بانتظار الرد
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

بانتظار الرد

المغرب اليوم -

بانتظار الرد

بقلم : مصطفى فحص

منذ دخول اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في مايو (أيار) 1974 حيز التنفيذ، التزم نظام دمشق بتطبيق بنودها المعلنة والسرية بالكامل، التي نصَّت على ابتعاد العتاد السوري الثقيل مسافة 7 كلم من شرق خط (أ) والإبقاء على السلاح الفردي الذي حدد (بقطعة سلاح آلية لكل ثلاثة جنود). 

ونتيجة لهذا الالتزام الصارم من طرفي النزاع - منذ ذلك الوقت - يشهد الجولان المحتل حالة هدوء واستقرار لا مثيل لها في تاريخ النزاعات العسكرية، والمفارقة أن نظام دمشق المؤسس لجبهة الصمود والتصدي (1977)، الذي تحتل إسرائيل إلى الآن جزءاً من أراضيه، لم يتبنَّ خيار المقاومة المسلحة بوجه الاحتلال على غرار ما قامت به المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان، أو اتجه إلى خوض حرب استنزاف على غرار الحرب التي خاضتها القاهرة، وكانت أحد أبرز العوامل التي ساعدت الجيش المصري على عبور القناة في حرب 1973، إلا أن النظام السوري الذي تخلى عن فكرة المقاومة، وحصل في المقابل على ضمانات أميركية سوفياتية بالحفاظ على استقرار طويل الأمد في الجولان، سارع إلى تغيير طبيعة الجيش وعقيدته القتالية، وحوَّله من جيش يدافع عن حدوده الوطنية إلى جيش يدافع عن السلطة، وهو الأمر الذي أثار حينها حفيظة الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي انتقد بخطاب علني قيام النظام السوري بتغيير تركيبة الجيش، في المقابل لم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاقية، وقامت بعدة اعتداءات في سوريا ولبنان ضد الجيش السوري، فيما كان موقف دمشق المستمر منذ حقبة الأب إلى حقبة الابن الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.

عدوى الاحتفاظ بحق الرد انتقلت إلى طهران التي تتعرض قواتها المنتشرة في سوريا لضربات إسرائيلية متكررة منذ سنة 2012 وإلى اليوم، حيث كشف قائد هيئة الأركان العامة السابق للجيش الإسرائيلي غادي أزنيكوت لصحيفة «نيويورك تايمز»، منذ أسبوع تقريباً، أن القوات الجوية الإسرائيلية ألقت أكثر من 2000 قنبلة على مواقع إيرانية في سوريا خلال سنة 2018، إلا أن قادة النظام الإيراني على عكس السوري الذي يحتفظ بحق الرد فقط، لم يترددوا في تهديد إسرائيل برد قاسٍ ومزلزل، أعاد إلى الذاكرة بيانات المرحوم أحمد سعيد العسكرية على «صوت العرب» أثناء عدوان يونيو (حزيران) 1967 الذي أوهم الشعوب العربية بأن جيوشهم باتت تحاصر تل أبيب، بينما كانت إسرائيل قد احتلت القدس وتوغلت داخل الأراضي السورية واللبنانية والمصرية والأردنية. 

فبعد اعتداء ليلة السبت الفائت أعلن قائد القوات الجوية الإيرانية الجنرال عزيز نصري زادة، أن «الشبان في القوات الجوية مستعدون تماماً، وينتظرون بفارغ الصبر مواجهة النظام الصهيوني ومحوه من على وجه الأرض»، هذا التصريح لا يختلف عن تصريحات أخرى لقادة إيرانيين يتوعدون فيها تل أبيب وواشنطن برد مدمر، ففي 16 من الشهر الحالي قال القائد العام لـ«الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري إنه «على إسرائيل أن تخشى اليوم الذي ستنهال فيه صواريخ إيران الدقيقة فوق رؤوس الإسرائيليين»، كما شهدت سنة 2018 واحداً من أعنف التهديدات الإيرانية لإسرائيل على لسان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، الذي قال في أحد الاحتفالات: «نحن نقول له إنّه في حال أقدم الكيان الصهيوني على أصغر تحرّك ضد الجمهورية الإسلامية، فإيران ستسوي تل أبيب بالأرض، ولن نمنح نتنياهو فرصة الهرب»، أما قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري، فقد قال «إن العد العكسي لزوال الكيان الإسرائيلي بدأ». من جهته قال رئيس مكتب العلاقات الشعبية في القوات المسلحة الإيرانية العميد عباس سدهي «إن الكيان إذا ارتكب أي حماقة وهاجم إيران، فعليه أن يعلم أن تسوية تل أبيب وحيفا بالأرض ستكون أمراً حتمياً». أما نائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي فقد أكد: «إننا قادرون على إنقاذ الشرق الأوسط من شر أميركا خلال 12 دقيقة»، فيما كان قائد عسكري آخر قد أكد أن إيران تحتاج فقط إلى 7 دقائق و30 ثانية لتدمير إسرائيل. 

حالة الانفصام الإيرانية في الرد على ضربات تل أبيب يوصفها الخبير في الشؤون الإيرانية في جريدة «المستقبل» اللبنانية أسعد حيدر بقوله «إن وزير ظرفي قال إنه لا أحد تكلم عن إزالة إسرائيل، فإذا بجنرال شعر بالحرج من الغارة الإسرائيلية يعلن أن جنوده يريدون إزالة النظام الصهيوني لكنهم يصبرون»، وعليه فإن إيران التي استنسخت بيانات أحمد سعيد، بات انتظار ردها على إسرائيل أشبه بانتظار «فلاديمير» و«استراغون» بطلي مسرحية صمويل بيكيت «بانتظار غودو» الذي لم يعد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بانتظار الرد بانتظار الرد



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib