الأردن بين التعقيد والبساطة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الأردن بين التعقيد والبساطة

المغرب اليوم -

الأردن بين التعقيد والبساطة

بقلم - خيرالله خيرالله

هناك من لا يعرف ما هو الأردن ولماذا استطاعت المملكة الهاشمية الأردنية تجاوز كل الصعوبات والأزمات العميقة التي مرت بها منذ تأسيسها. وكانت هذه أزمات بكل معنى الكلمة طرحت خلالها مرارا مسألة وجود المملكة ومصيرها.

الأردن ليس دولة حديثة. تأسست المملكة في عشرينات القرن الماضي واستقلت في الأربعينات وهي من الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية (المملكة العربية السعودية، مصر، العراق، الأردن، سوريا، لبنان، اليمن). على الرغم من ذلك، هناك من لا يعرف ما هو الأردن ولماذا استطاعت المملكة الهاشمية الأردنية تجاوز كل الصعوبات والأزمات العميقة التي مرّت بها منذ تأسيسها. وكانت هذه أزمات بكل معنى الكلمة طرحت خلالها مرارا مسألة وجود المملكة ومصيرها.

ليس الكلام الذي تروّج له أوساط معروفة، بل معروفة أكثر من اللزوم، عن مشاركة ثلاثة من الأمراء في مؤامرة لقلب نظام الحكم سوى من نوع الكلام المضحك المبكي. هذا الكلام الذي نشرته مواقع معينة استحق نفيا من الديوان الملكي الهاشمي. نشرت بعد ذلك صورة للملك مع الأمراء المعنيين أكدت العلاقة المتينة بين عبدالله الثاني وشقيقه وإخوته وأبناء عمّيه، محمّد بن طلال والحسن بن طلال.

الأمراء الثلاثة الذين تقاعدوا أخيرا، لديهم رتب عسكرية، وهم معروفون بولائهم المطلق للملك عبدالله الثاني، وذلك بغض النظر عما يدور بين أبناء العائلة الواحدة، وهي عائلة صغيرة لم يتعرض تماسكها لهزة قوية في أي يوم.

كيف يمكن لهؤلاء الأمراء التآمر على أنفسهم، أي على النظام القائم في الأردن الذي يُعتبرون جزءا لا يتجزّأ منه ومن تركيبته؟

إن أي أمير من الأمراء الثلاثة، على رأسهم الأمير فيصل وهو الشقيق الوحيد للملك عبدالله من والده وأمه، يعرف أن هناك شيئا اسمه العائلة الأردنية الكبرى التي لا يمكن لأي أمير الاستغناء عنها. والعائلة الأردنية الكبرى ليست العائلة الهاشمية التي عدد أفرادها صغير، بل هي العائلة التي تضم كل العشائر والفئات الأردنية التي ارتضت بالهاشميين حكاما للأردن في ظل توازنات معروفة لم يتنكّر لها أي ملك من ملوك الأردن يوما.

على العكس من ذلك، كان ملوك الأردن في مقدمة الداعين إلى قيام ملكية دستورية، وإلى تشكيل أحزاب تلعب دورها في مجال توفير أجواء للعبة ديمقراطية سليمة تكون فيها موالاة ومعارضة تتولى محاسبة الحكومة في البرلمان.

الأكيد أن الملك ليس مسؤولا عن أي فشل على صعيد الممارسة الديمقراطية. المسؤول هو العجز عن إنشاء أحزاب قادرة على أن تكون فعلا في مستوى التجربة الديمقراطية التي استعادت حيويتها في خريف العام 1989، عندما قرر الملك حسين في وقت كان العالم يشهد تطورات كبيرة، من بينها سقوط جدران برلين، إعادة الحياة البرلمانية إلى الأردن.

ليس الأردن وليد البارحة. استطاع الأردن مواجهة المد الجماهيري القائم على الجهل والغباء والأمّية السياسية الذي قاده جمال عبدالناصر في خمسينات القرن الماضي وستيناته. لم يترك عبدالناصر بذاءة إلا ووجهها للملك حسين. ماذا كانت النتيجة؟ صمد الأردن في وجه “معبود الجماهير العربية” الذي تسبب في نهاية المطاف في حرب 1967 وخسارة الضفة الغربية والقدس التي بات الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبرها عاصمة لإسرائيل.

قبل ذلك، تعرّض الأردن لهجمات النظام السوري الذي فجّر مقر رئاسة الوزراء وقتل رئيس الحكومة هزّاع المجالي. من لا يعرف شيئا عن تلك السنوات التي مر فيها الأردن في ظروف أكثر من صعبة، يتذكر حتما ما عانته المملكة الأردنية بعد هزيمة 1967 وإصرار الفصائل الفلسطينية على قلب النظام والتخلص من الملك حسين من منطلق أن طريق القدس تمرّ بعمّان!

لا حاجة للعودة إلى أحداث العام 1970 وإنقاذ الأردن المقاومة الفلسطينية من نفسها عندما تصدّى للهجمة التي استهدفت إسقاط النظام خدمة لإسرائيل التي كانت تفكّر وقتذاك في جعل الأردن “الوطن البديل”.

استطاع الأردن، الذي كان في طليعة الدول العربية التي دعمت العراق في حربه مع إيران في العام 1980، التصدّي باكرا للمشروع التوسّعي الإيراني. لم يمنعه ذلك، بعد دفنه لفكرة “الوطن البديل”، من دعم القرار الفلسطيني المستقل ومساعدة الفلسطينيين في رسم حدود الدولة الفلسطينية المفترضة، وذلك عندما اتخذ الملك حسين قرار فكّ الارتباط مع الضفّة الغربية صيف العام 1988.

تساعد هذه التواريخ المنتقاة في إنعاش ذاكرة من يعتقدون أن الأردن دولة مصطنعة من السهل تناولها من خلال أخبار ملفّقة تتناول الأمراء فيصل بن الحسين والعلي بن الحسين وطلال بن محمّد.

الأردن قضيّة في غاية التعقيد، لكنه في الوقت نفسه قضية في غاية البساطة. ما يدل على أنه قضية في غاية البساطة خلافة الملك عبدالله لوالده الملك حسين بمجرد أن الأخير قرّر، وهو على فراش الموت، تغيير ولي العهد.

ماذا فعل الأمير الحسن بن طلال عندما قرر الملك حسين أن يحل الأمير عبدالله وليّا للعهد مكانه؟ امتثل الحسن لما قرّره شقيقه الأكبر وأصبح عبدالله بن الحسين في 1999 ملكا بعد وفاة والده، ذلك على الرغم من أن الحسن أمضى خمسة وثلاثين عاما وليّا للعهد.

نعم، الأردن قضية معقدة وبسيطة في آن. يمر الأردن حاليا في أزمة اقتصادية عميقة جعلته يعيد النظر في أمور كثيرة دفعت إلى جعله يفكر في كيفية الاعتماد على نفسه فقط وليس على أي طرف خارجي اعتاد مساعدته. تترافق هذه الأزمة الاقتصادية، وهي من النوع الذي لا سابق له في تاريخ المملكة، بتحدّيات ذات طابع إقليمي من نوع جديد. فرضت هذه التحديات، من بين ما فرضته إعادة هيكلة القوات المسلحة.

من الطبيعي أن تشمل إعادة الهيكلة هذه إحالة ضباط على التقاعد، بمن في ذلك أمراء. هناك حاجة إلى أن يكون الجيش الأردني أكثر فعالية وأن لا يكون هناك ضباط يعملون من خلف مكاتبهم. الملك نفسه شارك أخيرا في مناورات بالذخيرة الحيّة وأطلق النار من رشاش وهو في طائرة هليكوبتر، ثم قاد عملية اقتحام على الأرض.

ليس سرّا أن هناك صعودا لنجم الأمير حسين ولي العهد الذي يتولى حاليا جزءا من المهمّات الملقاة على عاتق الملك. ليس سرا أيضا أن الأمير راشد نجل الأمير الحسن لا يزال في الخدمة الفعلية في الجيش. وهذا يعني أن العلاقة بين الملك وعمّه أكثر من جيّدة.

دخل الأردن، بكل بساطة، مرحلة جديدة مختلفة في منطقة لم تعد فيها المعطيات القائمة على علاقة بالماضي. من كان يتصوّر مثلا أن يذهب الرئيس دونالد ترامب إلى هذا الحد في قضية القدس التي تؤثر مباشرة على الأردن.

راهن الأردن دائما، خصوصا بعد توقيعه اتفاق سلام مع إسرائيل، على خيار الدولتين. من مصلحة الأردن التوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدل انسداد كلّ الآفاق التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه التسوية.

الثابت أن الأردن في وضع لا يحسد عليه. إنه وضع جديد كليّا. الثابت أيضا أن الأردن ليس في وضع ميؤوس منه. يعود ذلك أولا إلى أنه ليس دولة مصطنعة بمقدار ما أنه حاجة إقليمية ودور في الوقت ذاته.

امتلك الأردن قدرة على التأقلم مع الصعوبات والتعايش معها بغض النظر عن طبيعتها. ألم تكن العلاقة بين الأردن وإدارة جيمي كارتر في غاية السوء في مرحلة من المراحل، أي في منتصف سبعينات القرن الماضي، وذلك قبل أن تعيد تلك الإدارة النظر في موقفها وتكتشف أن لا غنى لها عن العلاقات مع عمّان؟ تبدو العودة إلى بعض التواريخ ضرورية بين حين وآخر…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن بين التعقيد والبساطة الأردن بين التعقيد والبساطة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib