ماذا بعد إقالة العماري
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

ماذا بعد إقالة العماري؟

المغرب اليوم -

ماذا بعد إقالة العماري

بقلم : توفيق بوعشرين

قبل أن ينتقل الشاب عماد العتابي إلى جوار ربه، بعد إصابته القاتلة في تظاهرة 20 يوليوز بالحسيمة، أخذ معه أشهر سياسي في الريف إلى تقاعد سياسي مبكّر بعد سنتين فقط من تعيينه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة. ليس غريبا أن يشكل الريف رأسمالا سياسيا صعد على ظهره إلياس العماري إلى مواقع السلطة والنفوذ، وأن يشكل في الوقت ذاته القشة التي قصمت ظهر الأمين العام لحزب السلطة، الذي باع للدولة وهم المصالحة مع الريف، ووهم التصدي للإسلاميين، ووهم استقطاب الشباب إلى قاعدة حكم الملك الجديد، ووهم تطبيق توصيات تقرير الخمسينية الذي روجته «النخبة المولوية» باعتباره مانفستو العهد الجديد.

أنا لا أطلق الرصاص على الأموات ولا على سيارات الإسعاف، أو على من في حكمهم، وهذا الكلام قلته منذ اجتمع فواد عالي الهمة وإلياس العماري وحكيم بنشماس ومصطفى الباكوري وحسن بنعدي… وآخرون في كلوب نوتيك على ضفاف نهر أبي رقراق سنة 2008، لإعلان تأسيس حركة لكل الديمقراطيين، وكتبت آنذاك عمودا في جريدة «المساء» تحت عنوان «الفديك Bis»، في إحالة على جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية التي شكلها صديق الحسن الثاني، رضى اكديرة، في الستينات، وقال لي آنذاك فؤاد عالي الهمة إنني مخطئ، وإنني أرتدي نظارات قديمة، ولا أريد أن أرى الواقع الجديد، وإن الديمقراطيين الجدد لا ينوون تشكيل حزب جديد، وإن كل وظيفتهم أن يقدموا عرضا سياسيا جديدا لكل الأحزاب السياسية، علها تواكب ثورة العهد الجديد، وتنفض عن نفسها العباءة القديمة، حيث تختبئ الأحزاب إما خلف الوطنية، وإما خلف الدين… وأحيانا القدير حتى رأينا البام يختبئ خلف القصر، ويدعي أنه جاء لتطبيق المشروع الحداثي الديمقراطي لجلالة الملك، الذي حولوه إلى رأسمال سياسي خاص بفئة دون أخرى، واستعملوا اسمه وهيبته كما لم يحدث في كل تاريخ المغرب الحديث، وفي النهاية، ماذا كانت الحصيلة؟

العدالة والتنمية كان حزبا محافظا ومنغلقا على ذاته، فصار تيارا مجتمعيا واسعا يصوت له حتى من لا يقاسمه الإيديولوجيا نفسها والقيم المجتمعية ذاتها، والأحزاب التقليدية التي جاء البام ليوقظها من سباتها تسبب في إدخالها غرفة الإنعاش، حيث هجرها الرحل الانتهازيون الذين قفزوا إلى الجرار، والشباب الذي جاء البام لدعوته إلى ممارسة السياسة بطريقة أخرى، وتحبيب العهد الجديد إلى قلبه، هو نفسه الذي خرج في 20 فبراير يرفع شعارات ضد الدولة وحزبها ونخبها، ويطالب بالحرية الكرامة والشغل، ودستور لا غالب فيه ولا مغلوب، أما المشروع المجتمعي الحداثي، الذي حمل البام لواءه، فإنه انتهى بين يدي ميلودة حازب والشكايل واللبار… ونخبة من الأعيان والشناقة وسماسرة الانتخابات الذين طافوا على كل الأحزاب وشعارهم ‘‘الله ينصر من أصبح’’… هكذا انتهت مغامرة تأسيس حزب الدولة، وإذا كان الحسن الثاني بكل قوته، واكديرة بكل دهائه، لم ينجحا في نفخ الروح في حزب اصطناعي في زمن غير الزمن ومغرب غير المغرب، فلكم أن تتصوروا النتيجة التي انتهى إليها الجرار الذي قال عنه يوما ولد العروسية في مراكش، مستهزئا بدخوله إلى التنافس الانتخابي في المدن: «التركتور حدو البادية ولا يدخل إلى المدن»، وكذلك كان. لم يحرث ولم يحصد جرّار إلياس العماري غير الجماعات القروية حيث يد المخزن مازالت قوية، والوعي السياسي مازال ضعيفا، لكن البادية اليوم لا تشكل سوى 30% من سكان المدن، في الوقت الذي كانت تشكل في بداية القرن 90%.

إزاحة بقايا التحكم من قيادة البام لن تعطيه شهادة ميلاد شرعية، ولن تجعله يفلت من مدفعية بنكيران الذي أعطب هذا الحزب، وصار يفتخر بذلك، ويطلب من المغاربة أن يعترفوا له بهذا الإنجاز. إزاحة حلقة الوصل الأساسية بين الدولة والحزب ستجعل منه مخلوقا سياسيا بلا هوية، وسرعان ما ستنشب داخله حروب ملوك الطوائف لتقسيم تركة باخرة بلا ربان.

طبعا الذين أزاحوا إلياس عن قيادة الحزب الإداري الأول في المغرب، لم يفعلوا ذلك لأن ضميرهم استيقظ، أو لأنهم اقتنعوا بأن الأحزاب مثل الأشجار لا تكبر ولا تثمر إذا لم تكن لها جذور في الأرض وعروق في التربة… الذين أزاحوا ابن الريف عن قيادة حزبهم، يريدون المرور من خلق بعض الأحزاب إلى قتل كل الأحزاب، ومن التأثير في السلوك الانتخابي للمغربي، إلى قتل السياسة التي جعلت من بنكيران زعيما، ومن العدالة والتنمية وجع رأس، وخلقت شبابا متمردا يدخل إلى الفايسبوك ويخرج إلى الشارع دون خوف ولا وجل ولا شعور بأن في البلاد مخزنا وسلطة وأعرافا وتقاليد… خروج العماري من قيادة الجرار له ما بعده، وانتظروا الضربة المقبلة على رأس من ستنزل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد إقالة العماري ماذا بعد إقالة العماري



GMT 19:53 2021 السبت ,15 أيار / مايو

القدس - غزة أولاً، ماذا عن لبنان ؟

GMT 12:58 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

هل هي نهاية حرب اليمن؟

GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib