المريض الإيراني والعراق
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

المريض الإيراني والعراق

المغرب اليوم -

المريض الإيراني والعراق

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

بات العراقي يعرف أن المريض الإيراني لم يأت لمعالجته، بل جاء لينزع أي أمل في تحسّن الوضع في العراق. ليس هناك سوى الخراب والدمار حيثما حلت إيران.

يدل مجيء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى كردستان العراق وإلى قاعدة عسكرية أميركية في محافظة الأنبار على أن في واشنطن من ليس مستعدا للتساهل مع إيران. يكفي اتصاله الهاتفي بعادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي وتحذيره من النفوذ الإيراني في العراق لتأكيد ذلك.

تتصرّف الإدارة الأميركية الحالية، أقلّه إلى الآن، بطريقة حازمة مع إيران بغض النظر عن وضع الرئيس دونالد ترامب والصعوبات الداخلية التي تعترض إعادة انتخابه رئيسا في تشرين الثاني – نوفمبر 2020. تعكس هذه الصعوبات الحقيقية جلسات الاستجواب في الكونغرس التي محورها الضغط الذي يُقال إنّ ترامب مارسه على أوكرانيا من أجل ملاحقة نجل جو بايدن نائب الرئيس السابق الذي يحتمل أن يكون منافسه من الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

المهمّ أن في هذه الإدارة الأميركية نواة صلبة تعرف ما هي إيران ولا تحيد عن الخط المتشدد الذي رسمه أصلا دونالد ترامب الذي مزّق الاتفاق في شأن ملفّها النووي الذي وقّع في تموز- يوليو من العام 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما. كان أوباما مأخوذا بإيران وكان يختزل كلّ أزمات الشرق الأوسط والخليج بملفّها النووي، غير آبه بأنّ المشكلة مع إيران لم تكن يوما في هذا الملفّ بمقدار ما أنّها في مكان آخر. المشكلة في السلوك الإيراني خارج إيران، بما في ذلك العراق، وفي الإصرار على امتلاك أسلحة تهدّد بها جيرانها مثل الصواريخ الباليستية.

تبيّن أن هذه النواة الصلبة في الإدارة الأميركية تعرف الكثير عن إيران وتعرف خصوصا ما تفعله في العراق الذي تحوّل بسبب إدارتي بوش الابن وأوباما إلى شبه مستعمرة إيرانية. هل حرّرت الولايات المتحدة العراق من حكم صدّام حسين ودفعت كلّ هذا الثمن من أجل أن يتحوّل العراق في نهاية المطاف إلى جرم يدور في الفلك الإيراني… بل إلى مكان تمارس منه طهران سياسة الابتزاز التي تتقنها في التعاطي مع واشنطن وذلك منذ ما يزيد على أربعين عاما عندما كان جيمي كارتر رئيسا؟

يتبيّن حاليا أن إدارة ترامب تضمّ مسؤولين يعرفون تماما الشرق الأوسط والخليج ويعرفون خصوصا إيران وما تفعله منذ أربعين عاما. هناك نائب الرئيس بنس وهناك وزير الخارجية مايك بومبيو الذي يمتلك خطابا سياسيا واضحا لا لبس فيه عندما يتعلّق الأمر بإيران. لم يؤثر خروج جون بولتون من الإدارة على السياسة الخارجية. صحيح أن بولتون كان صقرا وكان من دعاة الرد عسكريا على إيران، إلّا أن الصحيح أيضا أنّ من المهمّ جدا تفادي السقوط في الفخّ الإيراني. تبيّن بكل بساطة أن للعقوبات على إيران فعالية أكبر بكثير من أي مواجهة عسكرية معها كانت تسعى إليها بنفسها للظهور في مظهر من يتصدّى لأميركا في المنطقة.

في كلّ الأحوال، كشفت الأحداث الأخيرة مدى رفض الشعب العراقي لإيران. كشفت أيضا حجم الضغوط الإيرانية على العراق ومدى ارتباط مستقبل النظام الإيراني بنفوذه في العراق. من هذا المنطلق، كان تحذير نائب الرئيس الأميركي لعادل عبدالمهدي في محلّه في وقت ليس ما يشير إلى الثورة الشعبية في إيران مجرّد حدث عابر. كذلك، ليس ما يشير إلى أنّ الشارع العراقي مستعد للاستكانة والرضوخ للأمر الواقع الذي تسعى إيران إلى فرضه، بما في ذلك إبقاء عادل عبدالمهدي في موقع رئيس الوزراء.

يأتي التحذير الأميركي في توقيت مناسب. لكنّ السؤال الذي يفرض نفسه هل عادل عبدالمهدي رجل المرحلة في العراق… أم أنّه رجل إيران؟ سيكون على الرجل الاختيار بين مصالح العراق ومصالح إيران. أي بين ما يطمح إليه المواطن العراقي الذي يعرف أن “الجمهورية الإسلامية” لا تمتلك منفذا حيويا للالتفاف على العقوبات الأميركية بأهمية المنفذ العراقي.

مرّة أخرى، يستحيل الاستخفاف بما تشهده إيران من انتفاضة شعبية مستمرّة أظهرت عمق الانقسامات القومية وإفلاس النظام. هناك إفلاس إيراني على كلّ صعيد، سياسيا واقتصاديا وحضاريا، ذلك أنّ ليس لدى النظام الإيراني من أسلوب آخر يتعاطى به مع مواطنيه غير القمع. هؤلاء المواطنون كانوا على استعداد للتراجع في الماضي، كما حدث في العام 2009 إبان “الثورة الخضراء”. كان لديهم ما يخسرونه. لم يعد في السنة 2019 لدى الإيرانيين ما يخسرونه في ظلّ نظام لم يجد بديلا من الاعتماد على دخل النفط والغاز الذي استطاعت الولايات المتحدة عبر العقوبات تقليصه إلى أبعد حدود.

في المقابل، هناك لدى العراقيين ما يخسرونه. إنّ تخلّصهم من إيران سيعيد للعراقي كرامته قبل أيّ شيء آخر. فضلا عن ذلك، إن تقلّص النفوذ الإيراني سيساعد إلى حدّ كبير في تفادي قيام نظام عراقي على الطريقة الإيرانية. بكلام أوضح، سيعني ذلك تفادي تطبيق تجربة “الحرس الثوري” الإيرانية على العراق عن طريق “الحشد الشعبي” الذي ليس سوى مجموعة من الميليشيات المذهبية التي تدار من طهران.

الأكيد أن الوضعين العراقي والإيراني ليسا سهلين. لكنّ الأكيد أيضا أن التحذير الأميركي لعادل عبدالمهدي هو تحذير مدروس. هناك رغبة أميركية واضحة في تفادي سقوط العراق. تترافق هذه الرغبة مع رهان أميركي على أن العراقيين يريدون بالفعل استعادة بلدهم. يحدث ذلك في وقت لا رهان إيرانيا آخر غير الرهان على سقوط ترامب. تبيّن أن هذا الرهان ليس في محلّه. هناك إدارة تعمل وتعرف ما تريد بوجود المقيم في البيت الأبيض وفي غيابه، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بالموضوع الإيراني. لعلّ أهمّ ما في ذلك كلّه أن مفعول العقوبات الأميركية بدأ يظهر وبات العراقي يعرف أن المريض الإيراني لم يأت لمعالجته، بل جاء لينزع أي أمل في تحسّن الوضع في هذا البلد المهمّ الذي كان بين مؤسسي جامعة الدول العربية.

لم يخسر العراق الحرب مع إيران، وهي حرب استمرّت ثماني سنوات كي يستسلم لها. قاوم العراق محاولة تصدير الثورة الإيرانية إليه بشراسة ليس بعدها شراسة بين 1980 و1988. دفع غاليا ثمن تلك المقاومة التي تجددت في السنة 2019 في ظل رغبة شعبية عارمة في الانتماء إلى ثقافة الحياة وليس إلى ثقافة الموت والفساد التي تسعى إيران إلى فرضها على البلد الجار. إنّه رهان عراقي في محلّه، لا لشيء سوى لأن ليس لدى إيران أي علاج لا للعراق ولا لغير العراق. ليس هناك سوى الخراب والدمار حيثما حلت إيران، أكان ذلك في لبنان أو سوريا أو اليمن. وهذا ما يراه العراقي العادي بأمّ عينيه… على أمل أن يراه عادل عبدالمهدي يوما!

 

قد يهمك ايضا
"المسيرة الخضراء" مسيرة مستمرّة
من "حقوق المسيحيين" إلى حقوق اللبنانيين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المريض الإيراني والعراق المريض الإيراني والعراق



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 14:41 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا
المغرب اليوم - مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib