أقلام
11 شهيدا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي على مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غربي مدينة رفح محاولة اغتيال مرشح الرئاسة الكولومبية ميجيل أوريبي خلال فعالية انتخابية غرب العاصمة بوجوتا زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر يضرب المحيط الهندي الأونروا تصف منع دخول الصحفيين إلى غزة بأنه حظر على نقل الحقيقة البنك الدولي يُعلن تحديث خط الفقر الدولي ليصبح 3 دولارات للشخص الواحد يوميًا زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة جبل آثوس في شمال اليونان سرايا القدس تعلن استهداف قوة إسرائيلية في كمين محكم بتل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة إصابة أربعة عناصر من الأمن العام السوري جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم تفكيكها في بلدة البغيلية بريف دير الزور الغربي الولايات المتحدة تُجدد دعمها الكامل لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزة انفجار عبوة ناسفة بمركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام نفذته قوات الاحتلال ضمن حملة أمنية وسط مدينة جنين
أخر الأخبار

أقلام!!

المغرب اليوم -

أقلام

رشيد مشقاقة

الأقلام التي تتصدر واجهة مكتبك معظمها فارغ، نحن لا ندري لماذا نحتفظ بها، وقد ذكرتني هذه الملاحظة ببطل رواية نجيب محفوظ «ثرثرة فوق النيل»، فقد اقتحم مكتب رئيسه هائجا ومحتجا عن عدم الرد على طلب استقالة تقدم به، فأمدّه الرئيس بورقة فارغة ليس بها حرف واحد، ليتبين أنه كتبها – تحت تأثير استهلاك المخدرات – بقلم فارغ تماما من المداد!!
أقلامنا نحن، كذلك، تكتب من فراغ أو عن فراغ في فراغ !!
فالكتبة من فراغ كُثر ولله الحمد، وأقلامهم تتناول ما ليس لهم به دراية، في القانون والأدب والفكر. عموما تتصدر القائمة جوقة من يستأجرون الأقلام لتكتب لهم، وإن هم كتبوا بأنفسهم أضاعوا المداد في ما لا طائل فيه. وقد سخّر أحد أساتذة الحقوق قلمه لكتابة رسائل الدكتوراه لمن يدفع ثمنها، وتولى الناجحون من فراغ بهذه الوسيلة مناصب يلهج بذكرها الركبان. ولم يخف الكاتب الكبير أنيس منصور تلك الواقعة التي أقدم فيها هو والثنائي إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي على كتابة رواية لسيدة استغلت نفوذ زوجها، فأصبحت بها رائدة مزورة من رواد القصة!!
أما الكتبة في الفراغ فَحَدّث بِلا حرج!!
حديث الصباح والمساء عن الرياضة والتسلية والجنس والطبخ والمسابقات ومحاورات أهل الفن ممن يرتدون سراويل الجينز الممزقة، ويحدثون خريطة المنفلوطي برؤوسهم لا تكاد تنتهي، والجرائد والدوريات والمجلات المتخصصة في هذا الباب لا حصر لها، وقد دأب ولازال أحد الكتبة من هذا الفصيل ينبش في سيرة أهل الفن والتصاقه بهم حتى انزعج منه الراحل عبد الحليم حافظ وقال: «إنني لا أعرف هذا الرجل الذي يدعي صداقتي»!!
كوكبة الكتبة من هذا الفريق تَتَحَّول في لمح البصر وبدون سابق تأهيل إلى أطباء نفسانيين وبياطرة وصيادلة وهلم جرا. فهم رواد تزجية الوقت بامتياز.
وهناك الكتبة في الفراغ وهم أصناف، فريق يستغل فراغ الهامش وفراغ خانات التنقيط لِيُضَّمِن بها نظرياته العجيبة الغريبة عندما ينزوي عن العالم ليفجر غيظه وحقده وجسده وينال من ذمم وأعراض وشرف الناس، وهو فريق يجيد النفاق والكذب والخداع حتى يستدر رضا المحيطين به، ليستعمل قلمه في الخفاء للإيذاء والبتر بدل البناء!!
وفريق من هذا الفصيل يَسْتَغِلُّ فراغ أوراق الامتحانات ومباريات التوظيف بتواطؤ مع الكسلاء للظفر بأعلى النقاط. وقد تعرض صاحبي أستاذ الأدب لهجوم شرس عندما اكتشف أن ورقة الطالبة الحسناء الفارغة مُلئت بغير خط يدها وحصلت على ميزة، وكاد بموقفه الشجاع يقضي على مستقبله المهني!!
ولعل أخطر الأقلام هي هذه التي يُمْلَى عليها ولا تكتب عن قناعة وثبات، تبدي آراءها في الناس بالسوء حفاظا على مركزها واعتقادا منها أن دوام الحال من غير المحال، وقد استنجد أحد الأطر القضائية لمّا اقترب أجله بزميل له قائلا: «أرجو إذا ما التقيت القاضي فلان أن تطلب منه أن يسامحني عمّا كتبته عنه ظلما وبناء على أمر صارم»!!
وقد سامح القاضي المظلوم القاضي الذي انتقل إلى عفو الله، وهناك نماذج كثيرة متعددة، ظالمة، قاسية سيأتي الوقت المناسب للحديث عنها، وتحضرني منها واقعة ذلك القاضي المواظب الذي أَصَرَّ أحدهم على نقله بعيدا عن أهله، وكاد يبلغ نزوته لولا أن أحد القضاة الشرفاء رفض ذلك ونجا المسكين، وزميله الذي لازال لغاية كتابة هذه السطور يتساءل بمرارة عن سبب نقله زمناً إلى مدينة لجنوب المغرب.
أقسم الله عز وجل بالقلم الذي تكتب به الملائكة والناس وقال جل علاه: «ن والقلم وما يسطرون (1) ما أنت بنعمة ربك بمجنون (2) وإن لك لأجرا غير ممنون (3) وإنك لعلى خلق عظيم (4)» (صدق الله العظيم).
أسوأُ الأقلام هي أقلام منتصف الليل، التي تكتب في الظلام الدامس وتُؤذي ضحاياها، فهل يتعظ المذنبون!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقلام أقلام



GMT 21:27 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

دوره الأخير

GMT 21:24 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

غربال التاريخ المتحرك

GMT 21:22 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران... انعطافات حادة يميناً ويساراً

GMT 21:21 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عوامل استقرار الشرق الأوسط واضطرابه

GMT 21:20 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عن ليبيا والحاجة لطوق النجاة

GMT 21:19 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

لا يفوتك في هذا النص

GMT 21:17 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

أوكرانيا وغزة

GMT 21:16 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران ــ أميركا: دبلوماسية قلم الحبر

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 17:42 2023 السبت ,08 إبريل / نيسان

4.9 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في 2022

GMT 23:30 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

«تيك توك» تفرض قيودا على بعض المقاطع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,29 أيار / مايو

حقائق تجهليها عن شهر العسل

GMT 10:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف مستجدات الحالة الوبائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib