حقائق ذاتية حول الزفزافي ومن معه
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

حقائق ذاتية حول الزفزافي ومن معه

المغرب اليوم -

حقائق ذاتية حول الزفزافي ومن معه

بقلم - نور الدين مفتاح

ماذا أزيد وماذا أفيد إذا أعدت تقليب أوراق سيدي القاضي وأحكام المحكمة الموقرة في قضية حراك الحسيمة؟ الذي سأفعله هو أن أعلن من موقعي المتواضع أن القضية كانت أهون وأبسط من أن تحتوى هكذا في 300 سنة سجنا ونيف ما بين الزفزافي ورفاقه والصحافي المهداوي. الذي أقوم به الآن هو تعبير مواطن غيور عن أن النتيجة لم تكن جوابا متناغما مع المصلحة العليا للمواطنين، نعم لقد كان جوابا قضائيا على متابعات جنائية، ولكنه لم يكن جواب عدالة في ميزان الحق العام.

القضية سيدي القاضي، السادة القيمين على سلاسة العيش المشترك، لم تكن قضية تخريب وترويع وإحراق وما اكتظت به صحيفة المغرق من تهم ثقيلة، ولكن القضية سياسية لا غبار عليها، قضية غضب شعبي مشروع من رأسه إلى أخمص قدميه، قضية حبلى بالشياطين المندسة في تفاصيل اليومي هناك في الريف المقصي، والعالقة بذاكرة شقية يبدأ عندها التاريخ مع بداية الألم سواء مع غازات المستعمر السامة أو مع قنابل 1959 أو مع قمع 1984. في ذلك الريف الأشم بدأت بوادر مصالحة مع العهد الجديد وجعل الملك الجديد حينها, من الحسيمة مستقرا صيفيا، ولكن المصالحة العليا لم تواكبها آلة إصلاح لترميم تصدعات الكرامة، وتكالب الفساد مع الجشع والإهمال والمخدرات والريع السياسي لإعادة الريف إلى بداياته الأولى. إلى الإحساس بالحكرة، إلى برميل مشتعل في كل بيت قابل للانفجار في أي لحظة وحين.

وعندما أطلقت مشاريع الحسيمة منارة المتوسط، كان الوقت قد فات نسبيا، ولكن كما يقول المثل اللهم التأخر أو لا شيء، وتم رصد نصف مليار دولار تقريبا للنهوض بقلب الريف، ولكنها تعرضت للطحن كما طحن السماك في حاوية الأزبال، وانطلق الحراك. ووددت لو سود السيد الوكيل العام للملك صحيفة اتهاماته بكل ما سلف، واستنبط المتابعات من مسطرة الواقع المرير وتابع من يجب أن يتابع بإهمال منطقة من الوطن إهمالا تاما، والتسبب في عاهات الفقر والحاجة المستديمة وإهدار كرامة المواطنين، وتهييء التربة لتهديد الاستقرار، وخيانة الثوابت، والفساد الإداري والسياسي… هذه هي التهم الحقيقية التي يجب أن تعرض على محكمة منصفة، لأن هذه القضية أصلا تخطئ المتهمين وتخطئ التهم، ولكن عزاء إخواننا أن هناك محكمة أخرى للإنصاف المطلق ستعقد أمام الله سبحانه وتعالى وعنده يختصمون.

صحيح تحركت بعض الترددات من جراء ما سمي ب الزلزال السياسي الذي أطاح بوزراء ومسؤولين في قضية الاختلالات المتعلقة بالحسيمة منارة المتوسط، وأذكر أنه لما بلغ إلى علم المعتقلين وعائلاتهم وهم في المحكمة الخبر، رفعت الزغاريد وتم الهتاف باسم جلالة الملك، واعتقد المساكين أن الفرج قريب، وأن الزلزال السياسي هو براءة معنوية لأبنائهم، واعتقد الأبناء أن هذه بارقة أمل في أن تأخذ العدالة مجراها، وأن تصبح محاضر الاتهام فعلا مجرد أوراق للاستئناس، ولكن هيهات هيهات! فما بين الاعتقاد والواقع بون شاسع، هو نفسه الموجود ما بين الأحكام وما كانت تتوق إليه الأحلام.

هذه قضية سياسية، سيدي القاضي، السادة القيمين على سلاسة العيش المشترك المفترض، ولأنها كذلك فقد بصمت على حراك سجل رقما قياسيا من حيث طوله ومضمونه، ولأنها كذلك كانت تعبيراتها صاخبة، أم أن للغضب في عرف القانون معنى الرقص والقهقهة؟! إنها قضية مطالب حارقة كانت لها تمظهرات خارقة، وحشدت الناس، وككل عمل كبير، وصخب عظيم، لابد أن تكون هناك آثار جانبية، فعلا أو رد فعل، وهذا يقع في الملاعب الرياضية وفي المهرجانات وفي التجمعات الحاشدة، فما بالك بانتفاضة المقهورين الذين أعلنوها سلمية. لقد بصموا على عمل دخل إلى التاريخ وأيقظ الغافلين، وحلموا بوطن يسعهم مع عائلاتهم، ولكن هل هذا هو الختام يا أصحاب القرار الكرام؟ ألا يكون الكرم إلا في قسوة الأحكام؟ ألا يستحق الشعب قليلا من الاحترام؟ ألا يستحق ضرائب أقل وتعليما أحسن وطرقات معبدة وشغلا كريما وسكنا لائقا ومشفى عموميا يكون اسما على مسمى؟

لقد أجمعت الأمة بما فيها الحكومة -تلميحا بطبيعة الحال- على أن أحكام استئنافية الدار البيضاء في ملف الزفزافي ومن معه والمهداوي لوحده كانت أحكاما قاسية، فما الذي قصدتموه بهذه الرسالة؟ ولماذا تضاف القسوة في الواقع المعيش لريافة إلى قسوة الأحكام؟ إن الذين يتجملون علينا بأن مغرب اليوم هو أحسن من مغرب الأربعة عقود الماضية ينسون أن أكبر من ساهم في بناء هذا التقدم الخجول هم الأغلبية الساحقة، فيما أكبر من استفاد منه هم في الغالب الأعم حفنة الريع والانبطاح والإفساد السياسي والاقتصادي. هذه هي المعادلة التي يجب أن نبحث فيها عمن يجب أن نحاكم.

وأما بخصوص تهم الخيانة والتخابر والانفصال، فإنها من المضحكات المبكيات، لأن هذا خلناه انتهى بانتهاء مهزلته السياسية حين اقترفت أحزاب الأغلبية بيانا وصمت فيه الحراك بالانفصال وتراجعت عنه، ولكن تحول هذا إلى صك اتهامات قانونية أعطت ما أعطت من سنوات سجن لا هي متناسبة ولا منتظرة ولا مقدرة ولا منطقية، وإن كانت قانونجية فإنها في النهاية صبت الزيت على النار المتقدة. إن الريف والشرق الشاوية ودكالة والغرب، درعة وتافيلالت والصحراء وكل مكونات هذه المملكة، جسد واحد قاسمه المشترك هو الولاء للوطن، وضره المشترك أيضا هو اللاعدالة الاجتماعية. وما دامت الأمور لم تؤخذ إلا بمأخذ الهزل لحد الآن، فإن كل شيء يمكن أن يخرج من هذا الاحتقان الوطني العام، وفي انتظار الإنصاف يا عباد الله، سنجد المظلومين يقولون مع الشاعر:

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقائق ذاتية حول الزفزافي ومن معه حقائق ذاتية حول الزفزافي ومن معه



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib