ابتسامة بنكيران في البيت الأبيض
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

ابتسامة بنكيران في البيت الأبيض

المغرب اليوم -

ابتسامة بنكيران في البيت الأبيض

توفيق بو عشرين

استأثرت «جلابة» نبيلة بنكيران، حرم السيد رئيس الحكومة، وألوانها الفاقعة وشكلها التقليدي باهتمام شعب «الفيسبوك»، والمهتمين بالبروتوكولات

 حيث انقسم الجمع إلى مؤيد ومعارض، معجب ومستنكر، ونسي الجميع حدث دخول بنكيران نفسه إلى البيت الأبيض لأول مرة، ودلالات تمثيله الملك محمد السادس في مؤتمر دولي حضره أكثر من 46 رئيس دولة إفريقية، في لقاء خططت واشنطن لجعله مقدمة للتصدي للنفوذ الصيني في القارة السمراء، وعنوانا لاسترجاع مكانة العام سام في قارة غنية بالمواد الأولية وبالنزاعات المسلحة وبالفرص الاستثمارية وبالانقلابات العسكرية...

صورة رئيس الحكومة في البيت الأبيض، وهو يلتقط صورا تذكارية مع الرئيس باراك أوباما وحرمه، كانت توحي بأن رئيس حكومتنا سعيد ومسرور باللقاء، وبدخوله على أقوى رئيس دولة في العالم. إنه يرى كيف أنه نجح في الخروج من عاصفة الخريف العربي ورأسه فوق جسد الحكومة. نعم، لقد حلقوا له الرأس أو هو حلقه بنفسه قبل أن يحلقوه له عندما رأى ما وقع لمرسي في مصر وللغنوشي في تونس، لكنه مازال هنا...

إذن، وجود بنكيران في البيت الأبيض كإسلامي وحيد في العالم العربي يقود دولة لا هي محاصرة مثل السودان، ولا هي منبوذة مثل إيران، دليل على أن التجربة المغربية في إدماج الإسلاميين، أو جزء منهم على الأقل، ناجحة إلى الآن، وهي تجنب البلاد مخاطر كثيرة، وهي تسد الطريق على التطرف الديني الذي يعصف بالعالم العربي اليوم.

بنكيران الذي كان أيام الشباب وأحلام الثورة يعتبر أمريكا شيطاناً أكبر وقلعة الإمبريالية ونصيرا لإسرائيل على الفلسطينيين، ها هو اليوم يرسم ابتسامة عريضة على وجهه وهو يدخل على ساكن البيت الأبيض ليمثل بلده المغرب في لقاء مهم. هذا يعني أن الإسلاميين يتغيرون ويصبحون أكثر واقعية وبرغماتية كلما اقتربوا من السلطة، واندمجوا في المشهد السياسي المحلي والدولي، وهذه أحسن طريقة لوضع أفكارهم ورؤوسهم على رحى الواقع حتى تزول النتوءات الحادة من على جلدهم...

عندما يصل الإسلاميون إلى السلطة ليغيروا الواقع فأنهم في الوقت ذاته يشرعون في التغير هم أنفسهم، ومن مخاض عملية التغيير والتغير يولد الاندماج السلس، وتدور عجلة الديمقراطية والتناوب على السلطة بين الأحزاب من كل الاتجاهات، دون المساس بمؤسسات الدولة وقواعدها العامة وهيكلها الإداري والبيروقراطي.

لقد نقلت وثائق ويكليكس معلومات وتصريحات لكبار رجال الدولة المغربية وهم يقولون للأمريكيين إن الإسلاميين المغاربة يكرهون أمريكا، وإن الاعتدال الذي يظهرونه أمام السفير الأمريكي بالرباط ليس صحيحا، وإنه جزء من خدعة سياسية، لأن الإسلاميين قنافذ لا أملس فيها. عشنا ورأينا الملك محمد السادس يبعث رئيس حكومته إلى واشنطن لتمثيل المغرب في مؤتمر تحت الرعاية المباشرة للرئيس باراك أوباما، وهذا مؤشر يحمل دلالات كبرى على أن الجالس على العرش يحاول أن يحترم قواعد اللعبة، ويتكيف ومحيطه مع التجربة المغربية التي تتجه نحو التطبيع مع الإسلاميين، من جهة، ومع صناديق الاقتراع وما تفرزه، من جهة أخرى، وهذا هو الأهم في العملية. هذا على عكس ما يحدث مع أحزاب المعارضة (اليمينية واليسارية والإدارية) التي مازالت ترى أن وصول العدالة والتنمية إلى الحكومة حادثة سير يجب ألا تتكرر، وقوس يجب أن يغلق سريعا، ومعه سيغلق الانفتاح الديمقراطي، وسنرجع إلى أسلوب «اعطيني نعطيك» من تحت الطاولة، بعيدا عن صندوق الاقتراع الذي لا يلعب، والحالة هذه، إلا دورا تكميليا واستئناسيا، أما جوهر الصفقة فيقع في مكان آخر. إن هذا الضيق السياسي والإيديولوجي والمصلحي هو الذي دفع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى أن يتهم رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بإقامة علاقة مع داعش والنصرة والموساد الإسرائيلي، داخل مؤسسة البرلمان!

صحيح أن الدبلوماسية المغربية مجال مازال محفوظا بالكامل لرئيس الدولة، وأن الحكومة لا تلعب إلا في هوامش تنفيذية صغيرة، لكن في الوقت ذاته يجب الانتباه إلى دلالات صورة بنكيران في البيت الأبيض، وقدرة هذا النموذج المغربي بكل أعطابه ومشاكله على رسم معالم طريق ثالث للتعامل مع الربيع العربي، وتجنب تداعيات الخريف التي أسقطت دولا أخرى في أنهار من الدماء والفتن والاضطرابات...

الإسلاميون فيهم عيوب كثيرة ليس أقلها انعدام خبرتهم في إدارة الدولة، وقلة الكوادر والأطر الكفأة في صفوفهم، وخلط بعضهم بين الدين والسياسة، لكن هؤلاء أبناء هذه الأرض، وهم خرجوا من رحمها، والآن هم الأكثر شعبية في أوساط الطبقات المتوسطة والفقيرة لاعتبارات كثيرة، لهذا فإن إدماجهم في اللعبة يعني إبقاء الديمقراطية حية، وطردهم من اللعبة يعني خنق أي احتمال للخيار الديمقراطي، كما وقع ويقع الآن في مصر التي خرجت من سلطوية مبارك إلى ديكتاتورية السيسي، وبقية التفاصيل معروفة.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسامة بنكيران في البيت الأبيض ابتسامة بنكيران في البيت الأبيض



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:39 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib