تحرير الكلام في السياسة
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

تحرير الكلام في السياسة

المغرب اليوم -

تحرير الكلام في السياسة

توفيق بو عشرين


مواجهات سياسية عنيفة تدور رحاها في المغرب هذه الأيام بين عبد الإله بنكيران وأحزاب المعارضة.. تجمعات وتجمعات مضادة، مسيرات ومسيرات مضادة، اتهامات واتهامات مضادة، وفي السياسة، كما في الجنس، كل الضربات مباحة بما في ذلك الضرب تحت الحزام…

بنكيران أخرج مدفعيته الثقيلة، واختار أن يقصف المعارضة من تطوان والدشيرة والراشيدية والرباط، ويستعد في الأيام المقبلة لتنظيم تظاهرات حاشدة في ربوع المملكة للرد على خصومه، حيث اختار الشارع هذه المرة ليستعرض قوة شعبيته ويبعث رسائل إلى من يهمه الأمر…

المعارضة اختارت أن توظف 8 مارس هذا العام، وجعل مطالب النساء بالمساواة والكرامة والحقوق مناقضة كليا للحكومة ورئيسها، واختارت أن تعطل التشريع في البرلمان بدعوى أن الحكومة تنفرد بالإعداد للانتخابات المقبلة، ثم ختمها الرفيق إدريس لشكر بتشبيه بنكيران بهتلر! ودعوة الملك محمد السادس إلى التدخل بينه وبين بنكيران لإنقاذ البلاد من منزلقات المرحلة وكل عام والملكية البرلمانية بألف خير…

هذه المعارك، على عنفها وانزلاقاتها، ليست كلها سيئة بالنسبة إلى تطور الحياة السياسية المغربية التي كانت دائماً حياة نخبوية تستعمل فيها الإشارات المرموزة ونميمة الصالونات ورسائل المبعوثين الخاصين من وإلى القصر فيما الشعب في دار غفلون، كان الجميع يرتب أوراقه بعيدا عن الرأي العام في غالب الأحوال ولا يرى الناس إلا «التشاش». 

الاحتكام إلى الرأي العام جزء من الممارسة الديمقراطية، والتواصل السياسي هو وقود الحراك الديمقراطي، والمناظرة والجدال والاختلاف هو الذي يورط الناس أكثر في السياسة، ويحثهم على الاختيار، أي على دخول اللعبة وترك كراسي المتفرجين.

نعم هناك الكثير من الملاحظات على المعارك السياسية الراهنة بين سياسيينا، ومنها أنها معارك يطغى عليها البوليميك عوض الأفكار، الجدل عوض البرامج، والسب عوض النقد، الشخصي عوض الموضوعي، تقطار الشمع عوض وجادلهم بالتي هي أحسن، لكن ما العمل؟ هذا هو مستوى البلد ونخبه وسياسته وثقافته، الله غالب، لن نستورد نخبا من سويسرا أو كندا أو الدانمارك، علينا أن نتعامل مع هذه الوجوه، وأن نحرجها بالنقد ونطورها بالملاحظة والتجربة…

لهذه الحكومة فضل إخراج الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة إلى الشارع، قبل هذه الحكومة كانت أصوات المعارضة تصرخ لكن بالشعارات وليس بالملفات والأرقام والإحصائيات. لم يكن المغاربة يعرفون بدقة موضوع صندوق المقاصة وملياراته، ولا صناديق التقاعد وإفلاسها، ولا مشاكل المديونية وأرقامها، ولا كواليس علاقة القصر بالحكومة وقيادتها. كانت الحكومات السابقة تلوذ بصمت القبور، وإذا تحدث وزراؤها فلغة الخشب لا تفارق جلهم، خذوا مثلا الأربعة وزراء الأولين السابقين.. عبد اللطيف الفيلالي لم يكن يفهم المغاربة ولا هم كانوا يفهمونه، ولم ينتظروا منه شيئا، ولا هو وعد بشيء. جاء إلى الحكومة في الوقت الضائع، وخرج دون أن يسأل عنه أحد. عبد الرحمان اليوسفي رغم أنه قاد تجربة كبيرة للتناوب الثاني فإنه خرج من باب صغير، ولم يفتح فمه إلا بعد أن صدم بالخيار التقنوقراطي يرجع بعد فشل تجربة التناوب، وتعيين جطو وزيرا أول، عندها فقط سافر إلى بروكسيل، ونعى التجربة الحكومية بلغة لا يفهمها إلا الراسخون في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية، ثم رجع إلى بيته، وأغلق عليه الباب، ولم يشرك أحدا في ما جرى. إدريس جطو من اليوم الأول اعتبر نفسه كبير الوزراء، مكلفا بحل مشاكل التدبير وإنعاش الاقتصاد وزيادة كيلومترات الطرق السيارة، وخفض عدد موظفي الإدارة، واستكمال الخصخصة، أما السياسة فتركها لأصحابها، لهذا لم يتحدث للصحافة إلا نادرا ولسانه يردد: «الله يخرج سربيسنا على خير»، ومع ذلك عندما خرج من رئاسة الحكومة بأشهر تبعه بلاغ الوكيل العام للملك في الدار البيضاء يتهمه بتهمة ثقيلة، ومنذ ذلك اليوم والرجل في الظل إلى أن دخل إلى المجلس الأعلى للحسابات. أما الأستاذ عباس الفاسي، فإنه كان واضحا منذ اليوم الأول عندما خرج من القصر الملكي يحمل ظهير التعيين في الوزارة الأولى، قال للصحافة: «برنامجي في الحكومة هو الخطب الملكية وتوجيهات جلالته». جاء الرجل إلى الوزارة الأولى مثقلا بفضيحة النجاة وبأمراض الشيخوخة، وبأعطاب حزب ما عاد كما كان، لهذا ظل عباس يمشي على البيض إلى أن داهمه الربيع العربي، فوضع المفاتيح وفر إلى بيته…

هؤلاء جميعا لم يتحدثوا مع الناس باللغة التي يفهمونها، ولا صارحوهم بالصعوبات التي لاقتهم في الطريق، ولا أشركوهم في هموم السياسة والقرار، حتى جاء بنكيران من خارج النسق التقليدي للسياسة والحكم، وقرر ألا يتلقى الضرب ويصمت.. قرر أن يعطي الكلام مكانه، والتواصل صدارة العمل، وإتباع القرار بالتسويق، والذي لا يستطيع أن يقوله صراحة يسكبه في فم العفاريت والتماسيح والأمثال الشعبية، وما لا يستطيع كرئيس الحكومة اتخاذه من قرارات يعوضه بالكلام والتواصل والشكوى والصراخ والسخرية كزعيم سياسي فيما الناس يتابعونه ويفهمونه ويتفاعلون معه، قبولا ورفضا، حبا وبغضا، وهذا هو المطلوب، أن يخرج الناس من سلبيتهم ولا مبالاتهم…

الهدف في النهاية هو أن نورط أكبر عدد من المواطنين في السياسة، أي في اختيار من يحكم، وألا يبقى الشعب في دار غفلون، بعدها ليقرر ما يشاء…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرير الكلام في السياسة تحرير الكلام في السياسة



GMT 21:27 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

دوره الأخير

GMT 21:24 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

غربال التاريخ المتحرك

GMT 21:22 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران... انعطافات حادة يميناً ويساراً

GMT 21:21 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عوامل استقرار الشرق الأوسط واضطرابه

GMT 21:20 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عن ليبيا والحاجة لطوق النجاة

GMT 21:19 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

لا يفوتك في هذا النص

GMT 21:17 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

أوكرانيا وغزة

GMT 21:16 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران ــ أميركا: دبلوماسية قلم الحبر

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib