حسابات خاطئة ومغامرات خطيرة
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

حسابات خاطئة ومغامرات خطيرة

المغرب اليوم -

حسابات خاطئة ومغامرات خطيرة

توفيق بو عشرين

قبيل أسبوع من الذكرى الخامسة لانطلاق حركة 20 فبراير، انضم صلاح الدين مزوار، وزير خارجية المملكة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى «الحراك المغربي»، ودعا صراحة إلى تأجيج الغضب في وجه حكومة لا تنصت إلى الشعب، وقال بالحرف في خطاب الطلاق مع بنكيران في بوزنيقة: «ليس غريبا أن يعرف الشارع المغربي حركات احتجاجية تبقى في مجملها مبررة ومشروعة، فمن حق المغاربة أن يعبروا عن غضبهم حين لا يصادف عمل الحكومة طموحاتهم وانتظاراتهم».
هذه أول مرة أقرأ تحريضا للشارع على الاحتجاج من قبل وزير، وأي وزير.. وزير الخارجية والتعاون والحليف الثاني في الحكومة… ولأن مزوار مناضل «تقدمي وعقلاني»، وله ماض يساري خفيف في فرنسا، فإنه مهد لدعوة الشارع إلى التمرد على الحكومة برسم صورة سوداء لحصيلتها.. صورة لم تستثن حصيلة حتى وزراء حزبه، بعدما شملت المتحزبين والتقنوقراط وأشباه التقنوقراط بنقاط سيئة للغاية. إليكم ما قاله مزوار، وترك أعضاء مكتبه السياسي فاغرين أفواههم جراء كلام الزعيم الجديد: «لنكن صرحاء، فالمسؤولية تقتضي الصراحة. لقد انتهى منطق العام زين، والنجاحات التي حققناها لا تخفي الإخفاقات. لا يمكن التعبير عن الارتياح، والحال أن البطالة في صفوف الشباب دون سن الـ35 تقارب الـ٪40. الاستثمارات الخاصة في تراجع. القطاعات الاجتماعية الحساسة لم تعرف تقدما في التعليم، في الصحة، في السكن (العشوائي أو الآيل للسقوط). العالم القروي مازال مرتبطا بشكل شبه كلي بالفلاحة، وبالتساقطات المطرية مع تدني فرص التشغيل في السنوات العجاف؟ تنمية المناطق القروية مازالت ضعيفة، حيث يعيش فيها نصف المغاربة دون المستوى، إذ يمكن اعتبار تنمية العالم القروي من النقائص الكبرى في عملنا الحكومي».
طيلة أربع سنوات لم تنتج المعارضة خطابا نقديا لحصيلة الحكومة كما فعل واحد من أبنائها يوم السبت الماضي الذي سبق اليوم العالمي للحب، ومع كل هذا السوء فإن مزوار لم ير بعد فائدة في استقالة حزبه من هذه الحكومة والخروج إلى المعارضة، تعرفون لماذا؟ لأنه يعرف أن الدور المرسوم له يقتضي منه أن يبقي رِجلا في الحكومة وأخرى في المعارضة.. إنه مثل مسمار جحا في القصة المعروفة عند الكبار والصغار.
لقد سمعت من مناضلين في حزب العدالة والتنمية نظرية مؤامرة تقول «إن احتجاجات أمانديس كان توقيتها مخدوما، وإن رفض الأساتذة المتدربين الحلول التي قدمتها الحكومة لهم لإنهاء الإضراب كان وراءه تسخين سياسي لإحراج الحكومة، وإن تصلب النقابات مع بنكيران حول إصلاح صناديق التقاعد وراءه اعتبارات سياسية ومناورات تهدف إلى تسخين القاع الاجتماعي في سنة انتخابية، وإن هناك حزمة قوانين جديدة للانتخابات تهدف إلى إفساد التباري الحر حول صناديق الاقتراع، والتراجع عن مكتسبات 2011». كما سمعت عن وجود «مخطط إعلامي وسياسي لتحريض الناس على بنكيران، ولخلق جبهة اجتماعية ساخنة قبيل أجراء الانتخابات التشريعية المقبلة لتسويق الانطباع بأن بنكيران فقد شعبيته، وأن المجتمع هو الذي أسقطه وليس أحدا غيره، ولهذا اختار البام التهدئة مع بنكيران، والنفخ في الجمر من تحت المصباح دون مواجهة صريحة يخرج منها العدالة والتنمية دائما منتصرا بفضل المدفع التواصلي لزعيمه»…
لم أصدق كل ما سمعته، فأنا دائما أتوجس من نظرية المؤامرة، وأسارع إلى إبعادها عن التحليل حتى يظهر العكس. المؤامرات موجودة، وهي جزء من الصراع على السلطة، لكن تحليل كل حدث وكل تحرك وكل تصريح وكل جملة بنظرية مؤامرة جاهزة هذا يعطل التفكير، ويزرع المنطق البوليسي الذي يشك في كل شيء… لكن عندما يسمع المرء وزيرا يقول إن احتجاجات الشارع ضد الحكومة التي يشارك فيها مشروعة ومبررة، فهذا يبعث على الشك وطرح سؤال: ما هو المقصود من كل هذا اللعب غير النظيف؟
وظيفة الوزراء أن يحلوا المشاكل لا أن يصبوا الزيت فوق النار. وظيفة الوزراء أن يضعوا سياسات عمومية تخدم الناس لا أن يكتبوا الشعارات المحرضة على تفجير الغضب في الشارع. وظيفة الأحزاب والنقابات والبرلمان  هي أن تنقل مجتمعة مطالب المواطنين إلى قلب المؤسسات، وليس دفعهم إلى التعبير عن الغضب في الهواء الطلق. هذه وظيفة النقابات والحركات الاحتجاجية والتنسيقيات الشعبية، وحتى هذه لا تلجأ إلى الشارع وإلى الضغط حتى تستنفد وسائل الإقناع والحوار والتفاوض مع الحكومة…
إذا تصور مزوار ومن خلفه أنه يستطيع أن يدخل النار إلى بيت الحكومة، وأن يلعب بها وأن يتحكم في لهيبها فهو مغفل أو مفعفع. نار الاحتجاجات الاجتماعية لا يمكن لأحد أن يتحكم فيها ولا أن يرسم لها نقطة بداية ونقطة نهاية وسقفا لا يمكن أن تتجاوزه. إذا انطلقت نار الاحتجاجات فهي مثل الحرب نعرف متى بدأت، لكن لا يعرف أحد متى ستنتهي… راجعوا حساباتكم قبل فوات الأوان، وهناك وسائل عدة لمنافسة العدالة والتنمية على صندوق الاقتراع دون المس بسلامة البلد وأمنه واستقراره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسابات خاطئة ومغامرات خطيرة حسابات خاطئة ومغامرات خطيرة



GMT 07:05 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

20 فبـرايـر.. أو «الاسـتشـعـار عـن بَـعـد..»!

GMT 08:42 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

دفتر 20 فبراير ومآله..

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib