الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

الحزب وسلاحه: عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني

المغرب اليوم -

الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني

خير الله خير الله
بقلم - خيرالله خيرالله

فرض “الحزب” بفضل السلاح تأجيلاً، وإن مؤقّتاً، لقرار لبناني في شأن التخلّص من سلاحه الذي تحوّل عبئاً على البلد. لا تفسير آخر لإصرار “الحزب” على الاحتفاظ بسلاحه، الذي لن يكون أمامه غير التخلّص منه عاجلاً أم آجلاً، سوى رغبته في تكريس الاحتلال الإسرائيلي لمواقع في جنوب لبنان وتأكيد أنّ وظيفة هذا السلاح لم تنتهِ بعد.

يقتات “الحزب” من استمرار الاحتلال ويستخدمه لتبرير الاحتفاظ بسلاحه الذي لم يستخدم في يوم من الأيّام إلّا في خدمة غرض واحد هو الغرض الإيراني. حصل ذلك داخل لبنان وفي سوريا، عبر المشاركة في الحرب على الشعب السوري، وفي اليمن حيث كان لعناصر حزبية لبنانيّة دور تاريخي في تحويل الحوثيين إلى قوّة عسكرية استخدمت طويلاً في ابتزاز دول الخليج العربي.

لا انسحاب ولا إعادة إعمار؟

ليس سرّاً أن لا خروج لإسرائيل من المواقع الخمسة التي تسيطر عليها في جنوب لبنان، ولا إعادة إعمار للقرى المدمّرة، ولا عودة للنازحين إلى قراهم المحاذية للحدود ما دام سلاح “الحزب”، وهو سلاح إيراني، موجوداً. هذا ما يعرفه “الحزب” جيّداً، وقبل غيره. لكن ما العمل مع فريق لبناني يرى في استمرار الاحتلال الإسرائيلي مصلحة ذات طابع وجوديّ له ومبرّراً للاحتفاظ بسلاح يستقوي فيه على البلد وعلى اللبنانيّين الآخرين.

تبقى “حصريّة السلاح”، بموجب جدول مواعيد واضح، مدخلاً محتملاً لزوال الاحتلال، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار موازين القوى على الأرض. كشفت موازين القوى تلك تفوّقاً عسكريّاً وتكنولوجيّاً إسرائيليّاً واضحاً في كلّ مجال. تعبّر عن التفوّق عمليّة الـ”بيجرز” والاغتيالات التي شملت معظم رجال الصفّ الأوّل من القادة العسكريين والأمنيّين في “الحزب”، بما في ذلك حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين.
وقعت هزيمة نتيجة حرب اتّخذ “الحزب” قراراً بشنّها على إسرائيل بمعزل عن الدولة اللبنانية وما بقي من مؤسّساتها

اللافت أنّ الاغتيالات التي تنفّذها إسرائيل مستمرّة وتشير إلى اختراقات في العمق لـ”الحزب” وإلى وجود بنك معلومات لا ينضب لدى الدولة العبريّة التي تبيّن أنّها تعرف عن “الحزب” وتركيبته، بل عن أحوال إيران نفسها، أكثر بكثير ممّا يُعتقد وأكثر بكثير ممّا كان يعرفه الراحل حسن نصرالله عن ميناء حيفا!

لا هدايا مجّانيّة

لا وجود لهدايا مجّانيّة في عالم السياسة. توجد هزيمة يرفض “الحزب”، ومن خلفه إيران، دفع ثمنها. أكثر من ذلك، يريد من لبنان واللبنانيّين وأهل الجنوب من شيعة وغير شيعة، دفع ثمن هزيمة مدوّية. وقعت هزيمة نتيجة حرب اتّخذ “الحزب” قراراً بشنّها على إسرائيل بمعزل عن الدولة اللبنانية وما بقي من مؤسّساتها، بما في ذلك الجيش اللبناني. لم يكن من منطق آخر لـ”حرب إسناد غزّة”، انطلاقاً من جنوب لبنان، غير المنطق الإيراني القائم على جمع أوراق إقليمية تساعد طهران في عقد صفقة مع أميركا. بات مطلوباً من لبنان دفع ثمن الفشل الإيراني، وهو فشل شمل خسارة سوريا التي لم تعد تحت سيطرة “الجمهوريّة الإسلاميّة” منذ 8 كانون الأوّل 2024، يوم فرار بشّار الأسد إلى موسكو.

إسرائيل

يبدو منطقيّاً في نهاية المطاف، بالنسبة إلى “الحزب”، الهرب من الاستحقاق  المتمثّل بمرحلة ما بعد تسليم السلاح. يتمثّل هذا الإستحقاق في كيفيّة التعاطي مع إسرائيل التي لا تبدو مستعدّة للتخلّي عن المواقع الخمسة والسماح بإعادة الإعمار من دون توفير ضمانات لبنانية محدّدة. يفضّل “الحزب”، ومن خلفه إيران، تفادي الوصول إلى تلك المرحلة. يفضّل استمرار الاحتلال، خدمةً لما تريده “الجمهوريّة الإسلاميّة” بدل مواجهة الأسئلة الحقيقية.  تعني هذه الأسئلة، بين ما تعنيه، العودة إلى اتّفاق الهدنة لعام 1949، وهو اتّفاق تطالب إسرائيل بالعودة إليه، لكن بعد إضافة شروط أخرى يظهر أنّها مصرّة عليها منذ فترة طويلة.
ليس سرّاً أن لا خروج لإسرائيل من المواقع الخمسة التي تسيطر عليها في جنوب لبنان ما دام سلاح “الحزب”، وهو سلاح إيراني موجوداً

لا خيار آخر أمام لبنان، في حال كان يريد بالفعل إعادة بناء نفسه والعودة إلى لعب دور على الصعيد الإقليمي، غير تجاوز موضوع سلاح “الحزب” والتفكير، من الآن، في كيفيّة الانتقال إلى مرحلة ما بعد زوال هذا السلاح الذي لم يحمِ البلد بل تسبّب له بسلسلة من الكوارث. حصل ذلك بالتفاهم الضمنيّ مع إسرائيل في أحيان كثيرة.

لن يكون أمام لبنان غير خيار إعداد نفسه لمرحلة ما بعد سلاح “الحزب” الذي لم تكن له في يوم من الأيّام  سوى جهة استخدام واحدة هي الداخل، بدءاً بتغيير طبيعة المجتمع الشيعي وصولاً إلى العمل على تكريس احتلال إسرائيل لمواقع في الجنوب… مروراً باغتيال رفيق الحريري ورفاقه وشخصيّات لبنانية أخرى من أجل تكريس انتصار ثقافة الموت على ثقافة الحياة.

ليس طلب تحديد جدول زمنيّ لإزالة سلاح “الحزب” طلباً أميركيّاً وإسرائيلياً. إنّه طلب الأكثريّة اللبنانيّة أوّلاً. تلك الأكثريّة التي تحلم بانتصار ثقافة الحياة وعودة لبنان إلى الحضن العربي بديلاً من الحضن الإيراني.

باختصار شديد لا وجود لأيّ مصلحة تجمع بين لبنان وإيران في الظروف الراهنة. لكلّ بلد من البلدين مصلحته. أولويّة لبنان تتجاوز مرحلة سلاح “الحزب” الذي لن يكون ممكناً إعادة تأهيله. يعود ذلك إلى القرار الإسرائيلي بالتخلّص من التفاهمات التي كانت تتحكّم بالعلاقة بين “الحزب” والدولة العبريّة، أي ما يعرف بـ”قواعد الاشتباك”. ويعود إلى التغيير الكبير الذي حصل في سوريا. قطع النظام الجديد في سوريا الطريق على إمداد “الحزب” بالسلاح والمال. سيكتشف “الحزب” أن لا مفرّ من هذا الواقع، وسيكتشف أنّ عليه العيش في لبنان جديد مختلف. لن يكون أمام  لبنان الجديد غير التفكير في ما عليه عمله إن بالنسبة إلى التعاطي مع سوريا وإن بالنسبة إلى التعاطي مع إسرائيل وتحديد طبيعة العلاقة بها في حال كان يسعى بالفعل إلى استعادة المواقع الخمسة المحتلّة… وفي حال كان يريد بالفعل الخروج من دور الرهينة الإيرانية ومن عقدة الخوف من إصبع الراحل  حسن نصرالله وشبح 7 أيّار 2008.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib