القرصان ينتقد الربان
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

القرصان ينتقد الربان..

المغرب اليوم -

القرصان ينتقد الربان

بقلم - توفيق بو عشرين

عاب إدريس لشكر عبد الرحمان اليوسفي لمغادرته الحزب والسياسة سنة 2003، وشبه «القرصان» لشكر رفيقه في الحزب بالربان الذي يغادر السفينة وهي تغرق، وهو تشبيه قاس جدا ويقترب من الاتهام بالخيانة، وهذا اتهام لم يسبق لأحد من داخل الاتحاد أو من خارجه أن وجهه إلى اليوسفي، الذي يجر خلفه تاريخا من النضال الوطني والسياسي والحقوقي، في زمن الاستعمار والاستقلال على السواء.

إذا كان اليوسفي قد غادر سفينة تغرق، فإن إدريس لشكر استولى على هذه السفينة وباعها في عرض البحر للقراصنة، وقبض الثمن في الكيلومتر التاسع بطريق زعير، وأصبح يتاجر بتاريخ السفينة الضائعة، ويشتغل مياوما في سفن الآخرين، وعلى رأسهم أسطول عزيز أخنوش.

آخر واحد يمكن أن يعطي دروسا لليوسفي هو إدريس لشكر، وآخر واحد يمكن أن ينعى حزب عبد الرحيم، هو حاكم مقر العرعار، لأن ما فعله لشكر في الحزب لم يفعله اليوسفي ولا اليازغي ولا الراضي، فلا أحد من هؤلاء أخرج الاتحاد من الحالة المدنية للعائلة الوطنية، وسجله في دفتر مواليد الأحزاب الإدارية، ولا أحد من زعماء الاتحاد قبل أن يدخل إلى الحكومة تحت معطف الحمامة، ولا أحد من قادة الوردة حول الاتحاد من حزب إلى جماعة ضغط، ومن مشروع تحرري إلى عقدة في منشار المنهجية الديمقراطية في ما عرف بمسلسل البلوكاج، ولا داعي إلى فتح كل السجلات، لأن ما فيها يدمي قلوب الديمقراطيين في هذه البلاد، على قلتهم.

الآن، لنخرج من سفينة لشكر، ولنعِد تركيب أجزاء قرار اليوسفي اعتزال السياسة والسياسيين والحزب والحزبيين قبل 15 سنة… ورث اليوسفي حزبا كان في أوج تحولات كبيرة في بنيته وخطابه ونخبه ومشروعه… حزب كان يضم خليطا من السياسيين والنقابيين، بين قوميين واشتراكيين، بين برغماتيين ومتصلبين، بين جيل قديم وجيل جديد، وفوق هذا جاء اليوسفي إلى قيادة الحزب في خضم تحولات دولية كبيرة، انهار على إثرها المعسكر الاشتراكي، وضعف اليسار في كل العالم، وما عاد هناك ذلك الوهج للأفكار الاشتراكية، ولا ذلك الدعم السياسي الذي كان يتلقاه الحزب من الخارج.

لقد حاول المحامي القديم أن يجدد أوراق مرافعاته، وأن يتشبث بمطلب واحد لإنقاذ الحزب والمغرب: تعديلات دستورية خفيفة تفتح اللعبة السياسية على إمكانية التناوب على الحكم عبر انتخابات نزيهة نسبيا، تسمح لأحزاب المعارضة بالوصول إلى الحكومة بتوافق مع العرش، والشروع في إصلاح أوضاع البلاد التي وصلت إلى حد التهديد بالسكتة القلبية… بعد أخذ ورد، وبعد تعديلات في الدستور لم تكن في المستوى سنة 1992، أعقبتها انتخابات رديئة، غادر على أثرها اليوسفي البلاد إلى مدينة كان الفرنسية، احتجاجا على تزوير الانتخابات، ثم جاءت تعديلات 1996 الدستورية، وبعدها انتخابات 1997، ثم تناوب 1998، ودخل اليوسفي إلى قصر كان يتهمه بعض سكانه بأنه «تاجر سلاح كان يسعى إلى إسقاط العرش».. وضع اليوسفي يده على المصحف، وأقسم على ما لا نعرفه بالضبط، فيما رجح البعض أن يكون اليوسفي أقسم، في حضرة الحسن الثاني، على تسهيل انتقال العرش من أب مريض إلى ابن بلا سوابق في الحكم. مات الملك الحسن الثاني، الذي لم يعرف ثلاثا المغاربة ملكا سواه، وجاء الشاب محمد السادس إلى عرش أجداده، ففسح له اليوسفي المكان ليلتقي شعبه، ويوطد حكمه، ويبني صورته، دون أن يعيد التفاوض على عقد جديد لتناوب جديد، ثم جاءت انتخابات 2002، فحصل حزب الوردة، رغم تواضع حصيلته في حكومة التناوب، على المرتبة الأولى، وعوض أن يجدد الملك ثقته في وزير أول له كاريزما وله تاريخ ويده نظيفة، اختار تقنوقراطيا كان وزيرا للداخلية، فعينه وزيرا أول أمام ذهول الجميع. عندها غضب اليوسفي، وأصدر البلاغ المشهور الذي يصف قرار الملك بأنه خروج عن المنهجية الديمقراطية، وانسحب من قيادة الحزب ومن العمل السياسي، بعدما ألقى بلاغا في بروكسيل كان عبارة عن نعي صريح للانتقال الديمقراطي في المغرب في ظل الشروط التي كانت قائمة.

استقال اليوسفي من الحزب لسببين، في ما أظن؛ أولا لأنه صدم في القصر الذي لم يكافئه بما يستحقه بعد كل التضحيات التي قبل بها، واستقال، ثانيا، لأنه يعرف حزبه جيدا، ويعرف النخب القديمة التي تعبت من النضال، والجديدة التي لا تريد أن تخرج من الحكومة، وترغب في البقاء قريبة من دار المخزن، ولن تعدم التبريرات لذلك، ومنها «استكمال الأوراش التي بدأها اليوسفي»، و«الخوف من القطيعة مع الملك الشاب»، و«الخوف من الإسلاميين الذين يسعون إلى نشر الظلام في المجتمع»، وغيرها من فصول الأدب التبريري الذي يبرع فيه المغاربة عندما تخونهم الشجاعة الأدبية والسياسية.

لهذا نزل اليوسفي من سفينة الاتحاد المثقوبة، لكن بعدما أوصلها إلى مرفأ انتخابات حصل فيها الحزب على المرتبة الأولى، تماما كما فعل بنكيران بالأمس، ولو استمر اليوسفي في قيادة الاتحاد الاشتراكي بعد 2003، لسمع ما يسمعه بنكيران اليوم، من أنه يشوش على الحكومة، ويسعى إلى القطيعة مع الدولة، ويبدد رصيد الثقة بين الحزب والقصر… لهذا، على القرصان أن يتوقف عن الكلام في سيرة الربان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرصان ينتقد الربان القرصان ينتقد الربان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 10:33 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مصمّمة ديكور تطرح نصائحها لكيفية استخدام الفنّ في البيت

GMT 09:59 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد الحريري يتراجع من بيروت عن استقالته

GMT 15:34 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

المرض يمنع ليلى علوي من حضور مؤتمر شريهان

GMT 04:54 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

ماذا بعد إقالة العماري؟

GMT 17:44 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد الكنافة بالجبنة للمناسبات العائلية السعيدة

GMT 16:40 2023 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

مركز النقديات المغربي يقيّم الشبابيك الأوتوماتيكية

GMT 10:58 2023 السبت ,12 آب / أغسطس

موضة مجموعات ألوان الزفاف لعام 2023

GMT 16:01 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

زيادة مفاجئة لمخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي

GMT 23:05 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

ناسا تحذر من قدرات الصين في "سباق القمر"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib