اللايقين
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

اللايقين

المغرب اليوم -

اللايقين

بقلم : حسن طارق

سألت صديقي الذي مرت عدة أسابيع على لقائي الأخير معه، عن قراءته للوضع السياسي الراهن في ظل ما تُسميه البلاغة اليومية بـ”البلوكاج”، فبادرني بجواب مقتصد في العبارة: “إنه زمن اللايقين” .
صديقي الذي يفضل أن يقدم نفسه باختصار كمناضل ديمقراطي بالرغم من انتمائه الحزبي، يميل بحكم تكوينه النظري والسياسي إلى التركيب والكثافة، لذلك طلبت منه شيئا من التوضيح والتدقيق .
فاسترسل أمامي مبسطا أفكاره المرتبة  :
“اللايقين هو انتصار التدبير التقديري للزمن السياسي، حيث لا شيء يجب أن يحدث كما يقتضي المنطق، وكما نعتقد في انتظاراتنا الساذجة أو كما يفترض أن يحدث في ظل حياة ديمقراطية سليمة .
اللايقين هو مشروع القتل البطيء للسياسة، حيث الانتخابات لا تُفضي إلى ما يجب أن تُفضي إليه، فهي ليست لحظة تأسيسية لها ما بعدها، ولا هي محطة منتجة للرهانات وللمعنى، ولا هي حدث مهيكل للزمن السياسي .
اللايقين هو رمي الإرادة الشعبية إلى دائرة الهشاشة القُصوى، وتكريس الاقتناع بأن التقدم في النصوص لا يعني تحصين أي مكاسب “نهائية” في معركة البناء الديمقراطي .
اللايقين هو ترسيخ “العدمية” كرياضة وطنية وشعبية يقترحها سادة المرحلة الجديدة /القديمة، أمام المواطنين، بديلا عن نقيضها الناشىء: الثقة في السياسة .
اللايقين هو الشك الدائم في إمكانية صعود الشرعية من أسفل، وهو الاقتناع الحاسم بقصور المجتمع وبحاجته الماسة إلى وصاية الدولة .
اللايقين هو الانعكاس الطبيعي لإيديولوجيا التفوق التاريخي للدولة على المجتمع، وللتقنوقراط على المنتخبين، وللإدارة على المواطن، وللترتيبات المسبقة على المفاجآت غير المنتظرة .
اللايقين هو الإصرار على أن التقدم ليس أفقا ضروريا للمسار السياسي، وأن التراكم الهش ليس كافيا للقطع مع أساليب الماضي .
اللايقين هو تعليق الأمل في مستقبل سياسي أفضل، وتعميم الخوف من العودة القريبة لما قبل خطابات الانتقال، حتى يصبح سقف الطموح الجماعي واطئا، ويصبح بالتبعية الخيار السيئ خيارا حكيما، فقط لأنه يجنبنا الأسوأ .
اللايقين هو أسبقية السياسي على القانوني، وأولوية الأعراف المرعية على الميثاق الدستوري، وهيمنة القواعد غير المكتوبة على ثقافة الفاعلين.
اللايقين هو ترسيم الانتظارية بديلا عن الإرادوية،  قاعدة القرب من الدولة بديلا عن المنهجية الديمقراطية .
اللايقين هو الذهاب رأسا إلى حالة سياسية قاحلة، بلا أفق واضح للمرحلة ولا مشروع وطني مهيكل ولا “وعد” كبير ملهم، بعد انكسار خطاب التأويل الديمقراطي للدستور، وقبله أفول مقولات الانتقال وما جاورها من عناوين استطاعت على الأقل أن تصلح كشعارات للتعبئة”.
قاطعتُ صديقي، مبديا استغرابي من نبرة التشاؤم الحاد التي تطبع تحليله، وهو المعروف دائما بالاعتدال والحكمة، لكنه فاجأني قائلا بأنه على العكس، لم يحدث أن كان متفائلا بمستقبل الديمقراطية ببلادنا كما هو اليوم !
لم أستوعب جوابه، وقبل أن أتركه يفسر موقفه، مازحته قائلا :
“فعلا، إنه زمن اللايقين” !
ابتسم صديقي، ثم واصل حديثه الشيق …

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللايقين اللايقين



GMT 09:40 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فعول، فاعلاتن، مستفعلن.. و»تفعيل» !

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

من يسار ويمين إلى قوميين وشعبويين

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

خطة حقوق الإنسان: السياق ضد النص

GMT 07:07 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المهنة: مكتب دراسات

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib