الحكومة الضّاحكة
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

الحكومة الضّاحكة

المغرب اليوم -

الحكومة الضّاحكة

بقلم : نور الدين مفتاح

عندما تم التخلي عن السي عبد الرحمان اليوسفي وتعويضه بادريس جطو سنة 2012، خرجت المانشيطات تعلن عن "نهاية السياسة"، وعندما قبل الحزب الذي طالب باحترام المنهجية الديموقراطية الدخول إلى حكومة جطو المجسدة لخرق هذه المنهجية، عاد العنوان لبعض صفحات الديموقراطيين ينعي مرة أخرى السياسة، واليوم بعد هذه الخلطة العجيبة التي أصبحت أقرب بكثير إلى فن السخرية منها إلى التحليل السياسي، نعود دون خوف من المبالغة مع حكومة السي سعد الدين العثماني اسما إلى نفس العنوان: "نهاية السياسة".

صحيح أن الديموقراطية ليست فقط هي آلية الانتخابات، ولكنها قيم ومبادئ، منها تقديس حرية التفكير والمعتقد والتعبير، واحترام المبادئ الكونية لحقوق الإنسان  ونبذ الكراهية وإعلاء شأن الكرامة الإنسانية. ورغم ذلك تبقى آلية الانتخابات هي الممر الوحيد اليوم للتعبير عن الإرادة الشعبية، وعندما نكون في نظام سياسي بتشكيل مؤسساتي معقد كالنظام المغربي، فإن التعادل بين الإرادة الشعبية وإرادة الدولة هو أقل الأضرار في انتقال ديموقراطي يعني ضمنيا استمرار جزء من الاستبداد مع جزء من الديموقراطية، وما جرى بعد البلوكاج وخروج حكومة العثماني هو أنه تم الاستحواذ على نتائج الانتخابات، وأعطيت هديّة جديدة للعدالة والتنمية كونه ضحية، وأصبح حزب التجمع الوطني للأحرار عمليا هو الذي يقود الحكومة سياسيا، وأعطي إحساس عام للسواد الأعظم من المغاربة بأن أصواتهم لا تساوي شيئا، وحتى أولئك الذين يمكن أن نطلق عليهم اسم الاستئصاليين المتنورين المعادين للإسلام السياسي تبرموا من هذه الكماشة التي جرفت ابن كيران ومن معه، وأخرجت حكومة لم تنجح لحد الآن إلا في تفجير الكامن من مواهب فن السخرية عند المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وحتى خارج هذا الإطار، لم يتورع مهندسو هذه الحكومة عن القيام بأي شيء يخطر على بالهم بلا وازع لا رأي عام ولا خاص، ونقَّلوا حصاد رأسا من وزارة الداخلية إلى وزارة التربية والتعليم، وعبد الوافي لفتيت من فضيحة أراضي خدّام الدولة إلى وزارة الداخلية، وضخموا الحقائب وشتتوها بعد ذلك في كتابات للدولة ستعيدنا إلى البدايات وصراع الاختصاصات والبحث عن ألوان قوس قزح في ما للوزير وما للمنتدب وما لكاتب الدولة من هامش أو مساحة تحرك.

وعموماً، إذا كانت خمس سنوات من عمر حكومة قصير بالقياس بالزمن السياسي، فإننا في 2021 مثلا لن  نجد حزبايحمل مشروعا بديلا لحزب العدالة والتنمية ويكون حامله مدعوما بالمصداقية، لأن السي عزيز أخنوش كبديل للسي إلياس العماري تم حرقه مع ولادته، وسيكون على الدولة مرّة أخرى أن تعيد النحت في الصخر لخلق توازن صعب بين نتائج الانتخابات ومتطلبات الانتقال الذي يبدو أنه سيكون طويلا. هذا مع معطى لا يحتاج إلى تنجيم لتأكيده من الآن، وهو أن نسب المشاركة في أي انتخابات مقبلة ستنهار. وعذرا على هذا التشاؤم، ولكن هناك صناعة بارعة في جهة ما في المملكة تسمى صناعة التيئيس، ومقاومتها بالأمل لحد الآن تبقى صعبة، وربما تغدو مستقبلا مستحيلة.

من هنا يبدو أن انتظار البرنامج الحكومي ومفاجآته خلال التنصيب يوم الجمعة هو الجزئي، وحتى هذا يختلط علينا بعض الشيء. فإصلاح المقاصة الذي قاده ابن كيران لم يكن في مصلحة الطبقات الشعبية، ولكنه كان في مصلحة التوازنات الماكرواقتصادية، وبارونات المحروقات لم يخسروا دعما كان ضعيف المراقبة، لأنهم عوّضوه بأثمنة بيع في محطاتهم هامش الربح فيها أكبر مما كانوا يجنونه، وإذا وصلنا إلى تحرير غاز البوتان، فلن يخسر هؤلاء البارونات، ولكن قد تربح العدالة والتنمية سياسيا من خلال الدعم المباشر للفقراء، وهو حساب خاطئ، لأن حسابات الربح والخسارة في السياسة قد حسمت بما هو أكبر من البرنامج الحكومي للأسف.

وحتى في هذه الإجراءات الخطيرة من مثل رفع الدعم عن البوطاغاز، لا بد من صوت مزلزل ليعبئ الناس حتى يتقبلوا ما يضرهم كخواص من أجل الصالح العام، وهذا الصوت تم التخلي عنه، وكل مبادرة شبيهة اليوم ستكون بمثابة المقامرة.

إن الملفات الأساسية المطروحة على المملكة معروفة، ومنها قضية الصحراء، ويتبعها ويتداخل معها اليوم الملف الإفريقي بتشعباته السياسية والتنموية ثم التشغيل والتعليم والصحة. وكما هو واضح فتسعون في المائة من الأولويات هي سيادية بمفهوم أنها موكولة لوزراء أو قطاعات لا تتحكم فيها الأحزاب، أو أن القصر يدبرها رأسا، والصحيح أننا حققنا الكثير من التقدم على المستوى الإفريقي، وكسرنا جزءا من الطوق الذي كان يحاصرنا على مستوى قضية الوحدة الترابية، كما استمرت الأوراش الكبرى بما فيها البنية التحتية والموانئ والطاقات المتجددة، ولكننا فاشلون فشلا ذريعا في الملف الاجتماعي، وليست هناك بوادر نجاح في الأفق مع هذه الحكومة، بالنظر لطبيعتها وتشكيلتها ووجوهها، وهذا هو برميل البارود الذي قد يعصف بالمنجزات، وها نحن نرى الريف يغلي فوق السطح والصحراء تغلي تحت السطح والناس كاتمين الغيظ إلى حين والأحزاب تبعثرت إلا من رحم ربّك، والدولة توجد في الواجهة بلا وسطاء، وكل هذا كان بالإمكان أن نتفاداه برسالة أمل تجعل الصابرين يستمرون على صبرهم، ولكن لكل حساباته، وحسابات أصحاب الحل والعقد هي الفيصل، وفي انتظار النتائج دعونا نضحك مع الحكومة الضاحكة..على الدقون.

المصدر : جريدة الأيام 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الضّاحكة الحكومة الضّاحكة



GMT 13:17 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ثلث المغاربة لا يفتخرون بمغربيتهم..لماذا؟

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 00:36 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في هجاء الريسوني

GMT 04:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قراءة في طلاق ملكي

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib