نادِي «ومع ذلك»
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

نادِي «ومع ذلك»

المغرب اليوم -

نادِي «ومع ذلك»

أمير طاهري
أمير طاهري

على مدار الأعوام القليلة الماضية، تطورت مسألة استضافة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية جواد ظريف إلى تقليد سنوي لمجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من نيويورك مقراً له. ومع هذا، أثارت الدعوة التي وجهها المجلس لظريف هذا العام عاصفة من الاعتراضات تجاوزت حدود الفقاعة التي اعتاد مدمنو السياسة الأميركية ممارسة الألعاب داخلها، والانغماس في الأوهام وتناول المهمة الأساسية لهم، ألا وهي جمع الأموال.

أما السبب وراء هذه العاصفة فكان القتل المفترض لنافيد أفكاري، بطل المصارعة الشهير وأحد الذين شاركوا في انتخابات داعمة للديمقراطية. وأثار هذا القتل موجات من الصدمة بمختلف أرجاء إيران، بما في ذلك بعض العناصر داخل المؤسسة الخمينية.

وتلقى مجلس العلاقات الخارجية الكثير من رسائل البريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية التي تطالب بسحب الدعوة الموجهة لظريف، سعياً لإظهار التعاطف مع الإيرانيين.

إلا أن مجلس العلاقات الخارجية رفض فعل ذلك. ونشر مدير المجلس، ريتشارد هاس، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، هذه التغريدة «مثل كثيرين آخرين، أدين إعدام نافيد أفكاري. كما أنني مؤمن بأن حقوق الإنسان تشكل بعداً مهماً في السياسات الخارجية الأميركية. ومع ذلك، أعتقد أن مجلس العلاقات الخارجية محق في لقائه بوزير خارجية إيران».

وتحوي هذه التغريدة مؤشرين مثيرين للاهتمام بخصوص كيف حاول هاس تحاشي هذه، وذلك من خلال طرح قتل أفكاري باعتباره عملية «إعدام» قضائية؛ الأمر الذي يمكّن ظريف من قول «حسناً، لديكم إعدامات ببعض الولايات داخل الولايات المتحدة كذلك». ومع ذلك، نجد أن السلطات الإيرانية ذاتها تتحدث عن القصاص، في الوقت الذي يصر محامو أفكاري على أنه لم يجرِ إخطاره ولا إخطارهم بأنه سيكون هناك إعدام. وبعد ذلك، حاول هاس التخفيف من صورة ظريف من خلال تقديمه باعتباره وزير خارجية «إيران»، وليس الجمهورية الإسلامية.
إلا أن الجزء الأكثر إثارة في تغريدة هاس يكمن في ذلك القادم بعد «ومع ذلك»؛ لأنه يضع النهاية المأساوية لأفكاري والاحترام المزعوم من جانب مجلس العلاقات الخارجية لحقوق الإنسان على المستوى ذاته من الأهمية؛ لتوفير منصة أمام مسؤول دعائي من النظام الخميني.
والمبرر المطروح هنا «ومع ذلك، يجب أن ننصت للجانب الآخر».

المؤكد أن مجلس العلاقات الخارجية لم يخترع نادي «ومع ذلك» الذي يتسم أعضاؤه بالعجز الأخلاقي عن إدراك أنه من الخطأ افتراض وجود تكافؤ بين موقف صائب أخلاقياً ونقيضه السوفسطائي.

في الواقع، تذكرنا «ومع ذلك» التي أطلقها هاس بالكثير من مواقف «ومع ذلك» أخرى في صفحات الأدب والتاريخ.

على سبيل المثال، نجد أخيل يقول لبريام في نهاية حرب طروادة «ومع ذلك أيها العجوز! أنت أيضاً كنت سعيداً ذات يوم».

في نوفمبر (تشرين الثاني) 1938، بعد أيام قليلة مما عرف باسم «ليلة الكريستال» (مجموعة من العمليات نفذها نازيون في ألمانيا ضد مصالح وبيوت لليهود عام 1938)، أبلغ السفير الفرنسي في برلين، روبرت كولوندر، باريس بما حدث، واصفاً الأعمال الوحشية التي وقعت بقلب أوروبا، واختتم حديثه قائلاً «ومع ذلك، يمكن للمرء تفهم الغبن الذي يشعر به الألمان تجاه اليهود».

كما أقر مثقفون غربيون ضمنياً زاروا الاتحاد السوفياتي في ظل حكم ستالين بأن الآلاف قُتلوا على يد النظام، وتضور الملايين جوعاً حتى الموت، لكن ومع استخدام تعويذة «ومع ذلك»، خلصوا كذلك إلى أن هذا كان من أجل الخير العام.
وفي سياق مشابه، استخدم البرلماني البريطاني زوني زيلياكوس «ومع ذلك» للمرة الأولى لتبرير تمجيده لستالين، وبعد ذلك في أعقاب تنديد نيكيتا خروشوف بتقديس شخصية الطاغية، استغل العبارة ذاتها في انتقاده.

ورغم أن إدغار سنو لم يكن قصير النظر بما يكفي لأن لا يلحظ وحشية العصابات التي أطلقها معشوقه ماو تسي تونغ، لكنَّه من جديد وبالاعتماد على عبارة «ومع ذلك»، برر لنفسه الاضطلاع بدور مسؤول دعاية الشيوعية الصينية داخل الولايات المتحدة.

ويستغل بعض أعضاء نادي «ومع ذلك» السعي وراء الحصول على «مزيد من المعلومات» مبرراً لضرورة الدخول في «حوار نقدي» مع النظام الخميني والعناصر الغريبة الأخرى على الساحة الدولية. ويذكرنا ذلك بسخرية برنهارت بأولئك الذين يسعون خلف «الحقائق غير المرغوبة والمعلومات التي لا جدوى منها».

أيضاً، يتحدث هاس عن أن الإنصات لظريف سيعيننا على فهم هيكل القوة داخل النظام الخميني على نحو أفضل. ويذكرنا ذلك بواحدة من عبارات السخرية التي أطلقها ميشيل دي مونتين «إنهم على معرفة وثيقة بغالين، لكنهم لا يعرفون شيئاً عن المرض الذي يعانيه هذا الرجل السقيم».

ويتحدث أعضاء نادي «ومع ذلك» عن الحاجة إلى خطوات دقيقة لتيسير عمل آليات الدبلوماسية، التي يبدو أنها تواجه صعوبة دوماً في العمل بسلاسة. إلا أن مثل هذه الخطوات الدقيقة ربما تبدو منطقية فقط حال إقرار توجه عام. في هذه الحال، فإن المرء في حاجة إلى معاينة رؤية شاملة إزاء النظام الخميني توجه السياسة طويلة الأمد تجاهه. ونظراً لأن نادي «ومع ذلك» عاجز عن صياغة مثل هذه السياسة، فإن حديثه عن الخطوات الدقيقة لا يمثل سوى مجرد مبرر لعمله كأداة لترديد أصداء خطاب ملالي طهران.
من جهته، وخلال الكلمة التي ألقاها أمام اجتماع مجلس العلاقات الخارجية، كرر ظريف الادعاءات ذاتها، إن لم تكن الأكاذيب، التي ظل يلقيها على أسماع الجمهور المتأنق لسنوات. وعلى ما يبدو، التهمها جمهوره بالشهية المعتادة ذاتها.

وسعياً لخداع جمهوره، لم يستخدم ظريف مصطلح «الجمهورية الإسلامية» قط، وتظاهر وكأن «المرشد الأعلى» علي خامنئي لا وجود له. أيضاً، لم يتحدث عن الإسلام واستراتيجية طهران لـ«تصدير الثورة الإسلامية» للعالم بأسره، بما في ذلك نيويورك، حيث يوجد مجلس العلاقات الخارجية.

وحسب التصور الذي رسمه ظريف، فإن النظام الخميني كيان مسالم وودود يتمتع في إطاره القضاء بالاستقلالية، ويجري احترام جميع الحريات، ويتمثل الهدف الاستراتيجي في إقرار السلام والتناغم عبر مختلف جنبات العالم. ولا يوجد سجناء سياسيون في إيران. أما دعم طهران لجماعتي «حزب الله» و«حماس» فمجرد دعم ثقافي، بينما الوجود الإيراني في سوريا مجرد وجود استشاري بناءً على دعوة من الحكومة السورية.

وبالتأكيد، تبعاً لما طرحه ظريف، فإنه لا يوجد رهائن أميركيون أو أجانب آخرون في إيران. وإذا كانت هناك اضطرابات في الشرق الأوسط، فإن هذا خطأ الولايات المتحدة، أو بالأحرى خطأ ليس الأميركيين الطيبين أمثال جون كيري وباراك أوباما، وإنما أمثال دونالد ترمب ومايك بومبيو.

وبذلك يتضح لنا أن أداة ترديد أصداء آراء النظام الإيراني التي يوفرها مجلس العلاقات الخارجية ليس بها معيار أخلاقي يحكمها؛ ما يجعل منها على أفضل تقدير حدثاً تافهاً، وعلى أسوأ تقدير خيانة فكرية.

(اعتراف: سبق وأن وجّه إلى مجلس العلاقات الخارجية الدعوة مرتين لإلقاء كلمة أمامه. في المرتين، كان المطلوب مني الحديث عن العراق، لكن لم يطلب مني الحديث عن إيران قط!)

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادِي «ومع ذلك» نادِي «ومع ذلك»



GMT 16:41 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

فصح حزين على ما يجري للأمة وفلسطين

GMT 23:50 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قادم أخطر على جماعة الإخوان

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

إلى محافظ القاهرة

GMT 15:25 2025 الجمعة ,14 آذار/ مارس

شبحان فرنسيان والرئيس ماكرون

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib