الكاظمي وخامنئي وما بينهما رواية الفتنة
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الكاظمي وخامنئي وما بينهما رواية الفتنة

المغرب اليوم -

الكاظمي وخامنئي وما بينهما رواية الفتنة

مصطفى فحص
بقلم : مصطفى فحص

يتمسك المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي بمعاييره المعرفية والثقافية التي شكلت جزءاً أساسياً من انتماءاته العقائدية السياسية، إضافة إلى تطلعاته الاستراتيجية.

فمما لا شك فيه أن قراءته المبكرة لروائع الأدب الروسي من دستويفسكي وتولستوي إلى تشيخوف وشلوخوف، سهَّلت أمامه خيارات التقارب مع روسيا، ولأنه من خراسان، فقد ارتبط تكوينه الشخصي وتكوينه الاجتماعي بخصوصيات المكان، الذي كان له التأثير الأهم في نظرته لموقع إيران الجيوسياسي، حيث شهدت إيران في عهده علاقة شبه تحالفية مع الجار الروسي شبيهة بعلاقة روسيا القيصرية وفارس القاجارية.

من المعروف عن المرشد إتقانه التام للغة العربية، وأنه قام مبكراً بترجمة كتب عدة إلى الفارسية؛ كان من أبرزها أعمال سيد قُطب، ففي بداية مسيرته الحوزوية والثورية، كان واضحاً تأثره عقائدياً وفكرياً بالأفكار الدعوية والسياسية لقُطب، التي كونت نواة انتمائه الحركي للإسلام السياسي الشيعي الإيراني، الذي تميز عن نظيره العربي الذي تبلور في «حزب الدعوة الإسلامية العراقي»، وهو النسخة الشيعية العربية من الإخوان المسلمين.

المرشد الذي استمر في مشروع تصدير الثورة، وضعت بلاده في عهده يدها على 4 عواصم عربية؛ هذا النفوذ عزَّز حرصه على الطبيعة الجيوعقائدية للنظام الإيراني، التي برزت بشكلها الأقرب إلى الكولونيالية عند تطبيقها الوصاية على العراق، الذي اعتاد المرشد أن يستقبل قادته، خصوصاً الشيعة الذين ينتمي أغلبهم إلى أحزاب الإسلام السياسي الشيعي، وبخاصة «حزب الدعوة»، باستثناء ضيفه الأخير، الذي جاء من خارج السياقات التي فرضتها طهران على العراقيين من خلال ما كان يعرف بـ«البيت السياسي الشيعي»، الذي صدَّعت ثورة «الأول من تشرين» أساساته.

في لقاء طهران الأخير كانت الهوة واضحة بينهما رغم المجاملات الكلامية، فما حاول المرشد إملاءه على الكاظمي لم يجد قبولاً لديه، كما كان يحدث مع أسلافه.

فمن الصعب أن يعثر المرشد في شخصية الكاظمي وفي تكوينه، على الصفات التي اعتادت أن تفرضها إيران عند اختيار رئيس الوزراء العراقي، وعلى الأرجح أن المرشد الذي يتقن العربية قد اكتشف مبكراً خلفية ضيفه، وليس مستبعداً أن يكون المرشد قد اطلع على رواية «الفتنة» للكاتب العراقي المثير للجدل كنعان مكية، وإذا لم يكن قد اطَّلع، فمن الممكن أن وشاية وصلت إليه بأن مكية أهدى الرواية إلى مصطفى الكاظمي، وهي وشاية تختصر الطريق عليه ليعرف صعوبة الانسجام بينه وبين زائره، والإزعاج الذي سيسببه بقاؤه مدة طويلة على رأس الحكومة في بغداد.

لذلك ودّعه المرشد بتغريدة وضع فيها صورة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وكتب عليها: «إيران والعراق لا فراق»، مطالباً بالانتقام من قتلتهما وبطرد الأميركيين من العراق.

بين الكاظمي ومكية علاقة متينة؛ فالأول لا يخفي تأثره به، فمكية الذي لعب دوراً رئيسياً في إسقاط نظام البعث، لم يتردد في انتقاد إيران ومخاصمتها وتحميلها المسؤولية عمَّا وصل إليه العراق، وعن رعاية طبقة سياسية طائفية مسلحة دمرت العراق لصالح وهم.

في ملحق الرواية التي تحمل عنوان «هوامش على الفتنة» يعترف مكية بأنه أصرَّ مع صديقه حسن منيمنة على مصطفى الكاظمي لمغادرة العراق، ويضيف: «لكن مصطفى غير قادر على القيام بذلك، كنت أعلم، أعطى توسلاتنا أذناً طرشاء، لأن مصطفى كعمار الشاهبندر من بين القلائل الباقين الذين ما زالوا يمنحون لكلمة الوطني التعبانة والمُستغلة حد الإفلاس صدق ما المفروض أن تعنيه».

على ما يبدو أن الكاظمي استخدم أذنه الطرشاء في طهران، ففي الوقت الذي تحدث فيه الجانب الإيراني عن امتيازاته السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق، أصر الكاظمي على الحديث عن سيادة الدولة وحصر التعامل مع المؤسسات الرسمية بعيداً عن هيمنة الأفراد، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهذا ما يثير إيران ويدفعها إلى تحريك وكلائها من أجل الضغط على الكاظمي وتحريض الشارع عليه بهدف إسقاطه. فالشارع الذي خوّنه المرشد في بداية الانتفاضة، بات وسيلة طهران للتخلص من عبء الكاظمي، فهي تراهن على الصدام بينه وبين شباب «تشرين»، بهدف الانتقام من الانتفاضة لأنها السبب المباشر في سقوط حكومة أتباعها، ومن الكاظمي لأنه قطع الطريق على عودتهم إلى السلطة.

وعليه؛ فإن اللقاء الذي جمعهما يكفي خامنئي ليكوّن انطباعاته عن التكوين الشخصي والاجتماعي لضيفه، فللمجتمع العراقي، حسب المفكر علي الوردي؛ «خصائص ومميزات تجعله ينتج في أبنائه نموذجاً معيناً من الشخصية لا يشاركه فيها أبناء المجتمعات الأخرى»، فالليبرالي المدني المحافظ، الذي قدم للمرشد عباءة نجفية هدية، تحمل تأويلات كثيرة، يواجه الآن تداعيات زيارته الفاترة التي بدأت تتشكل في شوارع وساحات العراق، فالشارع الغاضب يطالبه إما بالتحدي وإما بالتنحي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاظمي وخامنئي وما بينهما رواية الفتنة الكاظمي وخامنئي وما بينهما رواية الفتنة



GMT 16:41 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

فصح حزين على ما يجري للأمة وفلسطين

GMT 23:50 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قادم أخطر على جماعة الإخوان

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

إلى محافظ القاهرة

GMT 15:25 2025 الجمعة ,14 آذار/ مارس

شبحان فرنسيان والرئيس ماكرون

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib