ليس باسم الإسلام يقتل الصحافيون
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

ليس باسم الإسلام يقتل الصحافيون

المغرب اليوم -

ليس باسم الإسلام يقتل الصحافيون

توفيق بو عشرين

نامت باريس، أول أمس الأربعاء، حزينة، ونام العالم من حولها مرعوبا من مجزرة «شارلي إيبدو»، التي راح ضحيتها ثمانية صحافيين كانوا حول طاولة التحرير صباح الأربعاء، ومعهم أربعة من رجال الأمن كانوا يحرسون مقر الجريدة الساخرة، منذ تعرضها لحريق متعمد قبل سبع سنوات عندما نشرت رسوما ساخرة من رموز الدين الإسلامي…

هل توجد كلمات في قاموس اللغة تكفي لوصف ما جرى في فرنسا من اعتداء همجي على صحافيي «شارلي إيبدو»؟

ما جرى عمل بربري ووحشي بلا منازع، أن توجه سلاحا إلى ريشة، أو رصاصة إلى كلمة، أو خنجرا إلى رسم، فهذا إرهاب لا يوجد ما يبرره، اتفقنا أو اختلفنا مع أسلوب «شارلي إيبدو» في تناول مقدسات المسلمين. والقاتل الذي تصور عقله الصغير أنه «انتقم لمحمد ص» هو في الحقيقة انتقم من ملايين المسلمين في أوروبا، الذين سيجدون أنفسهم، صراحة أو ضمنا، في قفص الاتهام، باعتبارهم يشاركون القتلة الدين نفسه والاعتقاد ذاته.

الإدانة والشجب والغضب والتنديد والرفض ليست موجهة إلى عقل التطرف والإرهاب.. هذا عقل لا يدخل إليه شيء. لقد أغلق على نفسه كل الأبواب، ولم تعد له من وظيفة في الحياة إلا نشر العنف والقتل والهمجية، متوهما أن هذه مهمة مقدسة تخدم الإسلام! الإدانة موجهة إلى العقول التي مازالت تفكر، والتي لم تفقد علاقتها بالمنطق والعصر والحضارة. الإدانة موجهة إلى ملايين الشباب المسلمين حول العالم الذين يتعرضون يوميا لإغراء الفكر الديني المتطرف، وبضاعة الإرهاب العابر للحدود. هذه الإدانة الواسعة لمجزرة «شارلي إيبدو» هي صرخة عالمية لرفض هذا الفكر، وإعلان البراءة منه شرقا وغربا، شمالا وجنوبا…

لا شيء مقدس اليوم حول العالم إلا حرية الفكر والتعبير، وهذه هي الحقيقة التي لم يستوعبها جل المسلمين حول العالم، وخاصة الذين يعيشون في كنف الغرب وفي بلاده، وكما أن هناك في فرنسا من اختار الاستفزاز، هناك من اختار العقل والحكمة، وكما يوجد في فرنسا من ينتج ويسوق الخوف من الإسلام، هناك من يدافع عن الديانة الثانية في أوروبا، وعن حق أتباعها في ممارسة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية واحترام، وكما أن هناك من اختار التحريض على المسلمين كعرض انتخابي لشراء أصوات اليمين المتطرف، هناك من يرفض الانجرار إلى هذه اللعبة الخطيرة… كل الآراء والتوجهات موجودة في باريس تعبر عن نفسها بكل وسائل التعبير إلا صوت الرصاص، إلا الدم.. هذا أمر خارج أصول اللعبة…

أوروبا فقدت أكثر من 20 مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية، وإلى اليوم مازالت أسماء هؤلاء محفورة في ذاكرة الأجيال والعقل الجماعي للأمم الغربية، لهذا لديهم حساسية مفرطة من أي فكر عنيف أو متطرف أو إرهابي، وبمجرد أن تلوح في الأفق بوادر استعمال العنف ينتفض الناس هناك ويخرجون للتظاهر والشجب والرفض.

على المسلمين وقادتهم في كل مناطق العالم أن يرفعوا شعارا واحدا: «ليس باسمنا يقتل الصحافيون»، وليس باسم ديننا ترتكب المجازر. لقد احتفل جل المسلمين حول العالم مع المسيحيين قبل أيام بمناسبة رأس السنة الميلادية، وقدموا لبعضهم الهدايا بدون عقد ولا حساسية دينية، وهذا معناه أن الحرب ليست بين الأغلبية في الديانتين، بل بين الأقلية المتطرفة التي تريد أن تجر الآخرين إلى حرب دينية أو حضارية قاتلة…

العنف المتدفق من الجماعات المتطرفة والإرهابية له جذور في الفكر وله أسباب في الواقع، لكن ليس الآن وقت الدخول في تحليل وتشريح أسباب العنف والإرهاب والتطرف. الوقت وقت عزاء لأسر الضحايا وللزملاء في مجلة «شارلي إيبدو» ولفرنسا، ولكل مواطن حر حول العالم شعر بالغضب والحزن لمقتل ثمانية صحافيين وأربعة رجال أمن كانوا يحرسونهم…

جريمة «شارلي إيبدو» لن يدفع ثمنها، للأسف، من قام بها ومن خطط لها، سيدفع ثمنها آخرون مسلمون أبرياء اختاروا فرنسا للعيش أو الدراسة أو العمل. ستعطي فرنسا هدية كبيرة للقتلة إن هي سمحت بامتداد العقاب إلى كل المسلمين. هذا هو غرض الإرهاب، أن يجر الأغلبية إلى المعركة، وأن يضع المسلمين كلهم في سلة واحدة…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس باسم الإسلام يقتل الصحافيون ليس باسم الإسلام يقتل الصحافيون



GMT 16:14 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

الثنائي الخالد

GMT 16:13 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟

GMT 16:11 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

من زمن السيوف إلى زمن الحروف

GMT 16:09 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

هولك هوغان... وتلك الأيّام

GMT 16:07 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

شفاه باسمة وقلوب مكلومة

GMT 16:05 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

سخونة أوروبية!!

GMT 16:03 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

رجل أضاء العالم!

GMT 13:32 2025 الجمعة ,25 تموز / يوليو

فنون الإبادة

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 23:15 2025 الأحد ,27 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
المغرب اليوم - روبيو يحدد

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib