ثورة موقع «ثريدز» الحمراء
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

ثورة موقع «ثريدز» الحمراء

المغرب اليوم -

ثورة موقع «ثريدز» الحمراء

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

ثورة «السوشيال ميديا» هي واحدة من علامات هذا العصر، لقد أصبحت مالئة الدنيا وشاغلة الناس، فمنحت حق التعبير لكل الناس في كل المجالات وكل الموضوعات، إنها «ثورة» تحمل كل ما يحمله مصطلح الثورة من معانٍ إيجابية وسلبية، فقد غيّرت مواضعات وموازنات كانت سائدة قبلها، وفرضت واقعاً جديداً على الجميع.

هي «وسائل تواصل اجتماعي» مكّنت «الكل» من التواصل مع «الكل» بشكل مباشرٍ، وهي تشبه التعبير القرآني الجميل «إِذْ تَلَقّونَه بِأَلسِنَتِكمْ» بمعنى قبول القول ونشره بسرعة، وهي بذلك تغير معادلات سابقة حكمت البشرية لقرونٍ متطاولة، كان فيها لكل مجالٍ متخصصون وخبراء ومراجع، تحكم ذلك المجال بأفكاره ومبادئه وطرق التعبير عنه.

في طرق التعبير يقع مربط الفرس في «وسائل التواصل الاجتماعي»، فهي تنافس أول ما تنافس وسائل الإعلام التي أصبحت بعد انتشار هذه الوسائل تسمى «تقليدية»، وتعبير «وسائل التواصل» تعبير جيد، فهي تواصل في كل شيء يهم الإنسان، من أخبار وترفيه ومعلوماتٍ على شكل حدثٍ أو قصة أو صورة أو مقطعٍ مصورٍ، والرهان فيها على سرعة النشر والانتشار.

وهي «وسائل» مثل غيرها من الوسائل، فهي لا تحمل بنفسها توجهاً فلسفياً أو فكرياً من أي شكلٍ أو نوعٍ، لكن الشركات التي تملكها والأشخاص الذين يستثمرون فيها ويديرونها يحملون توجهاتٍ لا تلبث أن تنعكس على وسائلهم، وفي ظلّ احتدام الصراع في أميركا والغرب عموماً بين «اليمين» و«اليسار» بالمعنى السياسي والثقافي والاجتماعي، أصبحت انحيازات بعض هذه الوسائل واضحة.

جرى هذا من قبل في الصحافة والإعلام، فثمة صحفٌ وقنواتٌ فضائيةٌ مصنفةٌ يمينيةً أو يساريةً من قبل أن تظهر «وسائل التواصل الاجتماعي» على المشهد برمته، مثل «سي إن إن» اليسارية و«فوكس نيوز» اليمينية في مجال الأخبار، ويصح هذا في مجالات أخرى كثيرة.

«ثريدز» منصة تواصل اجتماعي هي الأحدث اليوم، وهي تابعةٌ لشركة «ميتا» مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام» ومالكها مارك زوكربيرغ، وهو شخصٌ لامعٌ في هذا المجال، وقصته بدأت مع «فيسبوك» حيث كان الموقع أفضل تعبير عن وجود قويٍ وفاعلٍ لشيء جديدٍ على المشهد الإنساني صار يعبّر عنه لاحقاً بـ«وسائل التواصل الاجتماعي» ومع نجاحه وانتشاره وتأثيره خرج له منافسون بطبيعة الحال، من أشهرهم موقع «تويتر».

«فيسبوك» موقع تبادلٍ للأخبار والمناسبات الشخصية والاجتماعية وبعد انتشاره واكتساحه لدى ملايين البشر الذين من طبيعتهم الصراع فتشوا عن موقع يستطيعون إظهار صراعاتهم فيه بشكل أفضل، فكان «تويتر» استجابةً لهذه الحاجة، وكان «تويتر» يسارياً في سياساته وتوجهاته تبعاً لمالكه، وهو ما أجبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على إنشاء موقعٍ منافسٍ له هو «تروث»، ولكن الحدث الأهم كان شراء الملياردير الأميركي «إيلون ماسك» لموقع «تويتر» نفسه.

ثارت ثائرة اليسار الليبرالي الأميركي بعد سيطرة «ماسك» على «تويتر» وهاجموا الموقع ومالكه الجديد هجوماً شرساً، ولم يقصر «ماسك» وأصبح يتحدث عن «اليسار المتطرف» داخل أميركا وحول العالم، ودارت معارك طاحنة بين الطرفين، ولكن الجواب اليساري العملي لم يأتِ إلا مع موقع «ثريدز» المنافس الحقيقي الأول لقوة وتأثير «تويتر».

تعرف الشعوب العربية انحيازات «تويتر» اليسارية الفاقعة إبان «الربيع العربي» ودعم الموقع لسياسات اليسار الليبرالي الأميركي الذي كان يقوده الرئيس الأميركي الأسبق «باراك أوباما»، ولذلك فقد دعم الموقع كل الأصوليين والمتطرفين في العالم العربي جماعاتٍ وأحزاباً وبشّر بالفوضى و«استقرار الفوضى» في توجهات وسياسات اتبعها الموقع حينها، وجرّت عليه مسائلاتٍ وتحقيقاتٍ سياسية داخل أميركا نفسها، وبعضها في «الكونغرس الأميركي» وهي معروفة ومنشورة.

«اليسار» بشكل عامٍ لديه قدرةٌ على مخاطبة الشعوب عبر الشعارات الرنانة والتعاطف مع البشر الأقل حظاً في مقابل توحش «الرأسمالية» كما هو التعبير المفضل لديهم، و«اليسار الليبرالي» الأميركي يسير بالطريقة نفسها، فتحت شعارات الديموقراطية والحقوق والمساواة تمّ تسويق دمار «الربيع العربي» كمثالٍ، لكنه بعدما تكشف عن دمارٍ وتخريبٍ، كرهته الشعوب العربية وتوجست منه وخسر جزءاً من بريقه ولمعانه وإغرائه.

أمعن «اليسار الليبرالي» الأميركي والغربي عموماً في تطرفه، وانحاز لخياراتٍ مكروهةٍ لدى كثير من شعوب العالم، ومنها الشعوب العربية، ومن ذلك دعمه اللامحدود لـ«ديكتاتورية الشذوذ الجنسي» وفرضه على الجميع بالقوة والضغط في مجالات متعددةٍ، ما زاد من خسارة هذا اليسار، وتكشف بعض حقائقه الاجتماعية وانحيازاته الثقافية بعيداً عن الشعارات السياسية.

بناء على انتشار وتأثير «تويتر» القوي والخطير بوصفه «وسيلة» تواصل صراعيةٍ، فقد كان من الطبيعي أن تدخله قوى متعددة ومنظمة من تياراتٍ وجماعاتٍ وأحزابٍ ودولٍ، وأن تخلق لها آلياتٍ للتنظيم والتأثير فيه، وقد نجح الفرقاء من هؤلاء جميعاً في تحقيق أهدافهم فمستقلٌ ومستكثرٌ، والنتائج النهائية لذلك الصراع تحكمها آليات، وسيلته «تويتر»، ومن قبلها مجاله «وسائل التواصل الاجتماعي»، حيث الكثرة والانتشار والشهرة هي معايير فاصلة، لا علاقة لها بالحق أو المصداقية أو الصواب.

هل سرق موقع «ثريدز» موقع «تويتر» فكرةً وآلياتٍ؟ ربما، ففي صراعات شركات التقنية هناك كثير من السرقات الفكرية، وهذا العصر يشهد تفشياً للسرقات الفكرية بشكل غير مسبوقٍ، وبحيلٍ وأساليب مبتكرةٍ وعلى مستويات انتشارٍ عالميةٍ، والتهديد بالمحاكمة هو ما هدّد به «إيلون ماسك» مالك «ثريدز» مارك زوكربيرغ صراحةً.

الجدل الذي أثاره موقع «ثريدز» بحصوله على أكثر من 100 مليون مشتركٍ في أيامٍ معدودةٍ اعتمد في الأساس على إمبراطورية «ميتا» في «فيسبوك» و«إنستغرام» وكنز المعلومات التي يمتلكها عن مليارات المشاركين لديه وتحويل بعضهم مباشرةً من «موقع» إلى «موقع» فهو رقمٌ مثيرٌ فعلاً، لكن جزءاً من آليات انتشاره تخفف من ضخامة صدمة سرعة الانتشار.

محاربة التقنية غير ممكنة، والتعايش مع منتجاتها ووسائلها الجديدة والمتجددة أمرٌ طبيعيٌ لا محيد عنه، ولكن هذا لا يمكن أن يمنع النقد والتحليل والتدقيق في الأفكار والتأثيرات والخلفيات والصراعات، فالمشاركة والاستخدام لا يمنعان من الفهم والاستيعاب.

أخيراً، هل «ثورة ثريدز» هي ثورة يسارية «حمراء» أم أنها منتجٌ لا يحمل انحيازاً؟ فمواقع التواصل الاجتماعي بصراعاتها ومنتجاتها أثارت وستثير جدلاً لا يقل عما يثيره «الذكاء الاصطناعي» ومنتجاته الحديثة من مخاوف وتهويلاتٍ، بعضها حقيقي، وبعضها وصل حدّ «الفوبيا» المرضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة موقع «ثريدز» الحمراء ثورة موقع «ثريدز» الحمراء



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة

GMT 20:55 2025 الإثنين ,24 آذار/ مارس

جزارون يتخلصون من لحم إناث الغنم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib