«المعربون» في الأرض
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

«المعربون» في الأرض!

المغرب اليوم -

«المعربون» في الأرض

بقلم - جمال بودومة

نحن فئران التجارب التي اختبروا فيها مخطط التعريب، واكتشفوا بعد أربعين عاما أن الوصفة فاشلة ولا تصلح. نحن «المعربون» في الأرض، ضحك علينا إخوتنا الكبار، عندما رأونا ندرس «الحوجلة» و»التحاكي» و»الكتل المعلمة» و»تعكر ماء الجير»، و»المشتقات» و»الدوال»، ولا نفرق بين «الأكسون غراف» و»الأكسون إيغي»، وضحكت علينا الدولة وحزب «الاستقلال»، حين جعلونا ندرس بالعربية وسجلوا أبناءهم في البعثات الأجنبية كي يتعلموا بلغات أخرى، وعندما أكملوا دراساتهم في فرنسا وكندا وإنجلترا والولايات المتحدة، أصبحوا يتحكمون في مصيرنا ومستقبل أبنائنا بعربيتهم الركيكة، التي تفضح احتيالهم كلما صعدوا إلى منصة أو تحدثوا في مناسبة رسمية.

نحن جيل التعريب الفاشل، بعضنا افلت بأعجوبة من الفخ، وتمكن من إكمال مشواره الدراسي والحصول على شهادة وشغل، وآخرون ضيعوا البوصلة والمستقبل بين مدرجات الجامعة، بسبب لغة التدريس، وضحالة المناهج، وإفلاس التعليم العمومي.

أربعة عقود ونحن ندرس العلوم بالعربية في الثانوي، وعندما نصل إلى الجامعة نجد الأساتذة يتحدثون بالفرنسية، ولا نفهم من رمانا في هذه الرواية الكافكاوية ولماذا. يختفي «جذر المربع» و»الشلجم» و»الهذلول» و»الكروموزومات» و»الأحماض الأمينية»… ويحل محلها معجم كامل من المصطلحات الفرنسية المعقدة، التي تجعل مواصلة التكوين مهمة مستحيلة. فئة قليلة استطاعت التأقلم، فيما انقرض آلاف الطلاب من كليات العلوم، بسبب هذا التغير اللغوي الحاد، كما انقرض الديناصور بسبب التغيرات المناخية الجذرية. الأكثر حظا، يكررون السنة، ويبذلون جهدا استثنائيا من أجل تدارك النقص في الفرنسية، قبل أن يتمكنوا من متابعة إيقاع الدروس. الراديكاليون يقطعون دابر الفتنة، وينقلون ملفهم إلى كلية الآداب لدراسة التاريخ والجغرافيا أو الأدب العربي أو الدراسات الإسلامية والشريعة، بدل الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب.  لقد تفاقمت مشكلة التعليم في المغرب حتى تحولت إلى ورم، كلما لمسته يئن المريض ويصرخ، وليست الأحزاب السياسية من سيحل معضلة المدرسة العمومية، بكل تأكيد، لأنها هي نفسها تحتاج إلى من يعالجها، والمريض لا يمكن أن يتحول إلى طبيب. ولا غرابة أن يغلب التخبط على نقاش «مشروع القانون الإطار للتربية والتعليم تحت قبة البرلمان، سواء في صفوف الأغلبية أو المعارضة، وأن تأخذ موقفا في الصباح ونقيضه في المساء. التعليم أكثر جدية من أن نترك مصيره بيد سياسيين سطحيين، لا تهمهم إلا مصالحهم الضيقة، بعضهم لا يملك حتى شهادة الباكالوريا، ومعظمهم لا يعنيه الموضوع أصلا، لأن أبناءه يدرسون في القطاع الخاص ومدارس البعثة، وبإمكاننا أن نصدق من يناقشون مصير المدرسة، تحت قبة البرلمان وفي الاجتماعات الحكومية، في حالة واحدة: إذا صدر قرار يجبر البرلمانيين والوزراء والمسؤولين السامين، على تسجيل أبنائهم في المدرسة العمومية مع بقية أبناء الشعب، حينها فقط يمكن أن نأخذ كلامهم على محل الجد ونصدق أن ما يحركهم هو الغيرة على مستقبل الأجيال، وليس رهانات سياسية تافهة، وصراعات حزبية ضيقة، وشعارات أكل عليها الدهر وشرب!  الخفة التي أظهرها حزب «الاستقلال» و»العدالة والتنمية» في التعامل مع البنود المتعلقة بتدريس المواد العلمية والتقنية في السلك الثانوي تلخص كل شيء. كلاهما أظهر تخبطا واضحا في موقفه. في البداية، أيدوا المادتين 2 و31، (وهدفهما عمليا، بعيدا عن خدعة «التناوب اللغوي»، هو التخلي عن العربية لفائدة الفرنسية في تدريس المواد العلمية والتقنية في السلك الثانوي) قبل أن يتراجعوا تحت ضغط قواعدهم وثقل الإيديولوجية التي تؤطر ممارستهم السياسية، بمجرد ما تحولت المسألة إلى قضية رأي عام.

نظريا، يفترض أن هؤلاء السياسيين يمثلون الشعب في الحكومة والبرلمان، لأنهم وصلوا إلى مناصبهم عن طريق صناديق الاقتراع، لكن الجميع يعرف أن القضية أكثر تعقيدا، وأن الانتخابات في المغرب لا تعبر عن رأي المواطن، بقدر ما تعكس التوازن بين مراكز النفوذ وأصحاب المصالح، وإذا كان لا بد  أن يقرر الشعب في لغة التدريس، فمن الأجدر تنظيم استفتاء شعبي، يُسأل فيه المغاربة عن رأيهم بشكل مباشر. أما الطبقة السياسية في تشكيلتها الراهنة، فلا تبدو مؤهلة للبت في القضايا المصيرية!

لنفترض جدلا أن دراسة العلوم بالعربية خيار غير مفيد، لأنه يعزل الطلاب عن مواكبة التطورات العلمية المتسارعة، باعتبار أن العلم الحديث لا يتحدث لغة الضاد. في هذه الحالة، من الحكمة اختيار الإنجليزية لغة للتدريس بدل العربية والفرنسية، مادمنا نعرف أن لغة شكسبير هي الأكثر انتشارا، والأسرع استيعابا للتطورات العلمية الحديثة، والفرنسيون أنفسهم مجبرون على تعلم الإنجليزية إذا أرادوا مواكبة التطورات العلمية في مختلف المجالات. الأمم العظيمة هي التي تخطط لمستقبلها البعيد، وليس فقط، على المدى المنظور. العودة إلى «فرنسة التعليم»، إرضاء للطبقة الفرونكوفونية التي بسطت نفوذها على كل شي، وتريد أن تغلق قوس التعريب. الحقيقة أن فرنسا لم تغادر المغرب، رغم أكثر من ستين عاما على الاستقلال، لأسباب يطول شرحها، ولن تغادره في المستقبل المنظور. من يسيطر اليوم على مفاصل الاقتصاد والسياسة في المغرب هم ورثة المعمرين، يتصرفون مثلهم تماما، ويعتبرون بقية الشعب من «الأهالي»، الفرق الوحيد أنهم مغاربة ومن سبقهم فرنسيون، ولا غرابة أن يفصَّل القانون الإطار للتربية والتعليم على مقاساهم، في وقت تحولت فيه المدرسة العمومية إلى مصنع لتفريخ أجيال من «الضباع»، كما ظل المرحوم محمد جسوس يردد، دون أن ينتبه إلى تحذيراته أحد.  عندما نقف على الوضع المزري الذي وصل إليه التعليم في المغرب، يبدو الجدل حول لغة التدريس مجرد «نكاح ذباب»، على حد تعبير الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المعربون» في الأرض «المعربون» في الأرض



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib