لنبدأ من كمامة الربضي ونغادر ثقافة الترف
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

لنبدأ من كمامة الربضي.. ونغادر ثقافة الترف!

المغرب اليوم -

لنبدأ من كمامة الربضي ونغادر ثقافة الترف

بقلم - أسامة الرنتيسي

 تعليق بديع عميق موجع قرأته على صفحة إبراهيم الشريدة تعقيبا على صورة لوزير التخطيط وسام الربضي مع السفير الصيني في الأردن بان وي فانغ فى  أثناء تقديم الحكومة الصينية شحنة من المستلزمات الطبية الوقائية لمكافحة فيروس كورونا، بما قيمته (5,280) مليون يوان صيني، بما يعادل نحو (750 ألف دولار أمريكي).

لقطة الشريدة كانت حول المفارقة بين مَن يقدم المساعدة ومَن يستلمها، ونوعية الكمامة التي يرتديها، حيث يرتدي ممثل الدولة التي تقدم المساعدات كمامة من نوع الـ 50 كمامة بسبعة دنانير وممثل الدولة التي تتلقى المساعدات يرتدي كمامة سعرها  “15 – 18” دينارا.!.

طبعا؛ ليس الربضي الوحيد مِن المسؤولين الأردنيين الذين ظهروا يرتدون هذه النوعية من الكمامات، فكلهم ارتدوها.

ليست القصة فى  ثمن كمامة، إنما في  رسوخ ثقافة الترف والبذخ التي نعاني منها جميعا، على المستويين الرسمي والشعبي.

على المستوى الرسمي؛ لم تغب مظاهر البذخ التي تعوَّد عليها مسؤولونا، برغم أننا نمرّ منذ سنوات بأزمة، قبل أن تداهمنا صدمة الكورونا.

في سنوات العمل في الخليج، سمعتها كثيرا، مثلما أسمعها دائما من السياسي العميق الصديق ممدوح العبادي، حول الإنفاق العام في الأردن، “كأننا دولة بترولية”.

هذه الملحوظة كانت ظاهرة للعيان في فترة الرخاء، وللأسف لا تزال ظاهرة في فترة الشدة، بنسب أقل، لكنها تبقى ملحوظة جوهرية، عن الإنفاق غير المبرر وغير المنتج.

تشاهد سيارات حكومية ومواكب في الشوارع لا تؤشر إلى أن هذه لحكومة وبلد يعاني ما يعاني من صعوبات مالية ولا تجد الحكومات منفذا لدعم الخزينة إلا من جيوب المواطنين، او قروض البنك الدُّولي.

وعلى المستوى الشعبي، فالترف والبذخ سلوك عام يدفع ثمنه حتى الفقير في المناسبات التي يتعرض لها.

نعرف جميعا أن هناك من كان يستدين حتى يكمل مظاهر الفرح أو العزاء، وهناك من باع أرضه أو ذهب زوجته لكي يتفشخر أمام أهله وأصحابه في دعوة غداء لمسؤول كبير او تقليد غيره في العزائٔم والمناسبات الشكلية.

لا أحد يعيش بالمستوى المالي الذي يحصل عليه، وقد انغرس فينا السلوك الاستهلاكي المظهري بحيث أصبح  المعيار الذي نحكم فيه على بعضنا.

بعد كارثة الكورونا، لن تستمر الحال على ما كانت عليه، ولا أحد، ولا حتى من يتمتع بأوضاع مالية جيدة يستطيع ان يستمر بالسلوك السابق، وتغيير النمط الاستهلاكي خصوصا والحياتي عموما بات هو الحل الوحيد لكي تتماسك الأسرة الأردنية ولا تنهار مثلما هو متوقع.

لنبدأ رسميا وحكوميا من كمامة أخونا الربضي، وإذا لم يلمس المواطن الأردني أن تغييرا جذريا طرأ على سلوك ومظهر المسؤول فلن يقتنع بعشرات الخطابات والتصريحات التي تتحدث عن الترشيد والاعتماد على الذات، وفي التطبيق الحال على ما هو عليه.

لنغادر حياة الترف والاستهلاك الزائد عن الحاجة، ونعود إلى الجذور، فالذي أصابنا بعد مرحلة الثمانينيات شيء لا يشبه أصالتنا، لا في الغذاء ولا في الفواكه والخُضَر التي نعرفها، ولا في عاداتنا وتقاليدنا، ولا في تضخم الغدد الذي أصاب حياتنا جميعا.

رُبَّ ضارة نافعة، وقد تكون كارثة الكورونا ترياقًا لنا لمعالجة كل الاختلالات التي أصابت حياتنا.

هذا الأمر يحتاج إلى قرارات ذاتية من كل إنسان فينا، فلا أحد ينتظر غيره حتى يبدأ…

فعلى الحكومة وأجهزتها أن يبدأوا الخطوات من عندهم حتى يقدموا نموذجا حقيقيا وصادقا على قرار تغيير سلوك الحياة والاستهلاك ودفن الترف الذي لن يستطيعوا أن الاستمرار به آجلا أم عاجلا.

الدايم الله…..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لنبدأ من كمامة الربضي ونغادر ثقافة الترف لنبدأ من كمامة الربضي ونغادر ثقافة الترف



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib