عن تحرير مفهوم التحرّر
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

... عن تحرير مفهوم التحرّر!

المغرب اليوم -

 عن تحرير مفهوم التحرّر

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

هل هناك فارق، في طريقة حكم بلد ما، بين حاكم سبق أن قاوم الاستعمار ونال الاستقلال بالقوّة، وحاكمٍ لاطفَ الاستعمار حتّى عُدّ، في نظر البعض، «عميلاً للاستعمار»؟
رحيل عبد العزيز بوتفليقة، قبل أيّام، يبعث على التأمّل في بعض أحوال السياسة في منطقتنا، وعلى التوقّف عند بعض المعاني والمفاهيم، لا سيّما السؤال أعلاه.
فالرئيس الجزائريّ السابق بدأ حياته العامّة شابّاً مناضلاً في «جبهة التحرير الوطنيّ الجزائريّة»، ثمّ اشتُهر، إبّان العهد المديد للرئيس هواري بومدين، بكونه وزير خارجيّته. وبصفته هذه، نُظر إلى بوتفليقة كـ «ديبلوماسيّ الثورة»، شبابُه يحاكي شبابها وحماسته صدى لحماستها. وغالباً ما قيل أنّه فيما كان ينقل صوت الجزائر المستقلّة إلى العالم، كان ينقل أيضاً صوت «العالم الثالث» الذي حاولت الجزائر تزعّمه في تطلعاته الاستقلاليّة، كما في امتلاكه موادّه الأوليّة وثرواته الوطنيّة. لكنْ في الداخل كان بوتفليقة أحد أعمدة النظام الذي انبثقت منه ديكتاتوريّة عسكريّة وعبادة للشخصيّة أمعنتا في تعطيل الحياة السياسيّة.
وفي النهر مرّت مياه كثيرة، فتوفّي بومدين واندلعت الحرب الأهليّة التسعينيّة وتعرّجت أشكالها، إلى أن استقرّ بوتفليقة في سدّة الرئاسة. لكنّ الشابّ الذي حرّكته المثالات الثوريّة انتهى به الأمر إلى رئاسة أرادها، مثله مثل أستاذه بومدين، خالدة لنفسه، لا يحول دون استمراره فيها غيابُه عن الوعي في السنوات الأخيرة من تولّيه الحكم. لقد قضى في سدّة الرئاسة عشرين سنة ما بين 1999 و2019 وتردّد أنّه نَوى أن يموت رئيساً، أمّا عهوده المديدة فشابَها فسادٌ فلكيّ، بالعائليّ منه وغير العائليّ. هكذا اندلعت ثورة جزائريّة ثانية في وجه أحد رموز الثورة الجزائريّة الأولى، وبالنتيجة أزيح بوتفليقة عن عرشه وأقصي عن المشهد العامّ.

 

هذا الاستعراض السريع معروف ولا يأتي بجديد. لكنّ ما يهمّ هنا هو التالي: أن تحارب الاستعمار أو أن لا تحاربه فذلك لا يعني الكثير على صعيد بناء الوطن، ولا يُحدث فارقاً ملحوظاً في حكمه وبنائه. وما يصحّ في الاستعمار يصحّ في الإمبرياليّة والعنصريّة والاحتلال والرجعيّة إلخ...
ذاك أنّ ما يمكن أن يقال عن بوتفليقة يمكن قوله عن كثيرين كان آخرهم جاكوب زوما، المناضل ضدّ نظام التمييز العنصريّ في جنوب أفريقيا، والذي شارك نيلسون مانديلاّ وباقي رفاقه نضالهم وسجنهم في روبِّن آيلاند، فحينما تولّى الرئاسة الرابعة في بلده تكشّف عهده عن فساد مريع.
بمعنى آخر، أيّ جدارة بالحاكميّة يخلقها النضال ضدّ الاستعمار الذي تشهد عليه سيرتا بوتفليقة وزوما وكثيرون سواهما؟ وما الفارق في ما خصّ حكم بلد ما بين هؤلاء وسياسيّين فاسدين كمعظم حكّام كوريا الجنوبيّة ممّن وُصفوا بممالأة الاستعمار والإمبرياليّة؟
المشكلة تكمن هنا بالضبط: في أنّ لا صلة مطلقاً بين الموقف من الاستعمار وحكم البلد بعد استقلاله، علماً بأنّ الاستعمار قد يدير البلد المعنيّ بكفاءة أكبر وفساد أقلّ. ما يعنيه هذا أنّ النضال ضدّ الاستعمار والإمبرياليّة، والحال هذه، يغدو عديم الصلة بالسياسة، وغالباً ما يغدو مضادّاً للسياسة، إذ يُستعمل ذاك الرصيد النضاليّ القديم لإنشاء «شرعيّة ثوريّة» تعطّل الشرعيّة الدستوريّة وتمنع تداول السلطة وتجدّد النُخَب.
وحين يغدو النضال ضدّ الاستعمار في مكان بينما سَوْس المجتمع والدولة في مكان آخر يصبح جائزاً التعامل مع ثوّار الأمس بوصفهم طالبي ثأر، لم يكن هدفهم سوى الحلول في السلطة، هم وأقاربهم وجماعاتهم، محلّ الاستعمار. هكذا يصير من المفهوم أن تحلّ الرابطة القرابيّة محلّ الدولة والوطن، وأن يترافق الكلام عن زوما مع التذكير بانتسابه إلى عشيرة ماشولوزي، وعن بوتفليقة مع المعنى السياسيّ لولادته في مدينة وجدة بالمغرب، وعن حافظ الأسد مع الطائفة العلويّة، وعن صدّام حسين مع سنّة تكريت و«المثلّث السنّيّ»، وهكذا دواليك.
تضعنا هذه التجارب ومثيلاتها أمام ضرورة التمييز بين الحقّ المؤكّد للشعوب في التحرّر الوطنيّ، أو في التغيير الاجتماعيّ، وبين نقص الوعي بهذين التحرّر والتغيير عند الكثيرين من قادتهما ومن طالبيهما. النقص هذا، نقص التفكير ببناء وطن ودولة، لا يتفاداه النشيد الوطنيّ والعلم، ولا التشدّق بسنوات النضال وبأعداد الشهداء الذين سقطوا ويسقطون وقد يسقطون. إنّ المسألة أكثر وأعمق وأشدّ تعرّجاً والتواءً من هذا، لكنّ أوّلها حُكماً هو إسقاطُ تلك الادبيّات السقيمة والكاذبة التي تزحم عالمنا بضوضاء رخيصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 عن تحرير مفهوم التحرّر  عن تحرير مفهوم التحرّر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib