كتاب مازال حيا
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

كتاب مازال حيا

المغرب اليوم -

كتاب مازال حيا

بقلم - توفيق بو عشرين

احتفت الأوساط الفكرية والفلسفية بذكرى مرور نصف قرن على صدور كتاب «الإيديولوجيا العربية المعاصرة»، للمفكر المغربي عبد الله العروي، الذي قال بالمناسبة إنه كان يتمنى أن يصبح كتابه متجاوزا في العالم العربي بعد مرور نصف قرن على صدوره، لكن الكتاب، للأسف، مازال يحتفظ براهنيته إلى الآن ولم يفرغ من محتواه. وهذا معناه أن ما دعا إليه الكتاب من تحرر ونهوض وتنمية وديمقراطية لم يتحقق، ومازالت مطالب المؤلف على جدول عمل الفكر العربي والمغربي، كما كانت قبل نصف قرن، إن لم نقل إن الهمة والطموح والإصرار تراجعت، مفسحة المجال للتسليم بالواقع وإدارة الأزمات عوض حلها.
عبد الله العروي، في كتابه ذائع الصيت هذا، صنف اتجاهات الفكر والسياسة في العالم العربي إلى ثلاثة اتجاهات، أطلق على أصحابها لقب الشيخ، ورجل السياسة، وداعية التقنية، ووضع كل واحد في خانة، معرفا مشروعه كالتالي:
الشيخ لا ينفك يرى التناقض بين الشرق والغرب في إطاره التقليدي، أي كنزاع بين النصرانية والإسلام. أم المشكلات عنده تتعلق بالعقيدة الدينية، وتحليله للأوضاع الراهنة لا يخرج عن قوله تعالى: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا» (سورة الإسراء). الأزمة من هنا تبدأ وهنا تحل، ولا نهضة ولا تقدم إلا بالرجوع إلى الطريق الأول الذي سار عليه السلف الصالح.
رجل السياسة يعتبر أم المشاكل في الشرق، كما في الغرب، هي الاستبداد. يطالع روح القوانين، لاسيما الصفحات البليغة التي يشرح فيها مونتسكيو مساوئ الاستبداد، فيشعر بالحقد يغمره، لأن الدولة في العالم العربي كانت في خدمة الحكام وحدهم، وأملاك الناس كانت دائما مهددة، والتجارة محتكرة، والضرائب باهظة، والقضاء خاضع لأغراض المصالح. هكذا يبرز الزعيم الجديد، وهو رجل قانون وسياسة يمزج دعوة روسو بدروس مونتسكيو، يفهم مثال الديمقراطية على شاكلة النظام البرلماني الإنجليزي… لقد شخص الزعيم السياسي داء المجتمعات العربية القديمة والحديثة، فاستقى من ذلك الدواء للحكم الاستبدادي، فوجب، إذن، انتخاب مجلس نيابي. ولكي يخرج من جلباب الشيخ، قال الزعيم السياسي إن الإسلام لا يفرض أي نظام سياسي على المسلم، ولم تعزه الأدلة العقلية والنقلية للدفاع عن ذلك.
التيار الثالث، حسب العروي، يمثله داعية التقنية «التكنولوجيا»، لا هو محام ولا قاض ولا طبيب ولا أستاذ ولا صحافي، بل ابن عطار أو ابن فلاح أو ابن حرفي. كان مجهولا مهملا، لا يسمع صوته بين كلمات الشيخ وصراخ الزعيم السياسي، يقول: «الغرب ليس دينا ولا فكرا ولا سياسة فقط، الغرب قوة مادية أصلها العمل المرتكز على العلم التطبيقي». هذا ما يقرره داعية التقنية ساخرا من أوهام الشيخ والسياسي، داعيا إلى الصناعة وامتلاك القوة، ضاربا المثل باليابان، فدينها أبعد عن التوحيد، وتاريخها مليء بالعنف، وشعبها أكثر ميلا إلى الخضوع، فلماذا تفوق اليابانيون في وقت وجيز؟ يجيب داعية التقنية أنهم قصدوا مباشرة سر الحضارة الغربية، أي التصنيع، فلنفعل كما فعلوا.. الثقافة غاية شريفة، لكنها تأتي بعد اكتساب مهنة خاصة. الداعية الجديد لا يقرأ التراث ولا يؤوله، يزيحه كليا عن اهتمامه، ويقول: ‘‘لولا سفن كرومويل ما فرضت بريطانيا سطوتها على العالم، ولولا صناعة نابليون ما وصلت فرنسا إلى ما هي عليه. الاستبداد لا يمنع التقدم والتمدن، إن لم يكن شرطا لهما’’.
هذه الخطاطة، التي اقترحها العروي لقراءة اتجاهات الفكر والسياسة في العالم العربي، مازالت صالحة إلى اليوم لقراءة اتجاهات الاختيارات السياسية والفكرية في هذه المنطقة الضائعة من جغرافية العالم، لكن الذي حصل هو أن التيارات الثلاثة كلها وصلت إلى الحكم وفشلت في تحقيق أهدافها، وكلها بقيت محكومة بثابت واحد هو الاستبداد. الشيخ صار أصوليا متشددا، ونزل من «عقلانية» محمد عبده إلى أصولية حسن البنا، إلى جهادية سيد قطب، إلى تكفيرية مصطفى شكري، وصولا إلى قاعدة ابن لادن والظواهري ووحشية البغدادي، وحصيلة هذا التيار معروضة اليوم على طول خط الدم أو التطرف أو السجن، أما رجل السياسة الليبرالي، فبعدما تعب من النضال والدعوة إلى الحرية وفصل السلط والدستور والعمل النيابي، ارتمى في حضن الاستبداد خوفا من الشيخ الأصولي، الذي اتسع نفوذه في أوساط المجتمعات الفقيرة والمحافظة، ولم يبق من ليبرالية رجل السياسة سوى الشعارات التي لم يعد يلتف حولها إلا القليلون، أما داعية التقنية، فقد بقي معلقا بين مجتمع تقليدي لا ينصت إليه، وغرب «منافق» لا يؤمن بنقل العلم والتكنولوجيا خارج بيئتهما الغربية، فخفت صوت داعية التقنية، ولم يعد يظهر سوى في خبرات جزئية لأحفاده التقنوقراط الموضوعين في خدمة الدولة بلا فكر ولا وعي ولا اختيار، في تنكر قاتل للسياسة وقدرتها على تغيير المجتمعات… هكذا انتهت نماذج العروي، الذي تحسر على أن كتابا ألفه قبل نصف قرن لم يصبح متجاوزا إلى اليوم، وهذا معناه أن موضوعه مازال قائما إلى حد الآن. إنها مرآة أخرى لقراءة الإحباط المغربي والعربي عامة من العجز عن الخروج من حفرة التخلف، والالتحاق بالركب الذي يبتعد عنا كل يوم بسنوات ضوئية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب مازال حيا كتاب مازال حيا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib