متى تبتسم الجزائر
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

متى تبتسم الجزائر

المغرب اليوم -

متى تبتسم الجزائر

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

من الواضح أنّ المؤسسة العسكرية في الجزائر سجّلت أخيرا نقاطا مهمّة. أظهرت كم هي قادرة على الصمود في وجه أيّ تغيير من أيّ نوع. ولكن هل التغيير عيب، خصوصا إذا كان نحو الأفضل وإذا كان مطلبا شعبيا؟

في مقدّم النقاط المهمّة التي سجلتها المؤسسة العسكرية تأكيد أنّها لا تزال اللاعب السياسي الأساسي والمحوري في الجزائر. يدلّ على ذلك النجاح في إجراء انتخابات رئاسية في الثاني عشر من كانون الأوّل – ديسمبر الجاري من منطلق أنّها المؤتمنة على الدستور. تسلّحت بالدستور كي تفرض إرادتها وتحول دون تغيير كبير أو حتّى صغير في طبيعة النظام كما كان يشاء مئات آلاف الجزائريين الذين نزلوا إلى الشارع منذ شباط – فبراير الماضي وحالوا دون ولاية خامسة لعبدالعزيز بوتفليقة. وهي ولاية كانت تمديدا لحكم الجزائر عن طريق رجل مقعد لا يستطيع الكلام تديره المجموعة الضيقة المحيطة به، على رأسها شقيقه سعيد.

أسفرت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الثاني عشر من كانون الأول – ديسمبر عن فوز شخصية تابعة للمؤسسة العسكرية منذ الدورة الأولى، مع ما يعنيه ذلك من كشف للنفوذ الذي يتمتع به العسكر من جهة، ورغبتهم في المحافظة على نظام هواري بومدين القائم منذ العام 1965 من جهة أخرى.

كانت النقطة المهمّة الثانية التي سجّلتها المؤسسة العسكرية تعيين اللواء سعيد شنقريحة، قائد القوات البرّية رئيسا للأركان بمجرد الإعلان عن وفاة نائب وزير الدفاع رئيس الأركان اللواء أحمد قايد صالح الذي أدار مرحلة التخلّص من عبدالعزيز بوتفليقة ومجموعته، وصولا إلى انتخاب عبدالمجيد تبون رئيسا للجمهورية من الدورة الأولى.

ما لا بدّ من الاعتراف به أن أحمد قايد صالح، الذي تجاوز الثمانين عاما، أدار مرحلة التخلص من بوتفليقة وإجباره على الاستقالة، وصولا إلى انتخاب تبّون رئيسا بطريقة جدّ معقولة، بل بجدارة. تحدّث إلى الجزائريين من موقع الأب الحنون والصالح الذي لا يريد سوى الخير للبلد. لم يكن لديه سوى شرط واحد هو شرط التمسّك بالدستور وتنفيذه مواده التي تفرض انتخاب رئيس جديد للجمهورية إثر استقالة بوتفليقة، أو إقالته. ما ساعده في ذلك أن الجميع كان يعرف أنّه لا يمتلك أيّ طموحات سياسية بعدما تجاوز الثمانين من العمر. فالرجل خلق صورة مقبولة لدى كثيرين نظرا إلى أنّه لم يكن يريد شيئا لنفسه. على العكس من ذلك، لعب دور حامي المؤسسة العسكرية والناطق باسمها وذلك تحت مبرّر حماية الدستور وتطبيق مواده.

لا يمكن الاستخفاف بالدور الذي لعبه أحمد قايد صالح في عهد بوتفليقة وفي عملية إنهاء هذا العهد. كان في مرحلة معيّنة غطاء للهجمة التي شنّها بوتفليقة على المؤسسة العسكرية بهدف إخضاعها. بلغت هذه الحملة ذروتها لدى إقالة الجنرال محمد مدين (توفيق) الذي كان رجلا غامضا يعمل في الظل من خلال سيطرته على المخابرات العسكرية. كان “توفيق” يمثل السلطة البديلة، أي السلطة الحقيقية التي لا تُمسّ. تجرّأ عليه بوتفليقة، أو المحيطون به، فيما بقي أحمد قايد صالح صامتا. هناك من حسب أن الولاية الخامسة لبوتفليقة ستكون نزهة. عرفت المؤسسة العسكرية، على الرغم من كلّ ما تعرّضت له المحافظة على تماسكها. وعندما وجد أحمد قايد صالح الفرصة المناسبة انقضّ على الرئيس الجزائري وما صار يعرف بـ”العصابة”. استغلّ العسكر الحراك الشعبي المستمر منذ نحو 45 أسبوعا. وظّفوه في خدمة الانتقام من بوتفليقة، كما وظّفوا أحمد قايد صالح جنرالا برتبة قناع يكسبون من خلاله الوقت.

لكنّ هذه النقاط التي سجلتها المؤسسة العسكرية ستظلّ انتصارا مؤقتا محفوفا بكل المخاطر على بلد مهمّ من نواح كثيرة، في غياب القدرة على الخروج من حال الجمود السائدة والعناد. تعني حال الجمود، التي يرافقها العناد، أوّل ما تعني رفضا للتطلع إلى المستقبل والخروج من أسْر عقد الماضي، بما في ذلك الاعتراف بأنّه لا يمكن بناء اقتصاد على الدخل الآتي من النفط والغاز فقط. هناك حاجة إلى تنويع الاقتصاد الجزائري واستغلال ثروات البلد، بما في ذلك ثروة الإنسان الجزائري الذي لا ينقصه شيء، باستثناء أنّه سقط ضحيّة نظام أمني قضى على كل إمكانية لانطلاق البلد نحو آفاق جديدة بعدما قام هذا النظام الأمني بكل الثورات الفاشلة. من ثورة بناء صناعة ثقيلة، إلى الثورة الزراعية… إلى التعريب الاعتباطي الذي جعل الجزائريين ينسون الفرنسية ولا يجيدون من العربية باستثناء ما علّمهم إيّاه الإخوان المسلمون والبعثيون الذين استُوردوا من مصر وسوريا والعراق!

جعلت هذه العُقد من العناد سياسة ومن اللجوء إلى المنطق بمثابة خيانة لـ”ثورة المليون شهيد”. ورقم المليون أقرب إلى الخيال الخصب والأساطير الشعبية والشعارات الطنانة من أيّ شيء آخر. بل هو غطاء لتبرير العجز عن إقامة نظام منفتح يتمتع بحدّ أدنى من القيم الديمقراطية والإنسانية والرغبة في الانتماء إلى العصر بعيدا عن المتاجرة بمرحلة الاستعمار الفرنسي. كانت هذه المرحلة الطويلة بغيضة بالفعل. لكن فرنسا تجاوزتها وتلت فعل الندامة. كان في استطاعة الجزائر تجاوزها لو قام نظام جمهوري أفضل من ذلك الذي كان قائما أيّام الاستعمار بسيئاته الكثيرة.

يوحي انتخاب عبدالمجيد تبون رئيسا ثم تعيين اللواء سعيد شنقريحة رئيسا للأركان خلفا لأحمد قايد صالح بأن الجمود يظلّ سيد الموقف في الجزائر. ليس كافيا أن يكون اللواء شنقريحة قائدا للقوات البرية كي تكون خلافته لأحمد قايد صالح أمرا طبيعيا. ما حصل يدلّ على رغبة في البقاء في أسر الجمود وفي رفض أيّ تطوّر حقيقي على الصعيد الداخلي. كلّ ما في الأمر أن المؤسسة العسكرية تكرّر نفسها بعدما نجحت في صدّ الهجوم الذي شنّه عليها عبدالعزيز بوتفليقة والمجموعة المحيطة به.

ما يستحقّ التوقف عنده أنّ هناك تطورات تجري على صعيد المجتمع الجزائري، خصوصا الجيل الشاب الذي لا علاقة له بأسطورة “ثورة المليون شهيد”. هذا المجتمع يريد التغيير ويريد تغييرا في العمق. إلى متى تستطيع المؤسسة العسكرية مقاومة التغيير عن طريق سلاح الجمود؟

يفترض في المؤسسة العسكرية طرح هذا السؤال على نفسها، خصوصا أنّه لم يعد في العالم رؤساء للأركان تجاوزوا الخامسة والسبعين من العمر مثل اللواء شنقريحة الذي يرفض فكرة الابتسام أصلا. لماذا لا تصبح الجزائر في يوم من الأيّام دولة مبتسمة، لماذا لا تقتنع المؤسسة العسكرية بأنّ التغيير ضرورة وأنّ لا أمل يرجى من إعادة إنتاج نظام فاشل، في بلد يستحقّ أن يكون بلدا طبيعيا مبتسما من دون عقد…

 

قد يهمك ايضا
نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية
لبنان والعراق وعامل الوقت

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تبتسم الجزائر متى تبتسم الجزائر



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib