بين معرفة المغرب وعدم معرفته
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

بين معرفة المغرب وعدم معرفته

المغرب اليوم -

بين معرفة المغرب وعدم معرفته

خير الله خير الله
بقلم: خير الله خير الله

انتهت بطولة كأس العالم التي استضافتها قطر بمباراة تاريخيّة بين الأرجنتين وفرنسا انتهت بفوز الأرجنتين وفريقها الذي يقوده ليونيل ميسي.كانت مفاجأة البطولة صعود الفريق المغربي إلى الدور نصف النهائي. حلّ المنتخب المغربي رابعاً في ضوء خسارته المنافسة على المركز الثالث امام كرواتيا التي يضمّ فريقها عدداً كبيراً من النجوم العالميين.

كشف المونديال أن هناك فارقاً بين من يعرف المغرب ومن لا يعرفه.

لم يكن أداء الفريق المغربي حدثاً عادياً يمكن فصله عن تراكم للنجاحات في الداخل المغربي.

نعم، كان هناك تداخل بين السياسة والرياضة في أحيان كثيرة، خصوصاً بعدما سعت غير جهة إلى استغلال النجاحات المغربية في سياق لا علاقة له لا بالمغرب ولا بواقع الحال بمقدار ما له علاقة ببحث بعضهم عن انتصار يعوض عن الفشل والخيبات.

تكمن أهمّية ما حققه الفريق المغربي في بطولة العالم في أنّه انجاز مغربي أولاً وأخيراً من دون تجاهل البعدين الأفريقي والعربي لما تحقّق.

هذا ما أكده مدرب الفريق خالد الركراكي بالصوت والصورة مركزاً على الدور الذي لعبه الملك محمّد السادس في إيصال كرة القدم المغربيّة إلى المستوى الذي وصلت اليه.

من هذا المنطلق، بارك العاهل المغربي لأعضاء الفريق الذي استقبل بحفاوة كبيرة في الرباط، «الإنجاز التاريخي غير المسبوق».

كان الاستقبال دليلاً على أن في المغرب عائلة كبيرة تضمّ أهله وتضمّ المغتربين المنتشرين في كلّ انحاء العالم. يربط بين الجميع الولاء للملك وللمغرب كدولة حضارية تنتمي إلى نمط مختلف من التفكير العصري.

أعرب محمد السادس لاعضاء الفريق عن «بالغ شكره وعميق اعتزازه وفخره بما أبدعوه خلال هذا الملتقى الكروي الكبير، من أداء رائع وانضباط متميز، يعكس الاحترافية العالية والتنافسية القوية، والغيرة الوطنية الصادقة والقيم الإنسانية الراقية التي يتحلون بها، كما يجسد روح التحدي والإصرار على بذل أقصى الجهود لإعلاء لواء كرة القدم المغربية على الصعيد العالمي، وتمثيل كرة القدم الأفريقية والعربية أفضل تمثيل. هذا الإصرار المتقد الذي أذكته تشجيعات الجماهير المغربية الشغوفة».

جاء هذا الحدث غير العادي الذي شهدته بطولة كأس العالم بعد تعادل للفريق المغربي مع كرواتيا وفوزه على بلجيكا وازاحته اسبانيا ثمّ البرتغال. لكلّ دولة من هذه الدول مكانتها المعترف بها عالمياً في مجال كرة القدم.

في الطريق إلى دور نصف النهائي، كان الفوز على كندا بمثابة نزهة للمغرب.

بغض النظر عن الفريق الذي توّج، وهو فريق الأرجنتين، يمكن القول إن المغرب بين اكبر الفائزين في هذه البطولة.

بعثت المملكة برسالة في غاية الوضوح. مضمون الرسالة أنّ ليس في الإمكان الاستخفاف بالمغرب وتجربته بأيّ شكل من الأشكال.

مَن يفعل ذلك في غاية الغباء لا أكثر. الأهمّ من ذلك كلّه أن الفوز المغربي لا يمكن ان يكون موضوع مزايدات عربيّة أو فلسطينيّة، خصوصاً أن ليس في الإمكان لأي طرف عربي وغير عربي المزايدة على المغرب فلسطينياً.

ليس سرّاً ما قدمه المغرب من اجل فلسطين والفلسطينيين والقدس تحديداً، كما ليس سرّاً أن دماء الجنود والضباط المغاربة روت ارض الجولان في حرب أكتوبر 1973.

شكلت بطولة كأس العالم فرصة لاكتشاف المغرب بعيداً عن كلّ أنواع المبالغات من جهة ورفض معرفة ما هي المملكة المغربيّة على حقيقتها من جهة أخرى.

هذا يعني بكلّ بساطة الاعتراف بأنّ الإنسان هو من صنع الفوز المغربي. الإنسان، الذي راهن عليه محمّد السادس، هو في أساس النجاح المغربي.

ما شهدته المباريات التي خاضها الفريق المغربي، خصوصاً في مجال التماسك بين اللاعبين وتصرفهم اللائق كان تعبيراً عن ايمان المغاربة بوطنهم وبسياسة بناء الإنسان التي اعتمدها الملك.

هناك هم واحد لمحمّد السادس، يتفوق على كلّ الهموم الأخرى. هذا الهمّ هو الإنسان المغربي.

نجح المغرب حيث فشل آخرون من جيرانه القريبين... وآخرين بعيدين عنه. لماذا فشل هؤلاء؟ يعود ذلك قبل كلّ شيء إلى أن الجيران القريبين والبعيدين لا يعرفون المغرب.

لا يعرفون شيئاً عن دور المرأة المغربيّة التي تعمل في أحيان كثيرة ليلاً نهاراً من اجل تأمين حياة كريمة لعائلتها.

لا يعرفون تلك العلاقة داخل العائلة المغربيّة، بين الأمّ وابنها حتى لو اصبح لاعباً مشهوراً لديه مكانة خاصة به في فريق أوروبي كبير.

اكثر من ذلك، لا يعرف الفاشلون مدى عمق العلاقة بين الملك والشعب ومدى اهتمام محمّد السادس بالمرأة وبكلّ مواطن.

لا يعرفون مدى تعلّق المغاربة بوحدتهم الترابيّة ومغربيّة الصحراء، وهي الزاوية التي ينظر محمّد السادس من خلالها إلى العلاقة مع بقية الدول في كلّ انحاء العالم، بمن في ذلك فرنسا التي تتحكّم ببعض كبار المسؤولين فيها عقد عدّة ذات علاقة بالمغرب.

من فاز كان المغرب الذي يعترف بكلّ الثقافات التي ساهمت في تكوينه، وهي ثقافات معترف بها في الدستور.

أخيراً، من فاز كان المغرب الذي ليست لديه عقد تجاه مواطنيه بغض النظر عن ديانتهم.

هذا ما سهّل المحافظة على العلاقة القويّة مع الجالية اليهودية في مختلف انحاء العالم، في إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبيّة المختلفة.

كلام كثير يمكن ان يقال عن الفوز المغربي وعن محاولة كثيرين من العرب والفلسطينيين ركوب موجة هذا الفوز وتجاوز حقيقته. يبقى اهمّ ما يمكن قوله إنّ معظم العرب تعوّدوا على الهزائم.

لن يخرجهم مما تعودوا عليه لا تحوير الفوز المغربي ولا ركوب موجته.

ما يمكن ان يخرجهم، من تلك الروح المبنيّة على التخلّف، السعي إلى التعرّف على المغرب كرمز حضاري متقدهم بعيداً عمّا أصاب بعضهم بعد فوز فريقه على ثلاثة من اقوى الفرق في العالم (بلجيكا والبرتغال واسبانيا) في مونديال قطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين معرفة المغرب وعدم معرفته بين معرفة المغرب وعدم معرفته



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib