سراب الحل في اليمن
انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في جميع أنحاء قطاع غزة يوتيوب يُعلن خلق 490 ألف وظيفة وإضافة 55 مليار دولار إلى الناتج المحلى لأميركا أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية
أخر الأخبار

سراب الحل.. في اليمن

المغرب اليوم -

سراب الحل في اليمن

بقلم - خيرالله خيرالله

لا يزال الانسداد السياسي سيد الموقف، يبدو أن هذا الانسداد سيطول في غياب استيعاب أي طرف من الأطراف بأن الحسم العسكري أشبه بالمستحيل في بلد تغيرت فيه كل التوازنات التي كانت قائمة في الماضي.

يبدو أن الأزمة، أو على الأصح المأساة اليمنية، مرشحة لأن تستمر سنوات عدة أخرى في غياب القدرة على إيجاد تسوية سياسية بين طرفين معروفين هما “الشرعية” من جهة، وتحالف الحوثيين (أنصار الله) والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى. هناك محاولة جدّية للوصول إلى تسوية تنهي المأساة المرشحة للتفاقم والتي جعلت اليمنيين الذين كانوا يخشون الصوملة، نسبة إلى ما حل بالصومال، يترحمّون عليها. يقوم بهذه المحاولة إسماعيل ولد الشيخ أحمد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الذي يعتقد أن في الإمكان تحييد ميناء الحديدة والانطلاق من هناك نحو انفراج سياسي يحلّ مكان البحث عن حسم عسكري من جانب هذا الطرف أو ذاك.

هناك بلد يموت فيه الأطفال يوميا وتنتشر الكوليرا بسرعة جنونية. هناك بلد لا خدمات من أي نوع فيه، لا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحّيا. إضافة إلى ذلك، لا مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا زراعة ولا صناعة، ولا مستقبل لآلاف الشباب الذين لا يجدون حتى بابا للهجرة من بلدهم بحثا عن لقمة العيش في هذا البلد العربي أو غير العربي أو ذاك.

لا يزال الانسداد السياسي سيّد الموقف. يبدو أن هذا الانسداد سيطول في غياب استيعاب أيّ طرف من الأطراف بأن الحسم العسكري أشبه بالمستحيل في بلد تغيرت فيه كلّ التوازنات التي كانت قائمة في الماضي، سواء أكان ذلك في الشمال أو الجنوب أو الوسط. الأسوأ من ذلك كلّه أن ليس هناك سوى قلائل بين اليمنيين يعترفون بالتغييرات التي حصلت، ويعملون انطلاقا منها بعيدا عن الأحلام والأوهام.

ما الذي يجعل التسوية السياسية في اليمن أقرب إلى سراب من أي شيء آخر؟ ولماذا يبدو الوضع الراهن قابلا للاستمرار إلى ما لا نهاية على الرغم من كل المخاطر التي تحيق بمستقبل بلد لديه إحدى أقدم الحضارات في المنطقة كلّها؟

قبل كل شيء، لا يوجد استعداد لدى الحوثيين للتراجع والدخول في لعبة سياسية تجعل منهم طرفا من الأطراف السياسية في اليمن. يعتقد “أنصار الله” أنّهم الطرف الأقوى في المعادلة اليمنية وأنّهم يمتلكون مشروعا سياسيا يستند إلى “الشرعية الثورية”، وهي شرعية لا وجود لها. كلّ ما هناك أن الحوثيين استطاعوا في مثل هذه الأيام من عام 2014 التمدد انطلاقا من صعدة، في كل الاتجاهات بعد سيطرتهم على محافظة عمران وطردهم آل الأحمر، زعماء قبائل حاشد منها، بسهولة ليس بعدها سهولة. حصل ذلك في وقت قرّر فيه الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي الوقوف موقف المتفرّج من منطلق أنه لا ينوي الدخول في مواجهات قد يستفيد منها علي عبدالله صالح الذي يكنّ له عبدربه كرها شديدا. بعد ذلك تابع “أنصار الله” مسيرتهم إلى صنعاء التي احتلوها آخذين في طريقهم اللواء 310 الذي كان يحمي باب العاصمة من مناطق مطلّة عليها في عمران.

لم يكن القضاء على هذا اللواء مجرد فتح لأبواب صنعاء أمام “أنصار الله” فحسب، بل كان أيضا هزيمة منكرة للإخوان المسلمين الذين كانوا يعتبرون هذا اللواء، إلى جانب الفرقة الأولى/ مدرع (حسب التسمية اليمنية)، رمزا لقوتهم العسكرية ولمدى تغلغلهم في الجيش اليمني بفضل أمثال العميد حميد القشيبي. كان القشيبي الذي أصرّ الحوثيون على قتله من أبرز الضباط اليمنيين الموالين للإخوان وللواء علي محسن صالح الأحمر، نائب الرئيس اليمني حاليا.

ليس ما يدعو “أنصار الله”، المدعومين من إيران، إلى القبول بأي تسوية انطلاقا من تحييد ميناء الحديدة وتسليمه إلى جهة تؤمّنُ دخول المواد الغذائية الضرورية والمساعدات الأخرى عبره. بالنسبة إلى الحوثيين، هناك موارد يؤمنها ميناء الحديدة لا غنى لهم عنها. لم يقتنع الحوثيون بعد أنّهم طرف معترف به في الخارطة السياسية لليمن، وأن في الإمكان تمثيلهم في أي حكومة مقبلة. ما زالوا يعتقدون أن في استطاعتهم التمدّد على الرغم من خسارتهم اليومية لمواقع في مناطق معينة كان آخرها قاعدة خالد بن الوليد في تعز.

في ظل موازين القوى القائمة حاليا، ليس ما يدعو إلى التفاؤل بحل أو مخرج قريبا. هناك طرف يمني يسيطر على صنعاء يعيش في عالم خاص به. لا يهمّه ما يحل باليمن واليمنيين ولا بمستقبل الأجيال اليمنية. المطلوب خدمة المشروع التوسّعي الإيراني والتمسّك بشعارات بالية من نوع ما يسمّى “الصرخة”، أي “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”. إيران نفسها تخلّت عن هذه “الصرخة”، فيما الحوثيون يتمسكون بها وبأخذ أهل صنعاء رهينة. أكثر من ذلك، هناك مؤشرات على أن مرور الوقت يجعلهم الطرف الأقوى في العاصمة اليمنية، حيث لا يزال علي عبدالله صالح الشخص الوحيد الذي يمتلك وزنا سياسيا وعسكريا، إضافة بالطبع إلى شبكة علاقات واسعة تسمح له بالدخول في تسويات. لكن هذه الشبكة التي لا تقتصر على الألوية التابعة للحرس الجمهوري، بل تشمل رجال القبائل أيضا، بدأت تضيق يوما بعد يوم بسبب تراجع الإمكانات المالية للرئيس السابق.

لا يعمل الوقت لمصلحة التسوية في اليمن، اللهمّ إلا إذا حصلت معجزة وحدث حسم عسكري أدى إلى سقوط صنعاء. هذا أمر مستبعد في المدى المنظور، خصوصا أن التحالف العربي الذي يخوض “عاصفة الحزم” يعتقد أنّه استطاع بالفعل تحقيق الهدف الأوّل المتمثّل في توجيه ضربة قوية للمشروع الإيراني. كان هذا المشروع يستهدف السيطرة على كل اليمن بواسطة الحوثيين، خصوصا على الواجهة البحرية الممتدة من المكلا إلى الحديدة، مرورا بمينائيْ عدن والمخا الاستراتيجيين. ما يزيد الأمور تعقيدا، إضافة إلى غياب شخصيات تنتمي إلى “الشرعية” تستطيع لعب دور وطني، انقسام الجنوب على نفسه وبقاء الوضع في الوسط، الذي عاصمته تعز، على حاله.

هل يبقى اليمن أسير جهة لا تمتلك أي مشروع سياسي من أيّ نوع تسمّي نفسها “أنصار الله”؟ هل يبقى أسير “شرعية” لا تستطيع حتّى حماية نفسها في عدن؟ هل يبقى أسير قادة جنوبيين يعتقدون في معظمهم أن مشاكل اليمن بدأت بالوحدة في العام 1990 متجاهلين كلّ المشاهد الدموية التي مرّت على الجنوب، عندما كان دولة مستقلة بين 1967 و1990 وأن الوحدة كانت نتيجة إفلاس النظام الذي حكم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”؟

يظلّ البحث عن مدخل لتسوية انطلاقا من تحييد ميناء الحديدة حلا منطقيا. لكن المؤسف أنّ ليس هناك منطق في اليمن. غياب المنطق ينطبق على كل الأطراف المعنية. يبدأ غياب المنطق الذي يجعل المأساة تتحول إلى ما يشبه كرة الثلج المتدحرجة، برفض الاعتراف بأن اليمن الذي كان قائما لم يعد موجودا. ما زال الحوثيون الذين بلغوا عدن في مرحلة ما يعتقدون أن لديهم تفويضا إلهيا يسمح لهم بالعودة إلى عهد الإمامة. أما “الشرعية”، فلا يزال فيها من يظن أنّ في استطاعته تكرار تجربة علي عبدالله صالح، وهي تجربة انتهت إلى غير رجعة يوم انقلب الإخوان المسلمون عليه قبل ست سنوات. هناك دول شبه مستقلة قابلة للحياة في إطار فيدرالي في اليمن. لا وجود لحل اسمه اليمن الموحّد ولا لحل اسمه العودة إلى الشطرين. هل من يريد التصالح مع الواقع في اليمن؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سراب الحل في اليمن سراب الحل في اليمن



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:24 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

بارما ويشعل الصراع في الدوري الإيطالي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib