الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين

المغرب اليوم -

الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين

بقلم - توفيق بو عشرين

قدم الوزيران الرميد والتوفيق تصور الدولة والحكومة لمحاربة الإرهاب، بعد قرابة 15 سنة من مطاردة هذه الآفة، التي أخرجت المغرب من خانة الاستثناء، وألقت به في أتون حرب عالمية على صناعة التطرف والدم. قال وزير الأوقاف: ‘‘إن ادعاءات الإرهابيين تدور حول إحدى عشرة مسألة؛ واحدة منها تهم المجتمع الذي يتم وصفه بـ«الجاهلية»، وأربع منها تدور حول نظام الحكم، وهو «الخلافة الراشدة»، و«الشورى»، و«الحاكمية»، و«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وثلاث تفكك المرجعية التي اجتهد في بنائها أئمة المسلمين، وهي «اللامذهبية»، و«الخروج عن الإجماع»، و«السلفية»، وواحدة تدين العلائق مع غير المسلمين، وهي «الولاء والبراء»، واثنتان تبرران العنف للتغيير، وهما «التكفير» و«الجهاد»’’.
فيما رأى الرميد أن استراتيجية الدولة لمكافحة الإرهاب مبنية على أربعة مرتكزات، وهي «ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومحاربة الفقر والهشاشة، وإعادة هيكلة الحقل الديني، وأخيرا، تقوية الحكامة الأمنية، في أفق إعداد سياسة أمنية يؤطرها الحرص على تحقيق توازن بين حماية الأمن والنظام العام، وبين حماية الحقوق والحريات».
على الورق هذا الكلام جميل ومعقول، لكن، على الواقع، شيئا آخر… نحن بلد ينتج الإرهاب ويصدره، لأن لدينا بيئة تساعد على نمو نبات الشر هذا، ودليل هذا التشخيص السريع أن المغاربة، إلى وقت قريب، كانوا ثالث مليشيا في جيش البغدادي، بعد التونسيين والسعوديين، بحوالي 2500 مقاتل جوال، انتقلوا من المغرب ومن أوروبا إلى سوريا والعراق، معتقدين أن دولة الخلافة قامت في الموصل، وأن خليفة مليار ونصف مليار مسلم هو أبوبكر البغدادي. نحن بلاد تفكك في المعدل خليتين إرهابيتين كل شهر، وأحيانا كل أسبوع. نحن بلاد وجد فيها ابن لادن أتباعا انفجروا في أكثر من واقعة طيلة العقد والنصف الأخير، ونحن بلاد وجد فيها البغدادي أنصارا ومهاجرين قاتلوا وقتلوا إلى جانبه ضد إخوانهم في الدين والوطن والمذهب، ونحن بلاد انتعش وينتعش فيها الفكر السلفي بكل طبعاته العلمية والوهابية والجهادية والداعشية.
نحن بلاد تحارب الإرهابيين لكنها لا تحارب الإرهاب. كيف ذلك؟ الإرهاب موجود في بطالة الشباب التي تصل في بعض المناطق إلى 40%، والإرهاب موجود في التعليم المفلس الذي لا يعطي أبناءه أسلحة فكرية ومنهجية ومعرفية لتفكيك خطاب التطرف، والوقوف على الطابع الانتحاري لمشاريع الإرهاب العالمي. نحن بلاد لا تعطي ملايين الشباب الأمل في الغد، والطاقة على الصبر، وتوجيه الرفض والاحتقان والغبن والحكرة نحو النضال السلمي والمدني وسط الأحزاب والنقابات والجمعيات والتنسيقيات، من أجل تحسين الوضعية والضغط على أصحاب القرار بالسياسة وليس بالسلاح، بالصوت في صندوق الاقتراع وليس بالأحزمة الناسفة.
حبَّذا لو يجد كبار المسؤولين بعضا من الوقت لقراءة محاضر الشرطة القضائية التي أنجزت لبعض العائدين المغاربة من جحيم داعش، لمعرفة الأسباب والحيثيات التي دفعت مئات الشباب إلى الهجرة إلى الرقة أو الموصل، على مدى ثلاث سنوات.
يحكي أحد الشبان (25 سنة)، في محاضر الاستماع إليه بعد العودة من ساحة الحرب في سوريا، أنه تعرف على الفكر الجهادي في حي صفيحي كان يسكنه، وأنه كان يعاني آنذاك البطالة والفقر والإحباط، لأنه لا يستطيع أن يتزوج بمن يحب. كان بائعا جائلا في الشارع، مطاردا من قبل المخازنية في القنيطرة، فصار مقاتلا جوالا يلاحق «أعداء الله» في سوريا. جرى كل شيء في ظرف أقل من شهر، حيث استقطبه سلفي جهادي من الحي، وعلمه بعض فروض الإسلام، وساعده ماديا لشراء بعض اللباس، ثم مر إلى شحنه عن طريق فيديوهات على اليوتيوب تظهر قصف نظام بشار الأسد الأطفال بالبراميل المتفجرة، ثم مر من الصور المريعة التي تهز وجدان كل إنسان، إلى الشرح البسيط الذي يقول إن بشار علوي مجرم يقتل النساء والأطفال أمام أنظار العالم والغرب الكافر، وإن الله سيسأل المؤمنين جميعا غدا يوم القيامة عما فعلوه لنصرة إخوانهم السنة في سوريا والعراق، فسأل الشاب بسذاجة وبراءة: «وماذا في يدي أنا لأفعله لأخوتي هناك؟». يلتقط السلفي الجهادي الخيط، ويقول: «في يدك سلاح الجهاد، وهو الفريضة الغائبة اليوم في العالم الإسلامي، فإذا انتصرت امتلكت الأرض وما عليها، وإذا استشهدت ملكت الجنة ونعيمها بحورياتها ووصيفاتها»… يقول الشاب في محاضر الشرطة: «ما هي إلا أيام حتى توصلت بحوالة مالية من مكان مجهول، اشتريت بها بطاقة سفر إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، وهناك أصبحت مجاهدا يحمل أحدث الأسلحة الأمريكية، أتدرب في النهار على القتال، وفي الليل على عقيدة الجهاد وفقه الحرب، وتقسيم العالم إلى فسطاطين، وقبل أن أغمض عيني آوي إلى فراش دافئ مع زوجة سورية قتل زوجها الأول في الحرب، ووعد بسبايا أخر إذا انتصرنا في معركة الغد.. كنت عاطلا، فصرت مجاهدا يظهر في وسائل الإعلام العالمية، أتقاضى أجرا بالدولار بقيمة 350 دولارا في الشهر، أبعث جزأها الأكبر إلى أمي المطلقة لرعاية إخوتي، وفوق هذا صار لي بيت وزوجة ورفاق سلاح وقضية وهوية جديدة ووعد بالجنة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين الفرق بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib