بنكيران وسيطايل والحداثيون الجدد
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

بنكيران وسيطايل والحداثيون الجدد

المغرب اليوم -

بنكيران وسيطايل والحداثيون الجدد

توفيق بو عشرين

قال الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت: «قلب رجل الدولة يجب أن يكون في رأسه» (le cœur d’un homme d’état doit être dans sa tête)..
تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع ردود فعل بعض النساء المغربيات حول تصريحات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في البرلمان حول النساء العاملات خارج بيوتهن، وقلت في نفسي إن تلقائية بنكيران وصراحته في التعبير عن أفكاره لا تمر بسلام دائماً، وإن الرجل مطالب بالتفكير في مقولة نابليون، وأن ينقل قلبه إلى رأسه، وأن يضع أمام عينيه دائماً أنه رئيس حكومة كل المغاربة، المحافظين ونصف المحافظين والحداثيين ونصف الحداثيين، وأن تصوراته وأفكاره وانطباعاته حول الموضوعات الحساسة من الأفضل أن يتركها لكتاب مذكراته، وأن ينشغل الآن بالسياسة والبرامج والأرقام خاصة في ظرف صعب وفي أجواء مضطربة تماماً.
ماذا قال بنكيران فأغضب بعض الجمعيات النسائية؟ قال: «حين تخرج النساء للعمل، ينطفئ الضوء، خصوصا ضوء المطبخ.. وحين تعود الثريات متأخرات بعد يوم عمل شاق، يجدن الضوء لايزال منطفئا، والرجال في العتمة ممددين على الأريكة في انتظار الضوء».
هذا كلام يمكن قراءته من زوايا عدة وبتأويلات كثيرة.. قد يرى فيه البعض تعاطفا من النساء العاملات اللواتي تجبرهن التقاليد الموروثة على أن يشتغلن في البيت وخارجه دون رحمة ولا شفقة، وقد يرى البعض في هذا الكلام نقدا لاذعا للرجال الذين لا يقومون بواجباتهم داخل المنزل ولا يتقاسمون أعباءه مع المرأة، وقد يرى فيه البعض الثالث دعوة مبطنة إلى بقاء النساء في المنزل وعدم الخروج إلى العمل حتى يبقى نور المطبخ مضاء والثريات بين أربعة جدران...
كل هذه القراءات قابلة للاشتغال، وأنا شخصيا أرى أن من حق سيطايل والعسولي وبنيس والوديع ومجاهد والكحيل... أن يخرجوا إلى الشارع للتظاهر ضد تصريحات بنكيران باعتبارها تروج نمطا محافظا للأسرة والمرأة. لكن ما يجب ألا ننساه أن بنكيران لم يقل يوما إنه حداثي، وإنه رجل يبشر بقيم الغرب في موضوع الأسرة والمرأة تحديدا. بنكيران، كما الأغلبية الساحقة من المغاربة، رجل محافظ، والذين صوتوا له في آخر انتخابات كانوا يعرفون هذا، وهو لم يخدعهم. كان دائماً يرى أن المساواة لا تعني أن تصير للمرأة الوضعية نفسها التي للرجل والأدوار ذاتها. هو وحزبه يعتقدان أن هذا منظور غربي لا يناسب المجتمعات الإسلامية. الآن، هل الحكومة تريد أن تهدد مكتسبات النساء، وأن ترجعهن إلى بيوتهن؟ لا أعتقد ذلك، وحتى إن فكرت في الأمر فهي عاجزة عن القيام به.
 حادثة السير هذه التي وقعت في البرلمان يجب أن تفتح أعيننا على نقاش غائب في مجتمعنا حول حقيقة تعددية المشاريع المجتمعية الموجودة داخله، وحول الكثير من الخلط والتناقض والنفاق الموجود لدى السياسيين وبعض الفاعلين المدنيين الذين يروجون المبادئ ونقيضها.. مرة يصبحون حداثيين حتى النخاع، وأحيانا يصيرون تقليديين إلى أبعد حد.. مرة هم ديمقراطيون، ومرة لا يرون بأسا في التحالف مع الاستبداد...
سأضرب مثلا هنا بالسيدة سميرة سيطايل، وهي كأي مواطنة مغربية خرجت ترفع شعارات مناهضة لبنكيران، وهذا حقها، وقالت للصحافة إنها تخشى على مصير ابنتها من كلام بنكيران عن المرأة، لأن رئيس الحكومة يروج منظورا ظلاميا لنصف المجتمع، وهذا معناه أن السيدة سيطايل امرأة حداثية وعصرية وديمقراطية، وأن نموذجها في الحياة هو القيم الليبرالية وخصائص المجتمع المفتوح، لكن هذه السيدة نفسها هي التي تدير قناة عمومية ممولة من أموال دافعي الضرائب على طريقة القنوات الدعائية المتخلفة.. قناة مازالت تشتغل بلائحة سوداء من الممنوعين من المرور على شاشتها، ومازالت تشتغل بالأجندة السياسية للدولة العميقة، ولا تؤمن بحرية التعبير والرأي، وحق الجمهور في أن يعرف ما يدور حوله بمهنية واستقلالية.
هل أحتاج إلى أن أذكر بأن السيدة سيطايل هي التي أعدت، أو بالأحرى فبركت، قصة خبرية تقول إن مجلة «لوجورنال» نشرت صورا مسيئة إلى النبي (ص)، وأن تظاهرة أمام مقر الجريدة خرجت للتنديد بمديرها آنذاك، بوبكر الجامعي، لنكتشف بعد ذلك أن المتظاهرين هم عمال الإنعاش الذين جاء بهم القياد والمقدمون، وأن «لوجورنال» لم تنشر صورا لنبي الإسلام، وأن السيدة سيطايل عرّضت حياة صحافي للخطر لأنها بثت تقريرا مخدوما يحرض الجمهور عليه، وبقي زميلنا أسابيع في منزله هو وعائلته لا يستطيع الخروج إلى الشارع خوفا على حياته... هل هذا سلوك امرأة حداثية، ديمقراطية، عصرية تخشى محافظة بنكيران؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنكيران وسيطايل والحداثيون الجدد بنكيران وسيطايل والحداثيون الجدد



GMT 16:14 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

الثنائي الخالد

GMT 16:13 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟

GMT 16:11 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

من زمن السيوف إلى زمن الحروف

GMT 16:09 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

هولك هوغان... وتلك الأيّام

GMT 16:07 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

شفاه باسمة وقلوب مكلومة

GMT 16:05 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

سخونة أوروبية!!

GMT 16:03 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

رجل أضاء العالم!

GMT 13:32 2025 الجمعة ,25 تموز / يوليو

فنون الإبادة

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 21:57 2025 الخميس ,10 تموز / يوليو

11 أمراً لا تسأل عنها «تشات جي بي تي»
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib