بين صعود تيريزا ماي… وهزالة فرنسا
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

بين صعود تيريزا ماي… وهزالة فرنسا

المغرب اليوم -

بين صعود تيريزا ماي… وهزالة فرنسا

بقلم : خيرالله خيرالله

بدعوتها إلى انتخابات مبكرة، تظهر تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية أنّها تمتلك حسّا سياسيا مرهفا وبعد نظر، كما تعرف استغلال الفرص، بل انتهازها.

تعدّ تيريزا ماي بلدها، المملكة المتحدة، لما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي وللهزات التي يبدو أنّ أوروبا ستتعرض لها قريبا، خصوصا في حال حصول مفاجأة كبيرة في فرنسا ووصول شخص يميني متطرف مثل مارين لوبن… أو يساري ساذج مثل جان لوك ميلونشون إلى قصر الإليزيه.

ما يجمع بين اليميني المتطرّف واليساري الساذج في فرنسا هو ذلك العداء للاتحاد الأوروبي والرغبة في الخروج منه، تماما كما حصل في بريطانيا حيث صوت أهل الريف مع “بريكست”، أي مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فعلت أكثرية أهل الريف ذلك بسبب الجهل والشعارات التي أطلقها اليمين المتطرف الذي صوّر للبريطانيين أن هناك موجة هجرة إلى المملكة لا بدّ من وضع حد لها على وجه السرعة.

بعد قرارها بإجراء انتخابات مبكرة في الثامن من حزيران – يونيو المقبل، بدل الانتظار إلى السنة 2020، لم تعد تيريزا ماي، التي خلفت ديفيد كاميرون في موقع رئيس الوزراء قبل أقلّ من سنة، تلك الشخصية السياسية التي لا طعم لها ولا رائحة والتي جاءت بها الصدفة إلى السلطة. قرّرت أن تكون سياسيا ينقض على الفرص وأن تبني زعامة خاصة بها، أي أن تقود حزب المحافظين إلى انتصار انتخابي كبير مستفيدة قبل كل شيء من حال الانهيار التي يعاني منها حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن.

يحصل ذلك فيما الحزب الثالث الذي كان في مرحلة معيّنة يلعب دورا على الساحة السياسية البريطانية، أي حزب الأحرار الديمقراطيين، في حال يرثى لها. أمّا اليمين المتطرف، فيبدو وكأن الأرض انشقت وبلعته بعد النجاح الذي حققه في الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي في حزيران – يونيو من العام الماضي.

دفع اليمين المتطرّف ثمن الأكاذيب التي أطلقها والتي شجعت على تصويت الأكثرية بـ“نعم” للخروج من الاتحاد الأوروبي، من دون خطة واضحة لما بعد هذا الخروج المكلف.

لم تعد أوروبا أوروبا. جاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي استغرق بناؤه ستين عاما ليوجه ضربة قوية إلى فكرة ربط الدول والشعوب الأوروبية ببعضها البعض عبر شبكة مصالح اقتصادية وسياسية، وذلك كي تكون هناك على خارطة العالم قوة ذات وزن.

من الواضح أن تيريزا ماي اتخذت قرارها ببناء زعامة سياسية بإجراء الانتخابات المبكرة، فيما عينها على ما يجري في فرنسا أيضا. تريد، على الصعيد الداخلي، امتلاك أكثرية مريحة والتخلص من النواب المحافظين الذين مازالوا يعادون الخروج من الاتحاد الأوروبي فضلا عن القضاء على فرص حزب العمال، المنقسم على نفسه أكثر من أيّ وقت، بالعودة إلى الحكم.

تدرك رئيسة الوزراء البريطانية أن لا تماسك أوروبيا بعد الآن. انضمت المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي في العام 1973 في وقت لم يكن أمامها من خيار آخر غير ركوب هذا القطار.

كانت المملكة المتحدة تفقد في تلك المرحلة مواقعها على الخارطة العالمية بعدما انسحبت من منطقة الخليج ومن كلّ شرق السويس، بما في ذلك عدن (في العام 1967) وباشرت إعادة تموضعها اقتصاديا.

كان الخوف البريطاني الدائم من ذلك الحلف الألماني – الفرنسي الذي بدأ يتكوّن بعد حرب السويس في العام 1956 والذي جعل من المملكة المتحدة مجرّد تابع للسياسة الأميركية.

بعد خسارة بريطانيا وفرنسا لحرب السويس التي لم تكن سوى مغامرة طائشة شاركتهما فيها إسرائيل، اتجهت فرنسا نحو أوروبا فيما لاذت بريطانيا بأميركا. أما إسرائيل ففهمت باكرا معنى خوض مثل هذا النوع من المغامرات من دون التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة.

لا شك أن بريطانيا تحتاج حاليا إلى زعيم قوي، فيما أوروبا كلّها وفرنسا على وجه الخصوص في مرحلة مخاض ليس معروفا كيف ستخرج منها. ففرنسا كانت دائما في قلب أوروبا. راهن الفرنسيون باكرا على فكرة الاتحاد الأوروبي الذي بدأ باتفاقات ذات طابع اقتصادي في العام 1957 بين ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ودول الـ“بنيلوكس” الثلاث (بلجيكا، هولندا، لوكسمبور).

هناك نجم سياسي يصعد في بريطانيا. تأتي الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي موعد الدورة الأولى فيها الأحد المقبل لتزيد حاجة بريطانيا إلى زعامة تنظم عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي من جهة، وتخلق دورا جديدا للمملكة المتحدة على صعيد الاقتصاد العالمي من جهة أخرى.

هناك مرشحون عدة في الانتخابات الفرنسية. لا يمكن الاطمئنان إلى أيّ من هؤلاء، باستثناء إيمانويل ماكرون، ربّما، الذي يبدو قادرا على انتشال الاقتصاد من حال الركود التي يعاني منها. لكن ماكرون أظهر في بعض المناسبات غيابا في النضج السياسي. من بين هذه المناسبات الكلام الذي صدر عنه خلال زيارة للجزائر وبدا فيه وكأنه يعاني من عقدة معيّنة تجاه ذلك البلد الذي لم يحسن استغلال الفرص التي توفرت له بعد الاستقلال.

صحيح أن الاستعمار الفرنسي ارتكب جرائم في الجزائر، لكنّ الصحيح أيضا أن البلد مستقل منذ العام 1962 وأن من المعيب بقاء فرنسا أسيرة عقدة الجزائر بأي شكل من الأشكال وفي أي ظرف من الظروف.

في كل الأحوال، تبحث فرنسا عن زعيم يعيد الحياة إليها، كما يعيد الحياة إلى الاتحاد الأوروبي، فيما وجدت بريطانيا زعيما، بات معتمدا لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفي دول الخليج العربي. سيساعدها ذلك في مواجهة مرحلة الخروج من الاتحاد الأوروبي وإيجاد الفرص التي تسمح بالحدّ من الخسائر الناجمة عن “بريكست”.

إذا كانت الانتخابات الرئاسية الفرنسية كشفت أمرا، فهي كشفت كم أن الطبقة السياسية الفرنسية هزيلة. يمكن أن يأتي إلى الإليزيه رئيس معقول مثل فرنسوا فيون أو إيمانويل ماكرون، كما يمكن أن يأتي شخص مثل مارين لوبن وحتّى اليساري جان لوك ميلونشون. أيا يكن هذا الرئيس الجديد، فإن فرنسا التي أضاعت فرصة آلان جوبيه لن تستعيد وزنها التاريخي قريبا، لا في أوروبا ولا خارج أوروبا. ستكون لأزمتها انعكاسات قويّة على أوروبا كلّها.

تلك هي الرسالة التي يبدو أن تيريزا ماي تلقّفتها سريعا، فكانت دعوتها إلى الانتخابات المبكرة التي يمكن أن تسمح لها بالبقاء في موقع رئيس الوزراء حتّى السنة 2022.

الفارق بين فرنسا وبريطانيا أن الأولى في حال ضياع على كل صعيد، فيما الثانية تحاول التقاط أنفاسها. هناك سياسيون يصنعون الفارق دائما.

لا تزال فرنسا تبحث عن ضالتها منذ خرج جاك شيراك من الإليزيه قبل عشر سنوات، فيما يبدو أن بريطانيا وجدت في شخص تيريزا ماي منقذا، أو مشروع منقذ، هي في أشدّ الحاجة إليه…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين صعود تيريزا ماي… وهزالة فرنسا بين صعود تيريزا ماي… وهزالة فرنسا



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib