سر مكشوف
أخر الأخبار

سر مكشوف

المغرب اليوم -

سر مكشوف

بقلم - لمرابط مبارك

كشف حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، هذا الأسبوع في لقاء مع موقع «هوريزن»، الناطق بالفرنسية، «سرا» جديدا حول ما سمته الصحافة المغربية «البلوكاج» الحكومي، الذي دام ستة أشهر وانتهى بتنحية عبدالإله بنكيران، زعيم العدالة والتنمية عن رئاسة الحكومة.

السر الذي «أسره» شباط، والعهدة عليه، يقول إن عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، التقى به وطلب منه الإحجام عن المشاركة في الحكومة التي كان بنكيران يحاول تشكيلها، وانتظار فشله، ثم بعدها ينضم إلى أغلبية بديلة تتشكل من تحالف حزب الحمامة والأصالة والمعاصرة ومكونات حزبية أخرى.

الغريب أن هذه «المعلومة» التي «أسرها» زعيم الاستقلال- وهذا الكشف في الواقع هو الذي أضفى عليها طابع «السر»، كما يقول نيتشه – لم يفاجئني. فقد كنت أحدس – وأظن كثيرين مثلي- أن «البلوكاج»، الذي عانى منه بنكيران، كان يجري نسج خيوطه وفتقها هناك في اللقاءات، التي تجري خلف الجدران، وبعيدا عن الأضواء. وأن ما كان يظهر للعموم وما كانت تتداوله الصحف والمواقع ويؤثث الدردشات بالمقاهي والبارات وغيرها، لم يكن سوى مخلفات عملية النسج والفتق، ثم النسج من جديد، في انتظار تحقق المراد تماما، كما كانت تفعل «بينلوب» في الأوديسة: كانت تفتق من ترتقه، في انتظار وصول «عوليس» التائه هناك في البحار.

وعوليس في حالتنا المغربية كان هو إخفاق بنكيران- الذي أتقاسم معه هواء هذا البلد، ولا أتقاسم معه البتة نهجه السياسي – وإغلاق القوس الذي فتحه بكل ما له وعليه.

ولم يفاجئني ما «أسره» أخنوش (بمعنى كتمه) وأسره شباط (بمعنى أظهره)، لأنني أدرك – ومعي كثيرون كذلك- طبيعة الممارسة السياسية بالمغرب، والتي لم تفلح لحد الآن في الارتقاء ولو قليلا إلى مستوى  تكون فيه أقل طغيانا على كل مناحي الحياة، وتكون فيه قائمة على التنافس والصراع على أساس البرامج، بل ظلت طاغية على كل شيء، ولكن بنفحة شخصية طافحة، الأمر الذي يسهل توجيه دفتها من طرف تلك الأيادي التي يحدسها الجميع، رغم أنها تتحرك خلف حجاب السرية.

لا شك أن هناك أسرارا أخرى كثيرة عن ذلك «البلوكاج»، الذي ضيع على هذه البلاد زمنا سياسيا كانت له كلفة اقتصادية واجتماعية باهظة، يحدسها الجميع وينتظرون فقط، من يميط عنها اللثام، لتؤكد لنا مرة أخرى أن السياسة عندنا في هذه البلاد، التي تغلب عليها «الأمية» (بالمعنى الذي يعطيه العروي لهذا المفهوم، أي التربية الأولى)، «طاغية ومنحطة»، بينما يكون مجالها «ضيقا وقيمتها عالية»، في ظل النظام الديمقراطي على حد قول المفكر المغربي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر مكشوف سر مكشوف



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 17:42 2023 السبت ,08 إبريل / نيسان

4.9 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في 2022

GMT 23:30 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

«تيك توك» تفرض قيودا على بعض المقاطع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,29 أيار / مايو

حقائق تجهليها عن شهر العسل

GMT 10:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف مستجدات الحالة الوبائية

GMT 00:09 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لعبة Sekiro تفوز بجائزة لعبة السنة على متجر Steam

GMT 10:03 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

البدلة الرسمية على طريقة المُصمم العالم توم فورد

GMT 23:34 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أهم مميزات ومواصفات سيارة "BMW X7" الجديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib