بلطجي بلباس دركي
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

بلطجي بلباس دركي

المغرب اليوم -

بلطجي بلباس دركي

توفيق بو عشرين

«غادي نشوه دين مك الموسخة… ماذا تحسبين نفسك أنت وسخة، هل تعتقدين أنك جميلة، أنت عاهرة وأنا سأنتقم منك، وسأشوه سمعتك، وغاندي نخلي دار بوك»… ترد الفتاة المعتقلة في سيارة الدركي وهي بلباس البحر وصوتها يرتجف من الخوف: «لا تسبني»، فيرد الدركي بسبها وسب أمها، فترد: «لا تسب أمي»، فيتمادى في الأمر وهو غاضب فيقول: «أسبك وأسب أمك فماذا أنت فاعلة؟»، تتراجع المسكينة إلى الوراء وتقول: «الله موجود»، وبجهالة ووقاحة سب الدركي البلطجي الله عز وجل، وقال لها: «أنا ذاهب إلى جهنم وسآخذك معي»…

هذا ليس مقطعا من فيلم يصور الشطط في استعمال السلطة، ولا مقطعا من قصة متخيلة.. هذا مشهد واقعي من الدار البيضاء لفيديو وضع حديثاً في قناة يوتيوب، وشاهده الملايين في ظرف قياسي وعلق عليه الآلاف، وقد صدموا من قسوة وشناعة وقلة تربية دركي يلبس البزة الرسمية، ويمثل الدولة والقانون والأخلاق والشرعية…

جل الذين علقوا على الشريط صدمهم فقط التعدي على الذات الإلهية وسب الدركي لله عز وجل، والواقع أن الله، جلت قدرته، لا يضره أن واحدا من عباده الضالين يسبه، تعالى عن ذلك علوا كبيرا، لكن الذي تضرر ويتضرر من تجاوزات السلطة وجورها هو البشر، وهو والحالة هذه تلك الفتاة البئيسة التي كانت ترتجف من الخوف في السيارة وهي عارية لأن الدركي اعتقلها من الشاطئ بتهمة حيازة المخدرات، ولم ينتظر أن يقول القضاء كلمته، بل مر لإهانتها وهي بعد مازالت في طريقها إلى مركز الشرطة…

من حق الدركي أو أي رجل سلطة أن يعتقل أي مشتبه فيه، ومن حقه أن يقدمه إلى العدالة لتقول كلمتها فيه، ومن حقه أن يستعمل القوة العمومية ليفرض سلطة القانون، ومن حقه أن يطلق حتى النار على أي مشتبه فيه يقاوم رجال السلطة أو يهم بالاعتداء عليهم، لكن كل ذلك تحت سقف القانون والمسؤولية وأخلاق رجل السلطة، أما سب المواطنين وإهانتهم وتمريغ كرامتهم في الوحل، وتهديدهم «بالفضيحة والشوهة» فهذا تعذيب واحتجاز وتنكيل وانتقام وفرض عقوبات أخرى خارج القانون…

الدركي استشاط غضباً عندما اعترضت امرأة على سلوكه (عقدة المرأة لدى رجل متخلف)، ولهذا قال لها: «ماذا تحسبين نفسك؟». هو لا يراها إلا أنثى، ولا يراها مواطنا له حقوق وعليه واجبات، وصاحبنا غضب أكثر لأن المرأة التي اعترضت على سلوكه بتفتيشها «امرأة فقيرة ولا تتوفر على قدر كبير من الجمال»، وهذه عقدة أخرى، ولهذا قال لها: «هل تظنين نفسك امرأة جميلة؟ أنت وسخة»، وزاد غضبه لكونه دركيا صاحب سلطة أكبر من الشرطة، ولهذا كان على الفتاة المشتبه فيها أن توفر له قدرا كبيرا من الاحترام والخوف والرهبة، لهذا قال لها: «أنتم ألفتم الضحك على الشرطة. أنا دركي ولست شرطيا»، ثم في الأخير عندما تغضب السلطة فلا حدود لعقابها ولا حدود لانتقامها، لا القانون والأعراف ولا التقاليد ولا الإنسانية ولا حتى الدين يقف أمامها، لهذا توعد الدركي البلطجي الفتاة المسكينة بسلاح الدمار الشامل عندما قال لها: «سأشوه سمعتك». لم يقل لها: «سأقدمك إلى القضاء ليقول كلمته فيك أو سأطبق عليك الفصل كذا، وأنا أكيف جريمتك».. لا أبدا مر إلى أقصى عقوبة، وتحول إلى حاكم بأمره وبين يديه السلط الثلاث الموجودة في هذه الأرض، وهي السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، اعتقلها وحقق معها، وكيف جريمتها، وأصدر الحكم، ومر إلى التطبيق، دون شعور بالذنب أو إحساس بالاعتداء على دولة القانون والشرعية وفصل السلط…

 وزير العدل والحريات فتح تحقيقا في النازلة، وننتظر النتائج لأن الشريط الذي سيجوب العالم سيعطي القاصي والداني فكرة واضحة عن تقدم حقوق الإنسان في المغرب، وعن مستوى التربية على قيم حقوق الإنسان لدى بعض أجهزة الأمن. الشريط يصلح مادة بيداغوجية للتدريس على ما لا يجب فعله عندما يعتقل شرطي أو دركي أو عسكري مواطنا كيفما كانت تهمته وكيفما كان جنسه وكيفما كان مستوى جماله…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلطجي بلباس دركي بلطجي بلباس دركي



GMT 16:14 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

الثنائي الخالد

GMT 16:13 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟

GMT 16:11 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

من زمن السيوف إلى زمن الحروف

GMT 16:09 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

هولك هوغان... وتلك الأيّام

GMT 16:07 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

شفاه باسمة وقلوب مكلومة

GMT 16:05 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

سخونة أوروبية!!

GMT 16:03 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

رجل أضاء العالم!

GMT 13:32 2025 الجمعة ,25 تموز / يوليو

فنون الإبادة

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib