بغداد صباح الجمعة
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

بغداد صباح الجمعة

المغرب اليوم -

بغداد صباح الجمعة

بقلم - مصطفى فحص

قليلة هي المدن التي تتحول شوارعها إلى فهرس لتاريخها؛ لكن شوارع بغداد وأرصفتها وأبنيتها ومحالها لم تزل رغم مآسيها ترشد زوارها إلى ما تبقى من تاريخ المدينة في عصورها الذهبية. فعاصمة الحضارة العربية الإسلامية التي تمثل للعلماء والمؤرخين ما يمكن اعتباره أول تجربة للعولمة إبان العصر العباسي، لم يبق منها غير بعض الأبنية والأرصفة، تدلك على ما تيسر من ذلك التاريخ بعد سنين من التشوهات، نتيجة سقوطها المتكرر بيد العسكر ثم البعث، حتى الغزو الذي تحول إلى غزوين: الأول معلن، والثاني لم يعد مبطناً. 

ولكي تتعرف على بغداد الحالية التي انتقلت من مرحلة سقوط صدام إلى مرحلة سقوط الإسلام السياسي الذي حكمها بفشل موصوف أكثر من عشر سنوات، عليك أن تتنقل صباح يوم الجمعة سيراً على الأقدام من جهة الكرخ، عند محلة الشورجة، إلى جهة الرصافة، أيقونة العصرين العباسي والعثماني، عبر جسر الشهداء المعروف سابقاً بجسر المأمون، فيلاقيك نصب معروف الرصافي بداية شارع الرشيد، الذي يتفرع منه شارع المتنبي، حيث تتحول أرصفته صباح كل يوم جمعة إلى مكتبات لبيع الكتب، ويزدحم الشارع برواده من مثقفين وسياسيين وكتاب وصحافيين وطلاب ومواطنين، من مشارب وطبقات مختلفة، اعتادوا على زيارة الشارع في عطلة نهاية الأسبوع، إما لشرب الشاي في مقهى الشابندر، أو للمشاركة في النشاطات التي تجري في ساحة القشلة، وهي ضمن مباني المتحف البغدادي نهاية شارع المتنبي، حيث تمثاله الذي يطل على نهر دجلة. وأما المشي بين أزقة الكرخ والرصافة التاريخية، تلك التي أثرت مخيلة الأدباء والفنانين والمستشرقين عن كنوز بغداد الأدبية والسياسية، من دار الحكمة إلى أبي نواس، وشهريار، ومظفر، والجواهري، ومحمد مكية، وأسعد عبد الرازق، ويوسف العاني، وكمال الجادرجي، ونوري السعيد، وألف ليلة وليلة، فسوف يتحول سريعاً إلى صدمة، وكأنك أمام ألف حسرة وحسرة على مدينة تَعَمّد من يملك أمرها إهمالها، إما لجهله بها أو لعُقدة من تاريخها، وكأن بغداد ليست عاصمة لدولة تنتج أكثر من 4.1 مليون برميل من النفط، أدخلت ما بين 2004 و2014 نحو ألف مليار دولار إلى خزينة الدولة، ضاع منها نحو 600 مليار في أكبر عملية فساد شهدها تاريخ العراق والمنطقة، نفذتها أحزاب الإسلام السياسي الشيعية والسنية، التي رفع المواطن العراقي البسيط بوجهها شعاره «باسم الدين باكونا (سرقونا) الحرمية» والذي سيؤثر كثيراً في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

في ساحة القشلة أو «هايد بارك بغداد»، يمكن للزائر ملاحظة تحولات المجتمع المدني العراقي البغدادي. ففي إحدى زوايا الساحة نُصبت خيمة لـ«الحشد الشعبي»، وعلقت صور لقادة «الحشد» وبعض من سقطوا في الحرب ضد «داعش»، واعتلى منبرهم رجل دين يشي زيه الديني بأنه من أهل السنة والجماعة، وكان يتحدث عن أخلاقيات المسلم، ولم يتجاوز عدد المستمعين إليه أكثر من 50 مواطناً، بينما في الزاوية المقابلة كان هناك حفل غنائي لمجموعة من المطربين الشعبيين العراقيين، وقد اجتمع من حولهم أغلب زوار الساحة الذين تجاوز عددهم المئات، حيث استمر الغناء والطرب لساعات، ففي زاويتَي القشلة مشهد مستَقل يعبر عن المزاج العراقي المتأثر بالتطورات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها العاصمة، والتي لا يمكن فصلها عن الحراك السياسي الذي يشهده العراق قبل 6 أشهر من الانتخابات النيابية، حيث يصبح من المُلِح جداً على التيارات السياسية الجديدة التي إما انشقت عن الأحزاب الإسلامية كـ«تيار الحكمة الوطني»، وإما قامت بخطوات ابتعدت فيها عن شعارات المرحلة السابقة كالتيار الصدري، الانتباه إلى المزاج الشعبي المعترض على نتائج تجربة ما بعد 2003.

إلا أن السيدين عمار الحكيم، ومقتدى الصدر، لا يمكنهما التعامل مع هذه المتحولات كأنها مرحلية يمكن احتواؤها أو استقطابها بسهولة، فعلاقة الصدريين المتطورة مع التيارات المدنية واليسارية التي تشكلت في اعتصامات ساحة التحرير، وحراك السيد عمار الجديد الذي أسس له في خطابه يوم السبت الماضي في المؤتمر التأسيسي لـ«تيار الحكمة»، يحتاجان لخطوات شجاعة تتخطى فكرة التعاطي مع التيارات المدنية كأرقام انتخابية محدودة التأثير، بينما هي فعلياً قوة معنوية يمكن أن يكون لها تأثير على صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة؛ خاصة بعد انفتاح المرجعية في النجف عليها، وإزالة كل الحساسيات؛ خصوصاً مع الشيوعيين الذين كان بعضهم رأس حربة في معركة مكافحة الفساد.

أمام رئيس الوزراء حيدر العبادي والسيدين الحكيم والصدر فرصة للتوافق مع مدينة عراقية عنوانها بغداد، التي ينتمي إليها العبادي، والتي أثرت على السيدين وجعلتهما يوائمان بين مكوناتهما النجفية والضروريات البغدادية، في التأسيس لشراكة جديدة مع بيئات مختلفة عن مكوناتهم الفكرية والعقائدية والحزبية؛ لكنها ضرورية لحظة إعادة التأسيس للهوية الوطنية العراقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بغداد صباح الجمعة بغداد صباح الجمعة



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 11:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قاليباف... عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان

GMT 17:50 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ذاكرة لأسفارنا الأليمة

GMT 18:41 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إيران... بين الثابت والمتحول داخلياً وخارجياً

GMT 17:46 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

طهران ــ تل أبيب... مسار التصعيد

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين
المغرب اليوم - الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib