الصراع على عدن وأحداث 1986
إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات
أخر الأخبار

الصراع على عدن.. وأحداث 1986

المغرب اليوم -

الصراع على عدن وأحداث 1986

بقلم - خيرالله خيرالله

شكلت الوحدة في مرحلة معينة ضرورة، ومن المنطقي حاليا أن يبحث أهل كل منطقة في اليمن عن الصيغة التي تناسبهم.

لم يبدأ الصراع على عدن أمس ولن ينتهي غدا. ليس طبيعيا التساؤل من يسيطر على عدن في الوقت الحاضر. الطبيعي أن تكون السيطرة على عاصمة الجنوب اليمني، ذات التاريخ العريق، للقوى التي لديها علاقة بعدن نفسها وطموحات أهلها والمحافظات المحيطة بها والقريبة منها مثل لحج والضالع.

لا يمكن السيطرة على عدن عبر قوى لا علاقة لها أصلا بالمدينة، بل تريد استخدامها قاعدة لها في خدمة مشروع سياسي غير قابل للتحقيق. يقوم هذا المشروع على استعادة الوحدة اليمنية انطلاقا من عاصمة الجنوب اليمني. ليس طبيعيا أن تكون السيطرة على عدن من شخص ليس لديه وجود في المحافظة التي ينتمي إليها، وهي محافظة أبين التي تقع على مسافة قريبة من عدن أيضا. ما نشهده اليوم في عدن هو استمرار لما حصل في الثالث عشر من كانون الثاني – يناير 1986 لا أكثر.

وقتذاك انتصرت قوى معينة في عدن، من منطلق مناطقي وقبلي قبل أي شيء آخر. بكلام أوضح انتصر عسكريو لحج والضالع على عسكريي أبين وشبوة الذين كانوا يسيطرون على البحرية وسلاح الجوّ. حسم المعركة الضابط هيثم قاسم طاهر، وكان من الضالع، وذلك بواسطة الدبابات التي كانت في إمرته ورجّح كفة الفريق المعادي لعلي ناصر محمّد.

ليس طبيعيا، بعد اثنين وثلاثين عاما على إزاحة علي ناصر محمّد، وهو من أبين، من موقع رئيس الدولة والأمين العام للحزب الاشتراكي الحـاكم، أن ينتصر في عـدن ضابط من الذين كانوا موالين له. عرفت جماعة علي ناصر محمّد التي خسرت السلطة في العام 1986 بتسمية “الزمرة”. كان عبدربّه منصور هادي الذي أصبح رئيسا موقتا في العام 2012، كما كان قبل ذلك نائبا للرئيس في عهد علي عبدالله صالح، من المنتمين إلى “الزمرة”. كان أيضا بين الذين لجأوا إلى صنعاء بعد “أحداث 13 يناير” التي اعتُبرت نقطة تحوّل على الصعيد اليمني ككلّ.

لم تكن تلك الأحداث، التي لم يستطع الاتحاد السوفياتي احتواءها، إشارة إلى انتهاء النظام في اليمن الجنوبي فحسب، بل مهّدت أيضا للوحدة اليمنية التي تحقّقت في الثاني والعشرين من أيار – مايو 1990.

في الثالث عشر من كانون الثاني – يناير 1986، انتصر خصوم علي ناصر محمد بعد مواجهات ذات طابع دموي سقط فيها ما يزيد على عشرة آلاف قتيل. لا أرقام دقيقة عن حصيلة تلك المعارك، لكن الثابت أنها كانت حربا أهلية تواجهت فيها محافظات مع محافظات أخرى. اضطر المنتصرون في تلك المواجهة، من عسكريي لحج والضالع، إلى الاستعانة بشخصيات مدنية من حضرموت لتشكيل غطاء لهم بعد تحقيق انتصار عسكري على “الزمرة”. كانت أبرز شخصيتين في تلك المرحلة علي سالم البيض الذي تولى الأمانة للحزب الاشتراكي الحاكم وحيدر أبوبكر العطاس الذي أصبح رئيسا للدولة. وكان هذان الموقعان في يد علي ناصر محمد قبل إزاحته نتيجة صراع دموي حاول خلاله التخلص من خصومه، فقتل، عبر مرافقه حسان، أربع شخصيات أساسية منهم. قُتل عبدالفتاح إسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شايع. لم يوفق في التخلص من الآخرين الذين أصبحوا في الواجهة، خصوصا بعد الوحدة التي استمرت عمليا أربع سنوات.


عاد اليمن كله، في ضوء رغبة الحزب الاشتراكي بالعودة عن الوحدة في العام 1994، إلى نظام يتحكّم به علي عبدالله صالح من دون شراكة جنوبية تذكر. لم يكن عبدربّه منصور هادي الذي أصبح نائبا للرئيس سوى جزء من الديكور ليس إلا.

لا ضرورة لاستعادة كل الأحداث التي شهدها اليمن بشطريْه الشمالي والجنوبي منذ العام 1986. لكنّ ما لا مفرّ من الاعتراف به حاليا أن الرغبة لدى أكثرية الجنوبيين هي في الانفصال ولا شيء آخر. يعبّر “المجلس الانتقالي” عن هذه الرغبة. ما الذي يعنيه الانفصال؟ هذا موضوع آخر.

الأكيد أن لا مجال لإعادة الحياة إلى “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي كانت قائمة قبل الوحدة. وهذا يعني في طبيعة الحال أن لا مجال للعودة إلى بلد مستقل اسمه اليمن الجنوبي. لم يعد هناك ما يربط حضرموت من جهة بعدن أو بلحج والضالع من جهة أخرى. يمكن ربط حضرموت بشبوة في المستقبل. كما يمكن ربط عدن بمدينة مثل تعز تعتبر عاصمة الوسط اليمني ذي الكثافة السكّانية الكبيرة والأكثرية الشافعية.

منذ ما قبل اغتيال الحوثيين لعلي عبدالله صالح، قبل شهرين، هناك واقع جديد في اليمن. هناك “شرعية” لم تعرف كيف تتعاطى مع هذا الواقع وهناك قوى شعبية حقيقية في الجنوب. تضمّ هذه القوى الشعبية قسما من أهالي أبين أيضا. تحاول هذه القوى التكيف مع حال التشظي التي يعاني منها بلد لم يعد فيه مركز يمكن أن تدار شؤون الدولة الموحدة منه. كان علي عبدالله صالح أول رئيس لليمن الموحد وآخر رئيس له.

هذا هو الواقع اليمني الآن. شكلت الوحدة في مرحلة معينة ضرورة، خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يسيطر على الجنوب إبان الحرب الباردة. حفظت الجنوب وساعدت في تفادي حروب بينه وبين الشمال. من المنطقي حاليا أن يبحث أهل كل منطقة في اليمن عن الصيغة التي تناسبهم. لم يعد مقبولا أن يعيش أهل عدن في ظـل فوضى مستمرة بحجة أن المدينة صارت عاصمة “الشرعية” في حين ليس لدى هـذه الشرعية ما يكفي من الشجاعة للإقامة في عدن والاهتمام بشؤون أهلها.

هل على أهل عدن والمناطق المحيطة بها انتظار تحرير صنعاء من الحوثيين كي يسمح لهم بالتفكير في كيفية استعادة التيّار الكهربائي؟

ليس معروفا بعد كيف ستنتهي الأمور في عدن، لكن من حق أهلها، في الوقت الذي يتراجع فيه الحوثيون في تعز، وفيما يتعرض هؤلاء لمزيد من الضغوط في صعدة، التفكير في أنفسهم أولا. عليهم التفكير في موقعهم على الخريطة الجديدة لليمن، وهي خريطة لن ترسم قبل حسم معركة صنعاء التي يبدو أنّها ستكون طويلة. هل على أهل عدن وما حولها وعلى الساكنين فيها وفي المحافظات القريبة انتظار نتائج معركة صنعاء كي ينعموا بحد أدنى من الأمن والخدمات العامة؟

لا شرعية لـ”الشرعية” في عدن. هذا عائد إلى أسباب تاريخية أولا. الشرعية الوحيدة هي لمن يستطيع الاستجابة لمطالب المواطنين وإبعاد عدن عن مزيد من العذابات في انتظار اليوم الذي قد يأتي أو لا يأتي… يوم تتبلور فيه صيغة جديدة لبلد تشظى لم يعد فيه مركز تدار منه شؤونه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع على عدن وأحداث 1986 الصراع على عدن وأحداث 1986



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 17:46 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات
المغرب اليوم - مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات

GMT 07:17 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين

GMT 14:12 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

لبنى عسل تطل عبر قناة on live ببرنامج جديد

GMT 15:10 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

اختاري وجهة سفر مميزة تناسب شهر العسل

GMT 18:58 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف تدهورالغابات المطيرة حول العالم

GMT 05:44 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سامسونج تطلق جهازها اللوحي "Galaxy Book 2"

GMT 15:17 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة عدد السياح حول العالم بنسبة 6 % في الربع الأول من 2018

GMT 14:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

العثور على ريشة طير نادر جدا في استراليا

GMT 17:14 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة الطاقة الدولية تحذر من تداعيات قرار أوبك+

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسميا إيقاف بوغبا لعدة مباريات بعد طرده أمام ليفربول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib