10 أسباب لزيارة صندوق الاقتراع غدا…

10 أسباب لزيارة صندوق الاقتراع غدا…

المغرب اليوم -

10 أسباب لزيارة صندوق الاقتراع غدا…

توفيق بوعشرين

في بلاد تتعلم المشي على درب الديمقراطية، المشاركة في الانتخابات ليست ترفا، وليست فاكهة نأكلها في نهاية وجبة غداء دسمة.. الذهاب إلى صناديق الاقتراع هو الوجبة الرئيسة على طاولة المغاربة اليوم، وهو الخطوة الأولى في مسيرة طويلة لبناء البلد والأمة والمستقبل، والعيش الذي يستحقه الشعب فوق هذه الأرض… لهذا أغامر وأقترح عليكم عشرة أسباب تبرر زيارة مركز الاقتراع غدا.

أولا: أنا أصوت يعني أنني مواطن لدي صوت أستعمله مرة كل ست سنوات في الانتخابات الجماعية ومرة كل خمس سنوات في الانتخابات التشريعية، وإذا كان التصويت حقا لكل مواطن، فهو في ظروفنا هذه، حيث الرداءة في كل مكان، وحيث النصب والاحتيال السياسي عملة رائجة، وحيث السياسة أصبحت ريعا ومصالح ذاتية، فهذا الحق يتحول إلى واجب.

ثانيا: أنا أصوت يعني أنني أملك سلطة للعقاب أو للجزاء، لماذا أتخلى عن العصا والجزرة الموجودتين في هذا الصوت، فأهوي بالأولى على من أعتبره فاسدا سلطويا كذابا ومنافقا انتهازيا شعبويا عديم الكفاءة والبرنامج، وأُقدِّم الثانية (الجزرة) للحزب أو الشخص أو البرنامج الذي أرى أنه الأفضل أو الأقل سوءا في مشهد لا نملك فيه غير الاختيار بين السيئ والأسوأ.

ثالثا: أنا أصوت هذا يعني أنني لا أترك المقعد فارغا للتحكم أو للمال السياسي الذي يشتري أصوات الفقراء والمغفلين والأميين، ويصعد على أكتاف المحرومين ليغتني من ورائهم. عندما أذهب إلى صندوق الاقتراع فأنا إما أسقط الفساد الانتخابي، وإما أصعب المهمة عليه، وأدفعه غدا إلى أن يفكر ألف مرة قبل أن يستعمل 100 أو 200 مليون لشراء رئاسة المجلس أو الجهة.

رابعا: أنا أصوت، هذا معناه أنني أعبر عن رأيي السياسي، وأرفع صوتي عاليا ليصل إلى الدولة والأحزاب والإعلام والداخل والخارج. صناديق الاقتراع صوت من لا صوت لهم، وفرصة لبعث رسالة الناس إلى من يحكم، والفقهاء يقولون منذ القدم: «لا ينسب إلى ساكت قول»، إذن، من يفضّل الجلوس على «الكنبة» يوم الجمعة يبعث الرسالة الخطأ إلى الجميع. هو يقول للمتحكّمين في هذه البلاد: «افعلوا ما شئتم، نحن شعب ميت ولم يُدفن بعد».

خامسا: أنا أصوت لأجرب خيار المشاركة بعد أن جربت خيار المقاطعة. منذ نصف قرن، وبالضبط منذ 1962، وأغلبية الشعب المغربي تقاطع الانتخابات الجماعية والتشريعية لأسباب عدة، على رأسها التزوير الذي كان يفسد الاستشارات الشعبية، لكن كلما ارتفعت نسبة المقاطعة ازداد مستوى التزوير في الانتخابات مرة بعد أخرى، إذن، لنجرب خيار المشاركة، فليس لدينا ما نخسره، ونرَ هل المشاركة القوية ستصلح الانتخابات أم ستزيدها بؤسا على بؤس.

سادسا: أنا أصوت، هذا معناه أنني أقوي من سلطة ممثل الشعب في مواجهة ممثل السلطة غير المنتخب. كثيرا ما يسمع رئيس المجلس البلدي أو رئيس مجلس المقاطعة أو عمدة المدينة أو رئيس الجهة، من السيد الوالي أو العامل أو القائد أو الباشا، أو من إدارة وزارة الداخلية الوصية على الجماعات المحلية، عبارة: «أنت مجرد ممثل للسكان لم يفز سوى ببضع مئات من الأصوات. أنا ممثل الدولة، وعليك ألا تنسى هذه الحقيقة». المشاركة المكثفة في الاقتراع مقدمة لتفكيك السلط غير المنتخبة وتقوية السلط المنتخبة التي تحظى بالمشروعية السياسية.

سابعا: أنا أصوت إذن أنا أصنع الفرق. صوتي ليس صوتا شاردا لا يقدم ولا يؤخر.. صوتي قد يصنع الفرق يوم إعلان النتائج، وإذا لم أَعْط الأغلبية للمرشح الذي أفضله، فأنا أحرم المنتصر من تحقيق اكتساح كبير في الاستحقاقات الانتخابية. الصوت الواحد قد يكون محددا، فلماذا أخرجه من حلبة الرهان؟

ثامنا: أنا أصوت لأساهم في إنهاء حكاية «اولاد عبد الواحد كلهم واحد»، والدفع في اتجاه الفرز السياسي والفكري والإيديولوجي، وحتى الأخلاقي، بين من يستحق أن يمثل الشعب من الأحزاب والنخب ومن لا يستحق ذلك. في البلاد اليوم 30 حزبا لكن ليست فيها تعددية كافية أو حقيقية. 90٪ من الكائنات الحزبية دكاكين سياسية و«شناقة» يركبون على ظهر الأعيان عند كل انتخابات. يوم الاقتراع هو أيضا يوم استفتاء على هذه البلقنة السياسية التي تصيب نظامنا بالعفونة.

تاسعا: أنا أصوت في الانتخابات لأساهم في رد الاعتبار للسياسة وللانتخابات التي حولتها السلطة منذ الاستقلال إلى أعراس وحفلات ومهرجانات لدفع النخب الإدارية إلى الواجهة، ولضرب النخب التي لها جذور في المجتمع. التصويت على من يمثل الشعب وليس من يمثل السلطة هو إحياء لمسار التحول الديمقراطي الذي تعثر.

عاشرا: أنا أصوت لأجعل من يوم إعلان النتائج يوم مفاجآت وليس يوما متحكما فيه من البداية إلى النهاية. أنا أعرف أن الدولة العميقة مازالت تخاف مفاجآت صندوق الاقتراع، وهي تعمل بوسائل عديدة للتحكم في النتائج، ولهذا فإن المشاركة الواسعة تبطل سحر السلطة حول الصناديق، أو على الأقل تخفف من أضرار الأعمال الشيطانية، وهذا هو الممكن الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

10 أسباب لزيارة صندوق الاقتراع غدا… 10 أسباب لزيارة صندوق الاقتراع غدا…



GMT 18:07 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

...عندما تبدو النجوم

GMT 18:06 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

السابقة الكبرى

GMT 18:02 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

‎سقوط الأوهام بعد الهجوم على الدوحة

GMT 17:59 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

أعمال الخير ليست في بناء المساجد فقط

GMT 17:57 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

من سمّ عمانَ إلى صواريخ الدوحة

GMT 17:55 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

تبعات العدوان الإسرائيلي على قطر

GMT 17:53 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

أين هي أميركا من التهور الإسرائيلي؟

GMT 17:50 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

بحيرة طبريا ونهاية الزمان

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 19:35 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

غوارديولا يوضح صعوبة انتصار مانشستر سيتي على "إيفرتون"

GMT 18:09 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرة الأهلي طرابلس تخطف الانتصار من بنغازي

GMT 16:48 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل صادمة عن قضية أب مارس الجنس مع ابنته

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 10:30 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

المغرب يطلب استضافة كأس العالم للأندية

GMT 02:26 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

كورتيز تنتقد غياب أصحاب البشرة السمراء في "سي بي أس"

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

السرعة المفرطة تؤدي إلى انقلاب شاحنة في وجدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib