لو عاد الزمن بحسني مبارك

لو عاد الزمن بحسني مبارك

المغرب اليوم -

لو عاد الزمن بحسني مبارك

بقلم : جهاد الخازن

كنتُ في بيروت لأمر خاص، ورأيتُ أن أتصل بالأخت فايزة أبي النجا، مستشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أملاً بفرصة لمقابلة الرئيس المصري في القاهرة، إلا أنني وجدتُ أن الرئيس وصل إلى واشنطن. اتصلتُ بالأخ جمال مبارك مهنّئاً بالبراءة النهائية للرئيس حسني مبارك وعودته إلى بيته واتفقنا على أن يدبّر لي فرصة رؤية والده الذي عرفته كبيراً صغيراً وأجريتُ له مقابلات صحافية عدة.

كانت زيارتي القاهرة ليلة ويوماً، وعدتُ إلى بيروت ثم لندن.

سرّني كثيراً أن الرئيس الأسبق صحته طيبة، وذاكرته «أطيب»، فقد راجعتُ معه حوادث سبق أن كلّمني عنها، وهو حدّثني عن صدام حسين وعن بشار الأسد وقضايا كانت مهمة في وقتها، وكنتُ سجلتُ في هذه الزاوية أن الرئيس مبارك، بعد تحرير الكويت، دعا صدام حسين إلى القدوم إلى مصر والإقامة فيها، إلا أنه رفض. هذه المرة زاد الرئيس على معلوماتي السابقة أنه أرسل رسالة إلى صدام حسين يحذّره فيها من المستقبل ويقول له إن أعداءه يتحيّنون الفرص للإطاحة به، إلا أن صدام حسين أهمل التحذير وكان ما كان، وانتهى العراق «مستعمرة» إيرانية.

بقيتُ مع الرئيس مبارك قرابة ساعتين، ومعنا الأخ جمال مبارك. تحدّثنا عن الظروف التي تمر بها مصر منذ استقالته. هو قال إنه قضى حياته كلها في مصر، ومرت به حروب وسلام، إلا أن همّه الأساسي سنة 2011 كان ألّا ينزلق البلد في فوضى.

قال إن مصر مرت بأزمات عنيفة وكان يريد أن تخرج منها لتعود إلى دورها وسط المجموعة العربية. كنت أعرف أن الإمارات العربية المتحدة طلبت من حكومة «الإخوان المسلمين» أن تسمح للرئيس مبارك بالانتقال إليها، إلا أن «الإخوان» رفضوا ووجّهوا إلى الرئيس المستقيل تهماً كان يجب أن توجّه إليهم من المحاكم لأنهم أضرّوا بمصر وأهلها.

الرئيس مبارك قال لي إن مصر بدأت تخرج من الصدمات ولعل ربنا يوفق الحكومة المصرية في إنهاء الأزمات لتنعم مصر بالاستقرار، فالاستقرار فيها استقرار للمنطقة والعكس صحيح. وهو دعا إلى تنسيق عربي للخروج من الظروف الصعبة الحالية.

سألتُ الرئيس مبارك لو عاد الزمن ست سنوات إلى الوراء هل كان اتخذ القرار نفسه أو اختار قراراً مختلفاً. قال إنه لا يحتاج إلى حصانة أو إلى أي شيء آخر، لأن «ما عنديش حاجة»، وزاد: «لو عدنا ست سنوات إلى الوراء لأخذت القرار نفسه. أعيش وأموت في مصر».

هو ذكّرني بأنه شارك في حروب اليمن و67 و73. كان قاد الطيران في «حرب أكتوبر» والقوات الجوية المصرية أبلت البلاء الحسن في التصدي للسلاح الإسرائيلي.

خرجتُ من دارة الرئيس مبارك سعيداً بالجلسة معه، وراجعتُ في الصحف المحلية أخبار زيارة الرئيس السيسي الولايات المتحدة، ووجدتُ أن كل المعلومات طيب ويبقى التنفيذ.

الرئيس السيسي اتفق مع الرئيس دونالد ترامب على مكافحة الإرهاب، وعودة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو قابل وزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي، وأعضاء الكونغرس، كما اجتمع مع رؤساء شركات كبرى لتشجيعها على العمل في مصر.

وأجمل من هذا وذاك أن الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني اجتمعا في واشنطن وأعلنا معاً دعم عملية السلام ودولة فلسطينية مستقلة، وتعهدا بمتابعة الجهود مع الإدارة الأميركية وغيرها للسير إلى الأمام. هل يعرف القارئ أن الرئيس باراك أوباما في ثماني سنوات لم يستقبل رئيس مصر، وإنما دعم «الإخوان المسلمين» في الحكم وخارجه.

أخبار الأيام الماضية كلها جميل، ويبقى التنفيذ.

المصدر : صحيفة الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو عاد الزمن بحسني مبارك لو عاد الزمن بحسني مبارك



GMT 10:22 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عن الحزب و«أم كامل» وبرَّاك والفرصة الأخيرة

GMT 22:20 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

تلك الأيام بين أسامة وصدام

GMT 16:34 2024 السبت ,24 آب / أغسطس

زمن فلسطين المتحرك

GMT 12:06 2024 السبت ,23 آذار/ مارس

العولمة البشرية المتحركة

GMT 19:43 2023 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

«البحر الأحمر.. الجونة»

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
المغرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib