إيران السوفياتية ما العمل
منظمة الصحة العالمية تسجل 42 وفاة و404 إصابة بالحمى النزفية في موريتانيا والسنغال إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح
أخر الأخبار

إيران السوفياتية... ما العمل؟

المغرب اليوم -

إيران السوفياتية ما العمل

بقلم - مصطفى فحص

بلغت طهران في استنساخها للتجربة السوفياتية درجة عالية من التشابه، فمنذ بداية القرن الحالي اعتمدت تطبيق المنهجية التي وضعها السوفيات في مرحلة صعودهم في سبيل تحقيق نفوذهم الخارجي، ولكن إصرارها على إهمال الداخل لصالح الخارج سيؤدي بها الآن إلى تكرار الأخطاء ذاتها التي أودت بالاتحاد السوفياتي إلى السقوط. فطهران التي تقع على مسافة مرمى حجر من موسكو، لم يلتفت أصحاب القرار فيها إلى ضرورة إعادة قراءة التجربة السوفياتية برُمتها، مع العلم أن المرشد الإيراني السيد علي خامنئي من المطلعين بعمق على الأدب الروسي - السوفياتي، ومن المدافعين أيضا عن البعد الجيوستراتيجي للثورة الإيرانية المحكوم بعلاقة ثابتة بالجار الروسي بمعزل عن هويته العقائدية أو السياسية. وعلى الرغم من تحذير بعض من يمكن وصفهم بالحريصين على الدولة والثورة في إيران من وقوع النظام في الفخ المعيشي والثقافي الذي وقع فيه القادة السوفيات مع مجتمعاتهم، يُصر نظام طهران وخصوصاً الأجهزة التي يسيطر عليها الحرس القديم الذي بات لديه نفوذ مشابه تماما لنفوذ أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي المعروف بـ(الباليتبيرو) على المكابرة وعدم الانشغال الجدي في معالجة الواقع والوقائع التي تمر بها إيران، وتحميل المواطن الإيراني أعباء مشاريع التوسع الخارجية المكلفة، التي تستدعي زيادة الإنفاق العسكري التي تؤثر مباشرة على معدلات النمو. فنشوة الاستقواء الروسي التي برزت في سبعينات القرن الماضي والتي اعتمدت على قاعدة التفوق الجغرافي السوفياتي والصواريخ العابرة للقارات وغزو الفضاء، قد وصلت عدواها إلى القادة الإيرانيين المؤمنين بعقيدة التفوق الإيراني، المبني على ما يعتبرونه استثناء إيرانياً متعدد الجوانب والأبعاد، يتشكل من المكان الذي يعطي إيران تمايزاً جغرافياً لعب دوراً تاريخياً في تشكيل أنظمة الحكم التي مرت على السلطة في إيران، وحمى ارتباطها العقائدي الذي شكل دائما عامل الوحدة الأساسي بين سكان الهضبة الإيرانية، والذي ينعكس تأثيره ودوره الآن على وحدة المجتمع وتعاضد الدولة واستمرار الثورة. إلا أن الاحتجاجات الأخيرة كشفت أن البعد العقائدي الذي تبناه نظام الجمهورية الإسلامية بعد ثورة 1979 لم يعد عامل التماسك الأقوى بين المكونات الإيرانية التي وحدها الجوع، وأجمعت شعاراتها على المطالبة بالحرية والتعددية السياسية، وهو ما يمكن اعتباره مؤشرا واضحا على أن المجتمع الإيراني قد تجاوز الخطاب العقائدي والثقافي لنظامه وبات يبحث عن عوامل جديدة لوحدته خارج الطروحات الشمولية التي ثبت فشلها، خصوصا في مرحلة فقَدَ فيها العامل المذهبي بريقه بعدما كان لعدة عقود يمثل العمود الفقري لتماسك الدولة بكافة مؤسساتها والمجتمع الإيراني بمختلف مكوناته.
هذا المعطى الاجتماعي الجديد في إيران يعيد إلى الأذهان مشهد التفكك السوفياتي نتيجة فشل الحزب الشيوعي الحاكم في بلورة طرح عقائدي جديد يكون بديلا عن طروحاته الآيديولوجية السابقة، التي أخفقت في إنتاج مجتمع سوفياتي حاول الزعيم السوفياتي يوري اندروبوف الترويج له في تقرير اللجنة المركزية سنة 1982 عندما تحدث عن الاتحاد الطوعي لشعوب الاتحاد السوفياتي، واعتبارهم جميعا شعبا سوفياتيا، وبعد عدة سنوات ونتيجة ضعف الدولة المركزية، ظهر التباين الحاد بين القوميات في الاتحاد السوفياتي وأخذ طابعا طبقيا ما أدى إلى بروز المسألة القومية التي كانت أحد أبرز عوامل تفكك الاتحاد السوفياتي، كما لم تنجح البرامج الإصلاحية التي أطلقها آخر رئيس سوفياتي ميخائيل غروباتشوف والمعروفة بالغلاسنوست (الشفافية) والبروستوريكا (إعادة البناء) في منع انهيار المنظومة السوفياتية وفشل التجربة الاشتراكية بنسختها السوفياتية. وفي حالة التشابه الإيرانية فإن انتفاضة الجياع الأخيرة كشفت فشل التجربة الدينية في السلطة وفي إدارة الدولة والمجتمع، وساعد الاتساع الأفقي لحركة الاحتجاجات على إظهار حالة التورم في وضع القوميات نتيجة تراكم الإحباط جرّاء سياسة التمييز القومي والديني التي يمارسها النظام، الأمر الذي ينذر بمرحلة تصدع داخل المجتمع من المحتمل أن تصل إلى دعوات علنية للانفصال في حال فشلت الدولة في معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشفافية بعيدا عن الانحياز القومي أو المذهبي، فالمجتمع الإيراني بحاجة إلى طرح مشروع تغييري على غرار مشروع الشفافية السوفياتي (الغلاسنوست) في سبيل تقليص سيطرة الحرس الثوري على مؤسسات الدولة ورفع مستوى الحريات والمشاركة في صنع القرار.
في مشهد التشابه والتشابك في الحالتين السوفياتية والإيرانية، فقد أدى حجم الإنفاق السوفياتي الهائل على التسلح وعلى المنظمة الاشتراكية إلى انخفاض الناتج القومي بشكل مستمر منذ سنة 1985 وإلى ارتفاع حاد في التضخم وصل إلى 12 في المائة، وهو نفس رقم التضخم الحالي في إيران نتيجة مشاريع التسلح والطموحات التوسعية التي باتت تفرض على المجتمع الإيراني الاستعانة بشعار الزعيم السوفياتي لينين ما العمل!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران السوفياتية ما العمل إيران السوفياتية ما العمل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib