاهرات بعدد من المدن احتجاجا على التدخل الفرنسي، وزادت من حدة الأزمة تصريحات مفتي ليبيا الصادق الغرياني الذي اعتبر التدخل انتهاكا لسيادة البلاد وطالب باستنكاره، وكان حظ السراج من النقد كبيرا؛ إذ تم اتهامه بالتكتم على مشاركة قوات فرنسية في القتال طيلة الفترة الماضية، ما دفعه إلى القيام بمبادرة من باب رفع العتب، حين احتج بدوره على التدخل العسكري الفرنسي واستدعى سفير باريس لإبلاغه احتجاجه.

هذه السابقة من شأنها أن تعطي للمشاركة الأميركية طابعا مختلفا، بالرغم من أن الإدارة الأميركية والسراج أعلنا، في موقفين متفرقين، أن تلك المشاركة لن تشمل التدخل البري وستقتصر على القصف الجوي لمناطق تواجد مقاتلي تنظيم داعش في سرت وضواحيها، وأن ذلك تم باتفاق مع رئيس الحكومة الانتقالية. وفي ظل حدة الانقسام الذي يسود الساحة الليبية، والذي يلقي بثقله على السياسة العسكرية في مواجهة المتشددين التي انطلقت في الأسبوع الأول من مايو الماضي، فإن الخلافات حول التدخل الخارجي قد تزيد الوضع تأزما.

تدرك الإدارة الأميركية أن الحالة الأمنية في ليبيا توشك على تفتيت البلاد وتفتح الباب أمام سيطرة المقاتلين المتطرفين على المناطق الأكثر غنى بالنفط، ما من شأنه أن يؤثر على عمل أي حكومة مقبلة يمكن الاتفاق عليها مستقبلا بين الأطراف المتنازعة، لأنه يجردها من القوة الضاربة لأي دولة وهي المقومات الاقتصادية، كما يخدم الجماعات المتطرفة، كونه يمدها بمصادر البقاء. لكن التدخل الأميركي يجد تفسيره أيضا في أن إدارة باراك أوباما ظلت تنأى بنفسها حتى اليوم عن الانخراط في مواجهة الإرهاب العالمي، مستفيدة من خبرات الإدارات السابقة، وعلى بعد أشهر من تنظيم الانتخابات الرئاسية تسعى إلى تحصيل شيء من الإنجاز تقدم به خدمة للحزب الديمقراطي.

ورغم المكاسب العسكرية الميدانية التي تحصل حاليا في مواجهة مقاتلي تنظيم داعش، فإن المستقبل السياسي للبلاد يبقى غامضا وفي حاجة إلى تفاهمات وتوافقات جديدة، لكن التدخل الأميركي ربما يشكل عاملا من عوامل إنتاج الأزمة في بلد لا يريد المزيد من الأزمات؛ فوضع السراج اليوم يمكن تشبيهه بوضع إياد علاوي في العراق على رأس الحكومة الانتقالية بعد الاحتلال الأميركي. ورغم ما يوجد من تفاوت بين الوضعين فإن الانخراط الأميركي في مواجهة مقاتلي داعش قد يدفع الموالين للحكومة الانتقالية إلى الانسحاب، ما يفتح الباب أمام المفاوضات التي لم ترس حتى اليوم على صيغة متوافق عليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن في ليبيا حساب الحقل والبيدر واشنطن في ليبيا حساب الحقل والبيدر



GMT 08:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

GMT 01:23 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

تحولات في جغرافيا الإرهاب

GMT 03:29 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

أردوغان وسياسات المباغتة

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

موسم سقوط العمائم

GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib