شارع حي ونفاق بلا حدود
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

شارع حي ونفاق بلا حدود

المغرب اليوم -

شارع حي ونفاق بلا حدود

بقلم - توفيق بو عشرين

منذ الساعات الأولى للصباح، حج شيوخ وشباب وأطفال ونساء من كل فج عميق في المغرب إلى الرباط، بعضهم يمشي لأول مرة في شارع محمد الخامس، وبعضهم يشارك لأول مرة في تظاهرة سياسية وطقس احتجاجي، من أجل ماذا؟ من أجل القدس وفلسطين، وضد إسرائيل وأمريكا وترامب، والأنظمة العربية المتقاعسة عن نصرة الفلسطينيين، وعن الدفاع عن القضايا العربية. تصوروا نوع الوعي السياسي الذي يتفتح في هذه الأجواء من الغضب والرفض والإحساس بالمهانة.

مئات الآلاف رفعوا أصواتهم في مسيرة حاشدة بالرباط، يوم أمس، تعبيرا عن الغضب من قرار دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، اعترافا من أكبر قوة في العالم بجريمة احتلال هذه المدينة التي تحتضن رموز الأديان الثلاثة… هل سيسمعهم تاجر العقارات في واشنطن؟ وإذا سمعهم، هل سيراجع نفسه ويسحب مرسومه الرئاسي؟ 

الذين خرجوا بمئات الآلاف في جل العواصم العربية والإسلامية لا يحتجون، فقط، على الإدارة الأمريكية، التي اتخذت قرارا ظالما ومهينا لربع سكان الأرض من المسلمين، بل يحتجون، كذلك، على أنظمتهم الحاكمة، وعلى وزراء خارجيتهم، وعلى دبلوماسيتهم التي لا تعطي أهمية طيلة السنة لهذه القضية المزروعة في عمق المشاعر الإنسانية والقومية والدينية لسكان هذه الجغرافيا.

اجتمع وزراء الخارجية العرب في الأردن فلم يخرجوا بأي قرار مهم، ولا حتى رمزي، مثل سحب السفراء العرب من واشنطن، مؤقتا على الأقل، لإيصال رسالة إلى الأمريكيين مفادها أن 21 بلدا عربيا و50 بلدا إسلاميا تمور غضبا على المعتوه الذي أوصلته أصواتهم إلى البيت الأبيض. بالعكس، سمعنا أصواتا قوية رفعت ضد قرار ترامب جاءت من كندا وأمريكا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية، رغم وجود لوبي إسرائيلي قوي في هذه البلدان، في حين أن الأنظمة العربية مازالت ترى أن واشنطن إله يحيي ويميت، يغني ويفقر، يعطي ويمنع، وأن الطريق إلى قلب واشنطن يمر لزاما من تل أبيب.

إن الهوة تكبر، يوما بعد يوم، بين الأنظمة العربية وشعوبها، وبين آمال الناس واختيارات الحكام، بين قضايا الشارع ونهج الحكومات، وهذه الهوة هي التي حركت الربيع العربي قبل ست سنوات، وستحركه في المقبل من الأيام طلبا للتغيير، وطلبا لأنظمة تشبه الشعوب، وحكومات تخضع لإرادة المواطنين، وليس العكس.

ستبقى فلسطين محركا سياسيا وإيديولوجيا وإنسانيا في هذه المنطقة حتى يجد العالم دواء شافيا لهذا الجرح. للأسف، تعصب إسرائيل وتطرف أمريكا ونفاق أوروبا وإهمال العالم خلق، وسيخلق، ردود فعل حادة في العالم العربي والإسلامي، وسيخلق حركات معتدلة وأخرى متطرفة، وكلها ترفع شعار تحرير فلسطين.

الذين هرولوا ويهرولون خلف التطبيع مع إسرائيل عليهم اليوم أن يراجعوا أنفسهم، والذين أسقطوا حق الشعوب في مقاومة المحتل بكل سلاح، عليهم اليوم أن يراجعوا أنفسهم، والذين يستهينون بارتباط المغاربة بالقضايا الإنسانية والقومية والدينية عليهم اليوم أن يراجعوا أنفسهم، والذين قالوا إن الشارع مات، وإن الدبلوماسية اختصاص محفوظ لمن يحكم، عليهم أن يراجعوا أنفسهم. لا توجد اليوم قضية يمكن أن توحد المتدين والعلماني الاشتراكي والليبرالي، الرجل والمرأة، العربي والأمازيغي، مثل قضية فلسطين وعاصمتها القدس. إنها خط أحمر، وعلى الأنظمة والنخب أن تحترمها، ولو نفاقا، إن لم يكن اقتناعا.

الغرب اليوم بتحالفه مع إسرائيل، وهو يعرف أنها دولة عنصرية وكيان احتلال ونظام قائم على الحرب ضد الفلسطينيين سكان الأرض المحتلة.. هذا الغرب يعطي الدليل على أن قيم الحداثة والتقدم والحرية والتسامح والتعايش والسلام… كلها قيم غير قابلة للعولمة، وغير قابلة للصرف في كل مكان من العالم، وهذا أكبر خطر على السلم والاستقرار الدولي، وأكبر محفز على ميلاد حروب حضارية لا تبقي ولا تذر. إن نفاق الغرب هذا هو الذي يغذي آلة تنظيم القاعدة وداعش والسلفية الجهادية، وكل الحركات المتطرفة التي تقول للشعوب العربية والإسلامية إنه ليس هناك من قانون دولي، ولا أمم متحدة، ولا شرعية دولية، ولا قيم إنسانية.. هناك فقط قانون الغاب، قانون الأقوى، قانون الكيل بمكيالين، فلماذا تريدون أن نحمل غصن زيتون في الوقت الذي يحمل الغرب السلاح بكل أنواعه الفتاكة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارع حي ونفاق بلا حدود شارع حي ونفاق بلا حدود



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
المغرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib