عقلية الاصطفاف معنا أو ضدنا

عقلية الاصطفاف: معنا أو ضدنا!

المغرب اليوم -

عقلية الاصطفاف معنا أو ضدنا

بقلم : المختار الغزيوي

أضحى غير ممكن اليوم ممارسة السياسة في المغرب مع حزب العدالة والتنمية أو ضده. أصبح غير ممكن إطلاقا أن يجاهر أي حزب كيفما كان نوعه لا بمعارضته لمشروع البيجيدي، ولا للتحالف حكوميا معه دون أن يسمع هذا الحزب الذي غامر واتخذ هذا القرار بأنه حزب متحكم فيه، وأنه غير مستقل، وأنه يحن إلى الانقلاب على الديمقراطية، إلى آخر كل تلك الأوصاف التي يبرع فيها أنصار ابن كيران وحواريوه..

المشكل هو أن هذه الطريقة في التصرف لن تحل الإشكال، ولن تساعدنا على تجاوز حالة «البلوكاج» التي نحياها، ولن تتقدم بنا خطوة واحدة إلى الأمام، بل هي لن تساهم إلا في العكس، إلى درجة جعلت متتبعين عديدين يطرحون السؤال بعد كل خرجة هجومية جديدة لابن كيران ولصقور حزبه على معارضيهم – بل وحتى على حلفائهم المحتملين. وهذا أكثر مدعاة للاستغراب – إن لم يكن حزب العدالة والتنمية راغبا في استمرار حالة التوقف هاته، مصرا على عدم بدء اشتغاله الحكومي إلا بعد هنيهة من الزمن لاعتبارات قد لا يفهمها الجميع، لكن تفسيرها لدى أهل العدالة والتنمية.

حتى الصحافة التي تجرأ بعضها وطرح حلولا لمشكل موجود في البلد اليوم، ولا يمكن إنكاره هو «بلوكاج» تشكيل الحكومة، وجدت نفسها معرضة لسهام عقلية الاصطفاف هاته، ملزمة بتبرير اقتراحاتها، وفي حالة أسوأ مجبرة على تقديم الاعتذار للكتائب المستعدة للانقضاض على أي جهة تقول كلاما لا يروق الرئيس ومن يدور في فلك الرئيس..

طيب، وماذا بعد؟

لاشيء. خصوم العدالة والتنمية المبدئيون – وليس الانتخابيون – يبتسمون اليوم بشفقة، ويقولون لمن يريد سماعهم: “إنها العقلية نفسها التي تتحكم في أحزاب الإسلام السياسي، ولا غرابة في الأمر، إذ منطقهم الوحيد الذي يؤمنون به هو منطق إما معنا أو ضدنا ولا وسطية لديهم في الحكاية”.

الآخرون أولئك الذين منوا النفس في لحظة من اللحظات بأن العدالة والتنمية سبق مشروعه السياسي على مشروعه الدعوي، وأنه أصبح حزبا “عاديا” شرعوا في مراجعاتهم بصوت عال لكل ما قالوه سابقا، ولم يعودوا يتحرجون في طرح السؤال بصوت عال “وماذا لو كان هذا الحزب غير قابل إطلاقا للتعايش مع الأحزاب الأخرى؟”.

جهة ثالثة اليوم تبدي ارتياحها الكامل أن الرئيس وحزبه لم يحققا رقم المائة وسبعين مقعدا التي كانا يحلمان بها لتكوين حكومة على المقاس، وللاستمرار أكثر فأكثر في التغلغل في مفاصل الدولة إلى أن يقضي رب السياسة وغير السياسة أمرا كان مفعولا.

طبعا لا يمكن لوم أي جهة من هاته الجهات الثلاث، فابن كيران الذي قاد بتشنج ملحوظ حملته الانتخابية، ارتاح لسويعات فقط من هذا التشنج بعد التعيين الملكي ثلاثة أيام بعد الانتخابات، ثم عاد لكي يواصل هجومه على الجميع وفق منطق واحد لا غير هو: “من معي سأدخله حكومتي، وسيحظى بالأمان. ومن لايوافقني الرأي فهو من حزب التحكم، وهو راغب في إعادتنا إلى الوراء، وهو ضد الديمقراطية، ويريد الانقلاب على الدستور، وسيرى ماسيراه..”.

معذرة، ولكن لا وصف لهذا الذي يقع أمامنا إلا الفكر الشمولي الذي لا يستطيع – ولو من باب المزاح – أن يتفهم آراء الآخرين إذا كانت مغايرة لرأيه.

كيف ستنتهي هاته الحكاية المغربية؟ ومتى – أساسا- ستنتهي؟ لا أحد يدري، لكن ماعلمتنا إياه الأيام هنا في المغرب هو أن لانركز كثيرا مع مكمن الضجيج.

عودنا البلد أن نبحث عن المكان الأكثر هدوءا، ففيه يكون دوما الرد على كل الأسئلة وجميع الاستفسارات.

ابحثوا عن المكان الأكثر صمتا اليوم، ففيه تشكيل الحكومة بكل تفاصيلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقلية الاصطفاف معنا أو ضدنا عقلية الاصطفاف معنا أو ضدنا



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 08:42 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

لبعوض يقض مضاجع ساكنة مدن مغربية

GMT 22:51 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية مولدافيا

GMT 15:54 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشلقاني تفوز بعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد البحر المتوسط

GMT 08:48 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "مايكل" يسبب خسائر كبيرة في قاعدة "تيندال" الجوية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib