كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

المغرب اليوم -

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

عاجلاً أم آجلاً، سيجد لبنان نفسه أمام الاستحقاق الكبير المتمثّل في الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي لا يزال يحتلّها في الجنوب. ليس واضحاً، أقلّه إلى الآن، هل من مصلحة لدى «حزب الله»، ومن خلفه إيران، في تحقيق هذا الانسحاب أم سيحاول الطرفان، وهما في الواقع طرف واحد، الاستثمار مجدداً في الاحتلال الإسرائيلي للأرض اللبنانية.

يثير كلّ أنواع المخاوف رفض نعيم قاسم، الأمين العام الجديد لـ«حزب الله» التصالح مع الحقائق اللبنانية الراهنة. في مقدّمة هذه الحقائق أن الدولة اللبنانية لا تستطيع لعب الدور المطلوب منها في إعادة الإعمار قبل زوال الاحتلال وسلاح الحزب في الوقت ذاته. في هذا السياق، لا مفرّ من التفكير بطريقة سليمة مع ما يعنيه ذلك بالاعتراف بأن لا وجود لطرف عربي أو دولي على استعداد للمساهمة في إعادة الإعمار في غياب نزع شامل لسلاح الحزب في كلّ الأراضي اللبنانيّة. أكثر من ذلك، لا يمكن للبنان أن يعود دولة طبيعية في ظلّ دولة داخل الدولة تمتلك قرار الحرب والسلم.

يوجد واقع لا يستطيع الحزب تجاوزه مهما مارس من عمليات هروب إلى الأمام. يعني هذا الواقع المتمثل بالهزيمة الساحقة الماحقة أمام إسرائيل وما حلّ بقرى وبلدات جنوبية وفي ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع بأن عليه الاعتراف بأن جنازة حسن نصرالله بمثابة طيّ لصفحة تتجاوز حدود لبنان. إنّها صفحة لبنانية طويت مثلما طويت معها صفحة ذات بعد إقليمي كان فيها الحزب، بصفة كونه لواء في «الحرس الثوري» الإيراني، ذراعاً مسلّحاً لـ«الجمهوريّة الإسلاميّة» في العراق وسوريا واليمن أيضاً...

يطرح طي هذه الصفحة السؤال الأهمّ المتعلق بالثمن الذي على «حزب الله» دفعه من أجل إعادة إعمار الجنوب، هذا إذا كان يريد ذلك بالفعل، بدل تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية ما ترتب على قرار فتح جبهة الجنوب. هذا القرار، إنّما اتخذته «الجمهوريّة الإسلاميّة» وفرضته على الحزب في ضوء حسابات خاصة بها مرتبطة باستغلال «طوفان الأقصى» إلى أبعد حدود من أجل تحقيق صفقة أميركيّة - إيرانيّة.

ليس طبيعياً تصرّف الحزب بالطريقة التي يتصرّف بها رافضاً أخذ علم بأنّه وقّع، بواسطة الرئيس نبيه بري، اتفاق استسلام أمام إسرائيل. يرفض الحزب تنفيذ بنود هذا الاتفاق الذي أوقف الحرب على لبنان، وهي حرب افتُعلت، بحجة «إسناد غزّة» من دون إدراك للنتائج التي ستترتب عليها. بنود الاتفاق واضحة كلّ الوضوح. كلّ ما على نعيم قاسم عمله قراءة النص والعمل بموجبه لا أكثر كي يتأكّد أنّه من غير المسموح لإيران بإرسال طائراتها إلى مطار رفيق الحريري في بيروت. ليس مسموحاً أيضاً التفريق بين سلاح الحزب في شمال الليطاني أو جنوبه...

يظلّ الأهمّ من ذلك كلّه تلك الحقيقة التي يرفض الحزب استيعابها، حقيقة أن سوريا تغيّرت. سيحتاج قادة الحزب، بدءاً بنعيم قاسم إلى وقت طويل لإدراك معنى التغيير السوري المتمثّل في سقوط النظام العلوي في سوريا. سقط، مع النظام السوري، حلف الأقليات الذي في أساسه خلق علاقة متميزة ترعاها إيران بين شيعة لبنان والنظام الأقلّوي السوري. لم تعد سوريا، منذ فرار بشّار الأسد إلى موسكو، جسراً لتمرير السلاح إلى لبنان ولا منطلقاً لتغيير طبيعة الطائفة الشيعيّة التي حولّها «حزب الله» إلى ميليشيا مذهبيّة استطاعت في مرحلة معيّنة وضع اليد على مفاصل الدولة اللبنانية.

متى يقتنع «حزب الله» بأن لا خيار آخر أمامه غير مواجهة الواقع المتمثل بأنّ إسرائيل هزمته وأن على لبنان دفع ثمن هذه الهزيمة في حال كان يريد بالفعل انسحاباً من الجنوب وإعادة إعمار ما هدمته حرب «إسناد غزّة»؟

توجد شروط لإعادة الإعمار لا يستطيع لبنان تجاوزها بأي شكل. إنّّها شروط عربيّة ودولية في الوقت ذاته. لن تزيل الشروط اعتداءات على القوة الدوليّة في جنوب لبنان ولا تظاهرات على طريق مطار بيروت أو مزايدات على الرئيسين جوزف عون ونواف سلام... ولا طائرات تحط في بيروت آتية من مطارات إيرانيّة!

متى يقتنع الحزب بأن إيران لم تكن يوماً جمعية خيريّة وأنّها جعلت لبنان، بتفاهم مع النظام السوري، يضيع كلّ الفرص التي كانت في متناوله منذ ما يزيد على أربعين عاماً من أجل إنقاذ نفسه، بمن في ذلك أهل الجنوب، وتفادي الوصول إلى الكارثة التي وصل إليها؟

بكلام أوضح، وفّر اتفاق 17 أيار للعام 1983 فرصة أمام لبنان. لم يكن الرئيس أمين الجميّل، خائناً عندما عمل من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق مع إسرائيل. استند الجميّل إلى قانوني بارز هو البروفسور أنطوان فتال الذي أشرف بدقة وجدارة على الجانب القانوني في الاتفاق فحافظ على حقوق لبنان كاملة. الخائن الحقيقي كان حافظ الأسد الذي توصل في العام 1974 إلى مذكرة تتضمن نقاط تفاهم مع وزير الخارجيّة الأميركي، وقتذاك، هنري كيسينجر. تتضمن المذكرة التي وقعها كيسينجر وعبدالحليم خدّام كل الضمانات الأمنية التي طلبتها إسرائيل في الجولان المحتل في مقابل المحافظة على النظام العلوي في سوريا. كان ذلك، وليس اتفاق 17 أيار، «عقد الإذعان» الحقيقي أمام إسرائيل...

ليس مطلوباً من «حزب الله» في أيامنا هذه سوى التفكير في كيفية الإفساح في المجال أمام الدولة لاستعادة الأرض اللبنانية المحتلة جراء جريمة حرب «إسناد غزّة». ثمة ثمن مطلوب دفعه بدل اللجوء إلى مزايدات لا طائل منها. ثمة حقيقة لا مفرّ من قبولها. فحوى الحقيقة هذه أن على لبنان الترحم على 17 أيار... الذي قد يكون على الحزب الحلم به. هل الذهاب إلى مثل هذا الحلم ما زال ممكناً؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار



GMT 12:05 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ما هذا يا دكتور أشرف؟!

GMT 17:51 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 17:49 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

عن الصور والمصورين.. والشخصيات العامة

GMT 17:45 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 17:43 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 17:41 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 17:37 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 17:33 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين
المغرب اليوم - الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib