بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
هل تقرأون أيها السادة، التصريحات العديدة التى يدلى بها مرارا هذه الأيام السيد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، فى أحاديثه وتعليقاته، عن الأوضاع الإنسانية الكارثية الحالية فى غزة؟. هل قرأتم تصريحه الأخير أمس الذى قال فيه: «إن الفلسطينيين فى غزة يمرون بما يمكن أن يكون أقسى مرحلة فى هذا الصراع القاسى،...وأن إسرائيل منعت، على مدى 80 يوما، دخول الإغاثة الدولية المنقذة للحياة إلى القطاع، وأن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائى أوضح أن «جميع سكان غزة يواجهون خطر المجاعة..، وأن الأسر تجوع وتحرم من أبسط الأساسيات، تحت أنظار العالم»؟. أيضا، فقد أوضحت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية فى غزة «أولجا تشيريفيكو»أن أكثر من 90% من سكان غزة هجروا قسرا ... وأنهم يفرون وهم لا يملكون سوى ملابسهم، وينامون فى الشوارع لعدم وجود مكان يذهبون إليه، وينتقلون لأماكن أخرى بحثا عن الأمان، ولكنهم يتعرضون للهجوم المتكرر عليهم»..، وقالت «إن أى نظام لتقديم المساعدة إلى غزة يجب أن يتماشى مع المبادئ الإنسانية الراسخة عالميا»، ليس غريبا إذن، أن يثير أنطونيو جوتيريش ومعاونوه، سخط إسرائيل على نحو مثير للاشمئزاز! فقد تبجح الإسرائيليون مرارا فى هجوم وقح على جوتيريش، وكما نقلت مثلا محطة سى إن إن العربية فى أكتوبر الماضى، عن إسرائيل كاتس وزير خارجية إسرائيل، «أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، شخص غير مرغوب فيه، فى إسرائيل»! مما يعنى فعليا منعه من دخولها! غير أن جوتيريش، الذى يكمل السنة القادمة (2026) فترته الثانية كأمين عام للأمم المتحدة، والذى سبق له أن خبر عن قرب مأساة لاجئى فلسطين عندما كان قبلها مفوضا لشئون اللاجئين، لم يخذل أبدا ضميره الإنسانى اليقظ، ولم يعبأ أبدا بالتهديدات الإسرائيلية! إننى أحنى اليوم رأسى تحية وتقديرا واحتراما، للإنسان النبيل «أنطونيو جوتيريش»!