لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

لا نعرفهم جيدا.. تقي الدين الهلالي

المغرب اليوم -

لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي

بقلم - جمال بودومة

بالصدفة تعرفت على شخصية محمد تقي الدين الهلالي، بينما كنت أقرأ عن “إذاعة برلين”، التي أسسها مدافعون عن “القضية العربية” في نهاية الثلاثينيات، بتمويل من هتلر، وازدهرت مع الحرب العالمية الثانية. استوقفني وجود مغربي ضمن طاقم “الراديو”، الذي كان يحرّض العرب ضد الاستعمار الفرنسي والإنجليزي، ويمجد النازية. اقتفيت أثره بين الكتب والمقالات، واكتشفت شخصية استثنائية، عبرت القرن العشرين بالطول والعرض، وخلفت تركة تثير الدهشة والإعجاب وكثيرا من الجدل.

صحراوي من الريصاني، ولد في نهاية القرن التاسع عشر، درس في القرويين وجاب أطراف العالم،  يطلب العلم وينشر “الدعوة إلى الله”، وهو عنوان أحد مؤلفاته الغزيرة، التي يختلط فيها الوعظ الشيّق بالسيرة الذاتية، قبل أن يعود إلى بلاده ويؤسس ما يعرف بـ”التيار السلفي”، الذي ما كان ليترسخ ويتوسع لولا شبكة العلاقات التي يملكها الهلالي في المشرق، والمكانة الرفيعة التي كان يحظى بها في المملكة العربية السعودية، لدى العلماء والعائلة المالكة على حد سواء، لدرجة أنهم عينوه مراقبا للتدريس في المسجد النبوي، وكانوا يعتبرونه من أكبر  علماء “الوهابية” في القرن العشرين، مع الألباني وابن باز.

استهل الهلالي حياته “تِيجانيا”، يحفظ الأوراد ويؤمن بالكرامات. لكنه ثار على الصوفية  بعد مناظرة مع شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي. وألف كتابا راديكاليا في نقدها تحت عنوان: “الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية” تسبب له في مشاكل مع الطرقيين، الذين تعج بهم المملكة. في نهاية الثلاثينيات، حصل على الدكتوراه في برلين، وصار مدرسا في جامعتها، ومشرفا على إذاعتها العربية، جنبا إلى جنب مع المذيع العراقي المثير للجدل  يونس بحري، الذي كان يستهل نشراته: بـ”هنا برلين، حيّ العرب”، قبل أن يشرع في التحريض ضد الفرنسيين والإنجليز، والدعاية “للفوهرر”. كان بحري والهلالي ينسقان مع غوبلز، وزير الدعاية النازي الشهير، كي تصبح إذاعة برلين العربية بديلا حقيقيا للـBBC، التي كان يستمع إليها جمهور كبير من العرب، وأقنعوه بأن تبدأ برامجها وتنهيها بالقرآن الكريم، كي تستقطب مستمعين أكثر، وتسحب البساط من الإذاعة البريطانية. عام 1942 حل بتطوان، موفدا من مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني ألى الزعيم عبدالخالق الطريس، لكن السلطات الإسبانية منعته من العودة إلى ألمانيا، فحول مقامه إلى نضال ضد الاستعمار وحرب على البدع والخرافات، قبل أن يتمكن من السفر مجددا إلى العراق. عاش طويلا في بلاد الرافدين وفي مصر والهند وألمانيا وإسبانيا والسعودية…. وترك كتبا وزوجات وأولادا في كل مكان مر منه.

أتقن الهندية وعددا مدهشا من اللغات، وتعد ترجمة تقي الدين الهلالي للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، مع محسن خان،  الأكثر رواجا في العالم، كما ترجم صحيح البخاري إلى لغة شكسبير. جالس الأمراء والرؤساء وخمسة ملوك مغاربة: عبدالعزيز ومولاي حفيظ ومولاي يوسف ومحمد الخامس والحسن الثاني، وكان يتحدث معهم كما يتحدث عالم في القرن الأول للهجرة مع سلاطين عصره. في لائحة أصدقائه: شكيب أرسلان وأمين الحسيني وَعَبَدالخالق الطريس ومحمد بنعبدالكريم الخطابي… وفي لائحة تلاميذه: المغراوي والكتاني والفيزازي وأبو النعيم… الهلالي كان يشكل استثناء مغربيا قبل ميلاد “القاعدة”. وجه من وجوه السلفية المتنورة، التي آزرت “الحركة الوطنية”، وحررت العقول من البدع والخرافات. في الثمانينيات، تحول إلى “هرم” يُزار في مكناس، حيث اختار الاستقرار وإعطاء الدروس، حريصا على الفصل بين الدعوة والسياسة. وفي 1987، انتقل إلى جوار ربه، قبل أن يرى أفكاره تحمل السكاكين وتتزنر بالأحزمة الناسفة، وتلامذته يساقون إلى السجن، بتهمة التحريض على “الإرهاب”!

لا شك أن “الإيديولوجيا” التي أخلص لها الهلالي تسببت في كوارث وخيمة على ما يسمى بـ”الامة الإسلامية” و”العالم العربي”، لأن “الوهابية” أمّ “القاعدة” وشقيقتها “داعش”، وأصل كل الخراب الذي حل بالمنطقة، لكن ذلك لا ينقص شيئا من عظمة الرجل ومساره المتفرد. بعين التاريخ، سيظل مفخرة مغربية، وتجسيدا لما كان يسميه صديقه عبدالله كنون بـ”النبوغ المغربي”، ومن المجحف أن يظل صيت شخصية من عيار تقي الدين الهلالي، محصورا في الأوساط السلفية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib