سيبة ثلاثية ترامب، بيبي  وجونسون

سيبة ثلاثية ترامب، بيبي وجونسون

المغرب اليوم -

سيبة ثلاثية ترامب، بيبي  وجونسون

بقلم : حسن البطل

في البروتوكول البريطاني الملكي، يتأخّر الدردبيس الأمير فيليب ثلاث خطوات عن زوجته الملكة الدردبيس اليزابيث (اليصابات ـ السبت)، وفي البروتوكول الرئاسي الدولي لا يتقدم الرئيس المضيف في خطواته على الرئيس الضيف.في إحدى زياراته للمملكة المتحدة، خالف الرئيس ترامب قواعد البروتوكول، وتقدم في خطواته على خطوات الملكة العجوز. في زيارة لاحقة خرق ترامب تقاليد الدبلوماسية.أولاً، عندما وصف رئيس بلدية لندن المسلم المنتخب، بأنه «فاشل»؛ وثانياً، عندما انحاز إلى الوزير المستقيل بوريس جونسون، بعد تنحّي رئيسة الوزراء، تريزا ماي، عن رئاسة حزب المحافظين، وقبل فوز جونسون برئاسة الحزب والحكومة، وثالثاً اعلن ترامب تحبيذه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.مجلس العموم البريطاني، وهو فريد البرلمانات في تقاليد إدارة جلساته، خذل تيرزا ماي ثلاث مرات متعاقبات، في شروط الخروج (بريكست) ونجحت، فقط، في تأجيل الموعد المضروب من الربيع إلى الخريف.تعرفون أن فرنسا أهدت تمثال الحرية الشهير إلى أميركا بعد حرب استقلالها كمستعمرة بريطانية، حيث قاتلت قوات فرنسية دعماً للاستقلال الأميركي.. من 13 ولاية إلى اتحاد من 49 ولاية.بناءً على مشورة الرئيس الفرنسي ماكرون، أجرى الرئيس ترامب عرضاً عسكرياً إحياءً لذكرى الاستقلال، لتقليد الاحتفال الفرنسي الوطني بـ 14 تموز. الرئيس ترامب خلط بين المناسبة، ودور الولايات المتحدة في إنقاذ بريطانيا خلال الحربين العالميتين.المهم، كما كانت أميركا سبّاقة إلى الاعتراف بإسرائيل، فإن ترامب كان السبّاق لتهنئة جونسون في خلافة تريزا ماي، وحتى ابنته إيفانكا غرّدت مهنّئة، ليس لأن لون شعره وقَصَّته تشاكل الرئيس ترامب، لكنّما لأنه سيجرؤ على «بريكست» دون اتفاق.الرئيس ترامب جرؤ على مخالفة سياسات الرؤساء السابقين في «الخروجات» من الاتفاقات الدولية: المناخية، والاقتصادية، والسياسية.. والأمنية مع إيران، والاعتراف بالقدس، والانسحاب من «حل الدولتين».. لديه عقدته من أوباما.الخلاف الأوروبي ـ البريطاني حول «بريكست» رافقه خلاف بريطاني ـ بريطاني حول الانسحاب، سواء في الشعب أو البرلمان، أو داخل حزب المحافظين، ما أدّى لاستقالة رئيس الحزب والحكومة ديفيد كاميرون، ثم تريزا ماي.فور انتخاب حزب المحافظين لجونسون، كتبتُ على «الفيسبوك» أنه صفيق ثالث انضم إلى الصفيقين ترامب ونتنياهو، فعقّب الزميل وليد العمري بأن جونسون تطوّع وخدم، قبل أربعين عاماً، في «كيبوتس»، وكان يعرّف نفسه كصهيوني، أي سبق ثلاثي «صفقة القرن».لا أعرف هل أن جونسون سوف ينسحب من قرارات الاتحاد الأوروبي المؤيدة لـ «الحل بدولتين»، أو أن حزب العمال بزعامة جيري كوربين سيمنعه من هذا الانسحاب دون اتفاق من «بريكست»، ومن قرار مجلس العموم واللوردات الاعتراف بفلسطين.في الخريف القريب، على جونسون امتحان رابع، بعد ثلاثة امتحانات لماي على شروط الخروج من الاتحاد، وكذلك على إعلان الشق السياسي من «الصفقة»، وكذا تشكيل حكومة إسرائيلية ذات أغلبية برلمانية، لم تتوفر لها في انتخابات نيسان.. واستقالة المستشارة ميركل.الرئيس الثالث لحزب المحافظين والحكومة منذ «بريكست» عام 2016 يبدو أقلّ رصانة وتحفظاً من زعيم حزب العمال جيرمي كوربين في سلوكه ولسانه وحركاته وهفواته.. حتى يُقال إنه ترامب البريطاني في تهريجه.حتى فوزه، لم يتأثّر سعر صرف الباوند، لكن ذلك قد لا يستمر به الحال إن جرؤ جونسون على «بريكست»، دون اتفاق، واستطاع تمريره على مجلس العموم بعد فشل تريزا ماي ثلاث مرات.ما يعنينا كفلسطينيين أن ماي دافعت عن سفيرها لدى واشنطن الذي سخر من كفاءة الرئيس ترامب، وإن اضطر السفير إلى الاستقالة، لكن ترامب البريطاني قد يشكل مع ترامب الأميركي وبيبي الإسرائيلي ما يشبه «سيبة» ثلاثية لحظة «صفقة القرن».حتى ما قبل العام 2016 وتصويت البريطانيين على «بريكست»، كانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا تشكل «سيبة» ثلاثية تقود الاتحاد الأوروبي مع استقالة المستشارة القوية ميركل، يبدو أن فرنسا ماكرون ستتولى قيادة الاتحاد، علماً أن رئيسها يرى في العداء للصهيونية شكلاً من معاداة اللاسامية؟إن أفشل مجلس العموم سياسة جونسون في الخروج بلا اتفاق، فالأغلب أن تجري انتخابات برلمانية يمكن أن يكسبها حزب العمال بقيادة جيرمي كوربين، وباعترافه بدولة فلسطين قد تكرّ سبحة اعترافات معظم دول الاتحاد.المترجم و»العبّار»
السوري سامي الدروي ترجم عيون الأدب الكلاسيكي الروسي عن الأصل مباشرة، لا عن الإنكليزية والفرنسية مثلاً. في لغات أوروبية مشتقة عن الأصل اللاتيني، هناك تشابه بين «ترجمة» و»خيانة»!
ثمة مترجم ضليع من لغة الضاد العربية (لغته الأم) إلى لغة موليير الفرنسية، هو أنطوان جوكي، يرى أن لفظة «عبّار على الترجمة أوفى وأدقّ من لفظة «مترجم».عن عمله في ترجمة روايات ودواوين شعر عربية، يقول إن «العبّار» هو مترجم ـ محرّر في آن. غيره من تراجمة الشعر العربي إلى الفرنسية، يقولون إن ترجمة الشاعر أدونيس أسهل من ترجمة الشاعر درويش لأنها أقرب إلى شعر فكري.عن غلبة تراجم الروايات العربية على الشعر إلى الفرنسية، يقول إن الروايات أكثر رواجاً من الشعر، وهذا الأخير «نخبوي».المهم هو معلومته التالية: التراجم العربية إلى الفرنسية تلقى رواجاً هو ضعف التراجم للروايات الألمانية والروسية والصينية.«دار حرب» !
في زمان غير زماننا، كان هناك من يقول «بدار حرب ودار سلام». كان هذا زمان الفتوحات العربية ـ الإسلامية.
«مَنْ سَرَّهُ زمنٌ ساءَتْهُ أزمان». الآن انقلبت الآية، وصارت بلاد العُرب «بلاد حرب». أو بلاد احتراب وخراب.. وفساد في النتيجة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيبة ثلاثية ترامب، بيبي  وجونسون سيبة ثلاثية ترامب، بيبي  وجونسون



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 11:48 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

لن أستحيي أن أضرب مثلا في حبكم .. عجزي ….

GMT 20:50 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ماركة "LIODADO" التركية تصدر ملابس سبور رائعة

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام

GMT 10:39 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مهبطا المهرجان في الصحراء والمائي من أغرب مطارات العالم

GMT 19:35 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

سعر نفط برنت يتخطى 84 دولارا للبرميل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib