لبنان والعراق، ملحق مستكمل للربيع العربي

لبنان والعراق، ملحق مستكمل للربيع العربي!

المغرب اليوم -

لبنان والعراق، ملحق مستكمل للربيع العربي

بقلم - حسن البطل

ما أن هدأت، ربما مؤقتاً، في شوارع العراق، حتى انفجرت في شوارع لبنان. هكذا التحقت آخر جمهوريتين عربيتين بركب فوضى «الربيع العربي»، أو انتفاضات شعوب جمهوريات التمرد الشعبي على الاستبداد والفساد معاً.
للبعض أن يقرأ الملامح الأولى لتمرد الشارعين العراقي واللبناني باعتبارها رفضاً للانقسام السياسي ـ الديني ـ المذهبي ـ الطوائفي، ففي البلدين طالب الشارع الغاضب فيهما باستقالة أركان النظام برمّته: الحكومة، الرئاسة والبرلمان.
للبعض أن يرى أن جمهور الشارعين ضاق صدره بالنفوذ الإيراني في البلدين، المتمثل بفرق عديدة لـ»الحشد الشعبي» في العراق، الذي اعتبر رديفاً للجيش بعد المعارك ضد «داعش»، و«جيش حزب الله» الذي يبدو رديفاً للجيش الرسمي النظامي.
غير معقول أو مقبول، ألا تتوفر لكل العراقيين إمدادات الكهرباء والماء في بلد يحوي ثلث احتياطيات النفط العالمية، ناهيك عن توفر الماء العذب في بلاد الرافدين، وأن تحتل البلاد المرتبة 12 في ترتيب الدول الأكثر فساداً، ولا أن يستمد اللبنانيون ما يلزمهم من مولّدات النفط، بينما بلادهم أغنى البلاد العربية بعدد الأنهار وشلالاتها.
تحرر العراقيون من سيطرة حزب البعث، واستبداد صدام حسين، ليقعوا رهينة لنظام الطوائف والمذاهب والفساد الأسطوري المستشري. لكن، للبعض أن يقول: كان احتلال العراق 2003 بداية دومينو انهيار النظام العربي الجمهوري العسكرتاري العام 2011 بدءاً من تونس الخضراء.
هل نقول إن الحرب الأهلية اللبنانية 1975 ـ 1989، كانت فاتحة الحروب الأهلية العربية، وإن اتفاقية الطائف في السعودية كانت تعديلاً فيما يسمى «الصيغة» اللبنانية الطوائفية منذ استقلال لبنان، ومن ثم فإن انتفاضة الشارع اللبناني جاءت عابرة للطوائف والمذاهب، وهتافها «كلن.. يعني كلن»: الحكومة، والرئاسة.. والبرلمان!.
قبل ما جرى، بالتتابع، في العراق ولبنان، كانت هناك انتفاضة الجزائر والسودان، وهتاف الشعب في الأولى، منذ 35 أسبوعاً، هو «تنحاو قاع» - تنحوا جميعا -  أي تغيير النظام برمته ورموزه، بينما قائد الجيش أحمد قايد صالح، يجمع الضباط في صالة، ويلقي خطاباً مكتوباً بعد كل أسبوع، ويقوم الضباط بتدوينه، محذّراً من تكرار عشرية سوداء من الحرب الأهلية أواخر عقد تسعينيات القرن المنصرم و200 ألف قتيل فيها.
في جمهورية السودان كان هتاف الانتفاضة: «تسقط بس» وتوصل العسكر وقوى الثورة والتغيير، إلى مشاركة حكم انتقالي، وصار الرئيس العسكري المستبد والفاسد خلف القضبان.
منذ هتف شعب تونس: «ديغاج (بالفرنسية) ـ ارحل» ضد العسكري زين العابدين بن علي خليفة بورقيبة، تعاقب على رئاسة الدولة ثلاثة رؤساء، لكن الشعب الناخب اختار رئيساً رابعاً مستقلاً، هو قيس سعيِّد، بعد ترشيحات لأكثر من ثلاثين في الدورة الأولى، انتهت بدورة انتخابية ثانية بين اثنين، كلاهما من خارج الصندوق الحزبي. تخللت الانتخابات مناظرات حيّة.
استقرت نسبياً، انتفاضات وتمردات بعض شعوب الجمهوريات العربية ضد الاستبداد والفساد، باستثناء الحالات السورية واليمنية والليبية، حيث للأولى اشتراكات عربية وإقليمية ودولية، وللثانية اليمنية اشتراكاتها العربية والإقليمية، وللثالثة اشتراكاتها الإقليمية والعربية.
مع ذلك، وبسبب انتفاضات شعوب الجمهوريات العربية، واشتراكاتها تصدعت روابط واهية لدول الممالك والإمارات في مجلس التعاون الخليجي السداسي، إضافة إلى تباينات سياساتها من العلاقة الطموحة مع الجارة الإيرانية، ودورانها في الفلك السعودي أو الإيراني.. وجميعها في الفلك الأميركي السياسي والعسكري، مع هامش اقتصادي وتجاري في العلاقة مع روسيا البوتينية.

سيرك «السلك»
يبدو أننا، في فصائل غزة بالذات، سوف نحتفل بمئوية أسابيع «مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار»، وكان آخر أسبوع يحمل شعار «لا للتطبيع» واللاحق شعار «أسرانا. أقصانا.. قادمون».
مسيرات العودة الكبرى» أقيمت لها 5-6 «مخيمات عودة»، وحصاد كل مسيرة يوم جمعة شهيد واحد أو أكثر، وعشرات الجرحى، وأعداد متزايدة من الشبان المقعدين.
صارت مسيرات السلك أقرب إلى رياضة وطنية، أو نزهة دامية كل يوم جمعة.. وأخيراً أقيمت لها «حديقة العودة» مع رسم دخول قيمته شيكل ونصف الشيكل.
بشيء من الجدّ والهزل أضيف إلى المسيرات، دعوة تهنئة «حمساوية» للرئيس التونسي المنتخب ليزور غزة، ويشارك رمزياً في المسيرات، وربما يزور «حديقة العودة»، أيضاً.. مجاناً؟

الأعياد اليهودية
حدّد الرئيس التركي أردوغان ثلاثة أيام و120 ساعة لانسحاب ميليشيا «قسد» الكردية إلى ما وراء الـ 32 كم عن الحدود التركية.
لا أعرف عدد أيام المناسبات الدينية الشيعية، حيث يلقي زعيم «حزب الله» خطابه في كل مناسبة، لكن في أعياد إسرائيل تقوم بإغلاق حدودها طيلة أيام الأعياد، وتفصل حتى بين شطري «القدس الموحّدة» كما تغلق جسور الأردن إما أياماً أو ساعات في بعض الأيام، بينما تكثر في أيام الأعياد اليهودية الزيارات اليهودية الاستفزازية للحرم القدسي، ولأماكن غيرها في الضفة الغربية.
ليست مجرد صدفة أن تجري معظم أعياد إسرائيل اليهودية في فصلي الخريف والربيع، حيث الأساطير القديمة عن أعياد الحضارات ومناسباتها في هذين الفصلين.

حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان والعراق، ملحق مستكمل للربيع العربي لبنان والعراق، ملحق مستكمل للربيع العربي



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib