بين البشير وبشّار
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

بين البشير وبشّار...

المغرب اليوم -

بين البشير وبشّار

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

تظلّ العدالة الانتقائية افضل من الغياب الكامل للعدالة. ان يعاقب عمر حسن البشير بعدما امضى ثلاثين عاما يتحكّم بالسودان ومصير السودانيين افضل من الّا يعاقب. سيأتي تسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية تتويجا لنضال طويل خاضه الشعب السوداني من اجل التخلّص من نير الاخوان المسلمين وفكرهم المتخلّف الذي حوّل بلدا واعدا مثل السودان الى بلد يحتاج الى سنوات طويلة من اجل العودة الى حكم مدني. لا يزال السودان يحتاج في ايّامنا هذه رعاية العسكر، ولكن الى عسكر مستنيرين يعرفون كيف التمهيد لتسليم السلطة الى المدنيين في مرحلة معيّنة.

ثمّة من سيقول انّ هناك من ارتكب فظائع تفوق بكثير ما ارتكبه البشير والذين كانوا حوله. التركيز في هذا المجال على ما فعله بشّار الأسد الذي ورث سوريا عن والده وحوّلها الى بلد تحت خمسة احتلالات صار معظم اهله مشرّدين او مهجّرين. على الرغم من ذلك، لا يزال بشّار الأسد متمسّكا بالسلطة رافضا ان يأخذ علما بما يدور في سوريا وعدد القتلى الذين ذهبوا ضحية نظامه. تقدّر الهيئات الدوليّة المحايدة عدد ضحايا الأسد الابن بنحو نصف مليون. بالنسبة اليه، لم يحصل شيء في سوريا التي تكفّل بتفتيتها...

ليست المقارنة بين فظائع البشير وفظائع بشّار كافية لتبرير ما ارتكبه الرئيس السوداني السابق في حقّ السودان والسودانيين. ليست المقارنة كافية للقول انّ تسليمه المتوقّع للمحكمة الجنائيّة بمثابة ظلم له نظرا الى أن بشّار الأسد ما زال حرّا طليقا يسرح ويمرح في دمشق ومحيطها.

المهمّ في الامر انّ الموقف الذي اتخذته السلطات السودانية والقاضي بتسليم البشير الى المحكمة الجنائيّة الدوليّة يظلّ محطة تحتاج الى التوقف عندها. يعود ذلك الى انّ مجرّد وجود المحكمة الجنائيّة الدوليّة يثبت انّ هناك عدالة دوليّة تلاحق المجرمين وانّ لا مجال للافلات من العقاب في نهاية المطاف. هذا ما حصل مع مرتكبي الجرائم في يوغوسلافيا في الحروب التي خاضتها شعوبها بين بعضها البعض. ارتكب جنرالات ومسؤولون صرب مجازر في حق الآخرين، خصوصا في البوسنة. وجد أخيرا من يضع حدّا لهؤلاء ويؤكّد انّ ثمّة نوعا من العدالة في هذا العالم... وان السياسة شيء والبهلوانيات شيء آخر.

مارس عمر حسن البشير كلّ أنواع البهلوانيات منذ تولى السلطة اثر انقلاب عسكري برعاية حسن الترابي في العام 1989. استطاع التخلّص من الترابي الذي اعتقد انّ في استطاعته استخدام صغار الضباط خدمة لمشروع كان يؤمن به. كان هذا المشروع، الذي ذهب زعيم الاخوان المسلمين في السودان ضحيّته، غير قابل للحياة وقد استخدم البشير أخطاء الترابي ليضع حدّ لطموحاته. كاد ان ينفّذ حكم الإعدام بالترابي مرّتين لولا تدخّل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي ربطته به علاقة جيّدة لسنوات طويلة.

في كلّ ما قام به البشير طوال ثلاثين عاما، لم يكن لديه من همّ سوى الاحتفاظ بالسلطة. اطلق ميليشياته في كلّ الاتجاهات من اجل اثبات ان لا احد يمكن ان يتفوّق عليه في القمع في الداخل السوداني. تبقى احداث دارفور وما ارتكبه الجنجويد خير دليل على ذلك... وعلى مدى شبقه الى السلطة.

كان مثيرا انّ البشير امتلك شخصيات عدّة. عندما وجد ان القمع لا ينفع، لجأ الى المرونة. في التاسع من تموز – يوليو من العام 2011 انفصلت جمهورية جنوب السودان عن الشمال لتصبح أحدث دولة مستقلة في العالم، وذلك نتيجة لاتفاق سلام أبرم في العام 2005 أنهى أطول حرب أهلية في إفريقيا.

من اجل السلطة، كان كلّ شيء مبرّرا من وجهة نظر عمر حسن البشير الذي استخفّ بالمحكمة الجنائيّة الدوليّة في البداية. اعتقد ان مجرّد قبوله بتقسيم السودان سيكفل له البقاء في السلطة الى مدى الحياة. لم يكتشف سوى متأخّرا ان الشعب السوداني ما زال يمتلك القدرة على مقاومة نظامه المتخلّف وذلك على الرغم من الفشل الذريع للسياسيين السودانيين والأحزاب التي يمثلونها في كلّ مرّة تسلموا فيها السلطة منذ الاستقلال في العام 1956. سهل السياسيون السودانيون تولي اللواء ابراهيم عبود السلطة في تشرين الثاني – نوفمبر 1958 قبل ان يخلعه الشعب في 1964 في ظلّ تظاهرات كان شعارها "الى الثكنات يا حشرات". اجبر السودانيون العسكر على العودة الى ثكناتهم ليقوم مجددا حكم مدني انهاه جعفر نميري في 1969 مناديا بشعارات وحدوية مضحكة مبكية من نوع تلك التي كان يستخدمها جمال عبدالناصر!

يبقى ان تجربة السودان مع عمر حسن البشير والمحكمة الجنائية تبعث ببعض الامل في اتجاهين. الاوّل ان يتعلّم السودانيون من التجارب التي مروا بها منذ الاستقلال وان تكون المرحلة الانتقالية الحالية فرصة كي يلتقط البلد أنفاسه. ما يدعو الى التفاؤل، وان نسبيا، ان هناك نوعا من التوازن بين العسكر والمدنيين... في انتظار ولادة سودان جديد بعيدا عن شعارات البشير والنميري. أي سودان على تماس مع ما كلّ ما هو حضاري في المنطقة والعالم، لا علاقة له بالشعارات الناصريّة والاخوانيّة في الوقت ذاته. سودان متصالح مع نفسه اوّلا.

امّا الاتجاه الثاني الذي يدعو الى التمسّك بالامل، فهو انّ العدالة آتية يوما. لا يمكن لما ارتكبه النظام السوري في حربه المستمرّة بطريقة او باخرى على السوريين ان يبقى من دون عقاب.

كان عمر حسن البشير رئيس الدولة العربي الوحيد الذي زار دمشق في مرحلة ما بعد بدء الثورة الشعبيّة في سوريا في العام 2011. التقى بشّار الأسد. الأكيد انّهما بحثا في افضل الوسائل التي يمكن ان تستخدم لقمع الشعبين السوري والسوداني. ليس ما يشير الى الآن ان بشّار تعلّم شيئا من البشير، لكن ما لا بدّ من الإشارة اليه انّ خيطا رفيعا يجمع بين الرجلين. بين البشير وبشّار. يتمثّل هذا الخيط في الاعتقاد بانّ البهلوانيات يمكن ان تحلّ مكان السياسة الواضحة... التي تعني قبل ايّ شيء آخر ان بلدانا مثل السودان وسوريا تحتاج الى تغيير في العمق يتجاوز الأشخاص الى طبيعة النظام والى التوقف عن المتاجرة بالشعارات والتنقل بين ايران وروسيا او بين روسيا وايران. فما كشفته الاحداث ان اكثر ما يجمع بين البشير وبشّار انّ أيا منهما لم يعرف ما هو شعبه وما طبيعة هذا الشعب. البشير لم يعرف السودانيين... وبشّار لم يعرف السوريين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين البشير وبشّار بين البشير وبشّار



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib