رحيل رجل من طينة خاصة
منظمة الصحة العالمية تسجل 42 وفاة و404 إصابة بالحمى النزفية في موريتانيا والسنغال إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح
أخر الأخبار

رحيل رجل من طينة خاصة

المغرب اليوم -

رحيل رجل من طينة خاصة

توفيق بوعشرين

مات الحكيم،  مات صديق عمر عبد الإله  بنكيران وتركه يتيما في نصف الطريق، مات القوة الهادئة التي كانت تمتص الصدمات وتمد حبل الود والوفاق اتجاه الخصوم قبل الأصدقاء ، مات الرجل الذي لم يكن العيب يخرج من فمه، مات المهندس الذي نذر حياته لخدمة بلده، مات رجل الإجماع في حزب العدالة والتنمية  والحكومة، مات من كان يقضي جل وقته في نسج الترضيات ووضع الحلول الوسطى في زمن الأزمات، مات من كان الناس يختلفون عنده ولا يختلفون حوله، مات الرجل البسيط الذي كان يمشي في درب الحياة بلا ضجيج، يقول كلمة طيبة للذي يريد سماعها، وعندما يلاقي الجفاء يخفض رأسه ويمشي إلى حال سبيله، مات من عاش يفكر في سبل الإصلاح وطرق التغيير الناعم الذي لا يمس الاستقرار ولا يتصالح مع الفساد، مات واحد من أبرز منظري حزب المصباح وانطفأت شمعة يصعب أن تعوض اليوم أو غدا…

رحم الله عبد الله بها الذي توفي أمس في حادثة سير أغرب من الخيال، حيث توفي وهو يتفقد مكان وفاة الراحل احمد الزايدي في بوزنيقة وكأنه لم يصدق حكاية وفاة القائد الاتحادي فرجع إلى مكان الحادث ليتأكد من أن الزايدي مات هناك  …

عبد الله بها رجل لم تغيره  السلطة ولم يزحزحه المنصب الوزاري قيد أنملة عن طبعه وبساطته وتواضعه، بالعكس هو من حاول تغيير السلطة وحاول ان يعطي للمنصب الوزاري معنى اخر وحاول ان يساعدفي قيادة سفينة التجربة الحكومية الحالية في ظروف صعبة…

عاش الراحل متصوفا ومات زاهدا، لكن أحد لم يتصور أن يموت الحكيم بهذه الطريقة، وفي هذا التوقيت وتحت عجلات القطار، لقد صدم الرأي العام أمس برحيل وزير الدولة الذي كان بمثابة ظل لرئيس الحكومة   …

قبل شهر التقيت عبد الله بها في بيت رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، فأبدى ملاحظات على ما أكتب في هذا الركن، وقال لي إنك تكتب عن السياسة من منظور الصراع على السلطة، وهذا منظور غربي، أما عندنا  فإن التدافع حول السلطة،  وخاصة في المراحل الانتقالية يتم بالتعاون لا بالصراع،  لأن في أجواء الصراع يخرج كل طرف أسوء ما فيه وأسوأ ما عنده، ويتراجع إلى الوراء  أحسن ما في كل طرف، وهكذا تدور رحى السلطة فتطحن الجميع… قلت للراحل إن هذا منظورا مثاليا للسياسة وصراع المصالح داخلها، ابتسم نصف ابتسامة وقال: أبدا هذا منظور واقعي، افتح عينيك وانظر ماذا يدور حولنا، لو اأن الأطراف المتصارعة الآن في العالم العربي تركت سلاح الصراع واعتمد آلة التعاون لكنا في منطقة أخرى وأمام أوضاع أخرى …

في مرة أخرى عاتبني لأني وصفته يوما بالرجل المحافظ، فقال لي  :( هذا الوصف لا يزعجني، لكنه لا يعبر عن الحقيقة، أنا أدافع عن التغيير والإصلاح، لكن تحت سقف الممكن ووفق التدرج ونظام الأولويات الذي يوزن بميزان الذهب والإصلاح يحتاج إلى وقت).

وفاة عبد الله بها خسارة كبيرة للمغرب فالرجل كان من دعاة التغيير الناعم وكان من منظري الإصلاح في ظل الاستقرار ومن رواد المصالحات الكبرى ومن حراس التوافق وإدارة الصراع باللتي هي أحسن، مات دون اأن يرى وصفته وهي تعطي نتائجها… رحم الله المهندس السوسي الذي كان عقل بنكيران السياسي وبوصلته في الحياة، وكان القوة الأخلاقية في الحزب ودليله إلى التبصر والأناة، اللهم ألهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإليه راجعون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل رجل من طينة خاصة رحيل رجل من طينة خاصة



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:39 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib