لحظة إنسانية  عن اليسار وعن عبور منيب من “ميدي آن”

لحظة إنسانية : عن اليسار وعن عبور منيب من “ميدي آن”

المغرب اليوم -

لحظة إنسانية  عن اليسار وعن عبور منيب من “ميدي آن”

المختار الغزيوي

كانت الحلقة عابرة بشكل عادي ذلك الخميس، وكنا رفقة الزميل يوسف بلهيسي نستحث بكل احترام وبكل مانمتلكه من استفزاز – لابد منه وإيجابي للخروج من حواراتنا الجامدة التي لايشاهدها أحد والتي لاتخرج بنتيجة عادة – الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، حين أحسسنا بعارضها الصحي وقد تغلب عليها هي التي أخبرتنا قبل بدء الحلقة أنها قاومت الزكام والمرض لكي تستجيب لوعدها الذي قطعته على نفسها للزملاء في “ميدي آن” بالحضور المباشر في حصتهم “٩٠ دقيقة للإقناع”
هي لحظة عادية وطبيعية وإنسانية، لحظة مرض يتغلب على جسد إنسان فيقرر أن يوقف كل شيء وأن يلتفت لجسده إلى أن يستعيد عافيته ثم يكمل المشهد. وكذلك كان. تصرفت نبيلة منيب بعفوية أعجبتنا جميعا للغاية، حين قالت “لاأحس بنفسي جيدة، سأتوقف قليلا”.
ذهبت مرة أولى إلى مقاعد الجمهور في البلاتو، وجلست هناك تستعيد أنفاسها، ثم خرجت لكي تخضع لمدة عشر دقائق أو تكاد لاستراحة عادت إثرها لتكمل الحلقة والنقاش الساخن حول اليسار والحكومة والانتخابات وبقية المواضيع التي لايمكنك إلا أن تتفاعل معها من صحتك ومن جسدك إذا كانت مؤمنا بصدق بإمكانية تغييرها في بلد مثل البلد.
من تلك اللحظة الإنسانية التقطت أن كثيرا من نِقَاِرنا والشجار لايعني شيئا أمام الإنساني فينا، وأننا فعلا يجب أن نعود إلى النسبية المغربية الشهيرة التي شكلت توافقنا الدائم لكي نجد فيها مساحة أكبر للاقتراب من اختلافاتنا مع بعضنا البعض دونما سباب، دونما تخوين، دونما قدرة على العثور لبعضنا البعض على التهم الجاهزة.
لحظة لم تنسنا أن هذا المشروع اليساري الحداثي لازال عالقا في الفخ ذاته في البلد، ولازال يدور دورته الكبرى في الفراغ بين ترديد شعارات لايمكنك إلا أن توافق عليها، وبين واقع سياسي متحقق يقول إن المحافظين وحدهم يفوزون في أي اقتراع، وأن الشارع متماه معهم في دعواهم ودعاواهم، وأن القدر المقبل لنا لن يكون إلا المفاضلة  بين أقل هؤلاء المحافظين محافظة من أجل الاستمرار في هاته اللعبة الخطيرة لتوازن قائم على رعب كبير
عبرنا أيضا على التباس اللحظة الفبرايرية التي يُحَمِّلُها كل واحد منا ما تحتمله ومالاتحتمله أيضا، والتي يتلوها كل طرف حسب قدرته على القراءة، وحسب ما حققت له إن على المستوى الشخصي أو على المستوى العام، خصوصا بعد أن اتضح أن صفوفا كثيرة ممن كانوا يقولون لنا إنهم فبرايريون كانت تشتغل في إطار صفقة رابح /رابح، وكانت تنتظر التعويض عن المشاركة أو عن عدم المشاركة، أو المساهمة أو نسف المساهمة، أو التحريض ثم التخفيض، في الوقت الذي اعتقد الناس السذج والعاديون من أمثالنا طويلا أن الحكاية مبنية على رغبة في التغيير الإيجابي والدفع نحو التطور إلى الأفضل دونما توتر في البلد ودون إراقة دماء ودون بقية الكوارث التي يعرفها العالم القريب منا والشبيه بنا والذي نتمنى أن نظل مختلفين عنه إلى أبد الآبدين.
بقيت شخصيا على نهمي في حكاية توزيع صكوك الغفران مثلما أسماها زميلنا بلهيسي على الأحزاب الأخرى، والتي يتلفع فيها اليسار بطفولته الثورية التي تسمح له بكل هذا الوضوح وإن كان غير ممكن بالكامل، لأنه من الصعب أن تجزم أن حزبا لا يضم بين صفوفه إلا الانتهازيين، أو أن حزبا آخر لايضم إلا الفاسدين والراغبين في المزيد من الإفساد، لأن هاته الحكاية لاتستقيم ونسبيتنا المغربية الشهيرة التي تجعلنا نبحث عن الحكمة أنى وجدناها ونعلم أنها ليست حكرا لا على هذا الطرف ولا ذاك
عموما يظل هذا اليسار بالتحديد قصة غريبة بعض الشيء تحمل في ثناياها أملا حقيقيا، نخنقه نحن بأيدينا ولا نسمح له بالصراخ الكامل المؤذن بالحياة بسبب أساليبنا القديمة في تصريف شعاراته وأحلامه رغم أنها في النهاية شعارات وأحلام كبيرة وجميلة
فقط لو استطعنا لها طريقة للتصريف على أرض الواقع، لا على أرض الكلمات…
فقط لو استطعنا فعلا ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظة إنسانية  عن اليسار وعن عبور منيب من “ميدي آن” لحظة إنسانية  عن اليسار وعن عبور منيب من “ميدي آن”



GMT 06:17 2016 الأربعاء ,28 أيلول / سبتمبر

الطريق الثالث

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib