الثنائي الشيعي في لبنان ما له وما عليه
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

المغرب اليوم -

الثنائي الشيعي في لبنان ما له وما عليه

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

تأجَّل تشكيلُ الحكومة اللبنانية العتيدة أسبوعاً آخر، وسط ارتفاع منسوب القلق عند جهات عديدة كانت تتعجَّل «الفرَج»!

المؤشّرات كانت كثيرةً إلى قرب خروج لبنان من النفق الطويل. إلا أنَّ التفاؤل، الذي أبصر النور بعد انتهاء الفراغ الرئاسي بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وإلقاء عون خطاباً رئاسياً صريحاً وواضح الخيارات، أخذ يتبدّد مع ملامح «إبقاء القديم على قدمه» عند استحقاق التكليف الحكومي.

ثم تأكّد هذا الحال مع تجدّد ظهور مطالبات الكتل البرلمانية، وعلى رأسها «الثنائي الشيعي» المكوّن من «حزب الله» و«حركة أمل»، المتمسّك أولاً بحقيبة وزارة المالية... وثانياً بتشريع دور «المقاومة» - أي «حزب الله» - في بيان الحكومة العتيدة.

«خطاب القسم» الرئاسي كان قد حمل التزاماً قاطعاً بأسس السيادة وحصرية السلاح بيد الدولة. وعلى الرغم من محاولات البعض تعطيل تسمية التيارات السيادية مرشحها القاضي الدكتور نوّاف سلام لرئاسة الحكومة، سُمّي سلام.

غير أن الأمور لم تتسهل كما كان مأمولاً، وواكب التعطيل - حتى اللحظة - إصرار «الثنائي» على مطلبيه، من منطلق أن أي مطالبة له بالتخلي عن «حقه» السياسي تشكّل استغلالاً معادياً للمناخ العام الذي طغى على لبنان والمنطقة بعد «حرب غزة» ثم «حرب إسرائيل على (حزب الله)» في لبنان... ثم سقوط نظام الأسد في سوريا.

معلوم طبعاً، أن سرديات «حماس» و«حزب الله»، ناهيك من راعيهما الإقليمي إيران، تتكلم عن «انتصار محور المقاومة» رغم كل المآسي الإنسانية في غزة ولبنان، والنكسات الاستراتيجية التي مني بها «المحور». ومما لا شك فيه أن أحد أهم رهانات مدّعي «الانتصارات»، ومروّجي وهمها، يرتكز على أنه لا يوجد عربي وطني ومخلص تسعده هزائم أشقائه على أيدي عدوّه.

وبالتالي، لا مجال للشماتة ولا استغلال الكارثة...

مع هذا، تقضي الأخوّة الحقّة، كما يقضي الحرص على المصالح والغايات المشتركة، بالمصارحة من دون لوم، والنصح من دون استعلاء. وكاتب هذه السطور، على الرغم من مشاعر الألم التي تغمرني، لا أشمت ولا أتشفى... مع أنني، بكل صدق، أرجو من إخوتنا في «حماس» و«الحزب» التواضع قليلاً والنأي عن المكابرة.

نحن، باختصار، في قارب واحد... وأمامنا خطر مصيري مشترك، في عالم تتغير معالمه ومسلّماته السياسية بسرعة مذهلة.

وبما يخصّ «حزب الله»، وبالذات، وسط استمرار التأزيم الذي يهدّد إعادة انطلاقة لبنان الحرّ السيّد المستقل، أود قول ما يلي:

إن أياً من المنصفين المطلعين على تاريخ لبنان لا بد أن يعترف بكم ظلم هذا التاريخ اللبنانيين الشيعة.

حقاً، تعرّض الشيعة في لبنان للإجحاف على امتداد قرون، منذ أواخر عصر الدولة العباسية. ثم استمر الإجحاف وتفاقم في عصور الدول الأيوبية والمملوكية والعثمانية.

وحتى بعد نهاية الحرب العالمية الأولى التي أنهت عام 1920 الحكم العثماني للشرق الأدنى بما في ذلك لبنان، ظلم الانتداب الفرنسي المكوّن الشيعي داخل «لبنان الكبير». بل، وشارك أيضاً الإقطاع الشيعي غير المستنير في تهميش البيئة الشيعية الفلاحية في جنوب لبنان، كما أسهم النأي الحدودي والطبيعة الاجتماعية العشائرية الشيعية في منطقة البقاع بإبقاء معظم الشيعة على الهامش اجتماعياً وجغرافياً. وفيما بعد عانى شيعة الجنوب أكثر من باقي اللبنانيين بعد 1969 من تبعات «اتفاق القاهرة» الخاص بحرية العمل الفدائي الفلسطيني.

بالتالي، عندما يتوقع «شيعة لبنان 1920» من اللبنانيين اليوم «تعويضهم» عن التهميش والحرمان الطويلين... فهم على حق!

وعندما يطالبون «الدولة» بالعودة عن طمسها دورهم وحضورهم التاريخي في المناهج الدراسية، فإنهم لا يجافون الحقيقة أبداً...

ولكن المشكلة، أنه منذ عام 1990، مع «اتفاق الطائف»، بل قبله... نتيجة تصاعد هيمنة النظام السوري على لبنان، واستقوائه أكثر فأكثر بالثورة الخمينية في إيران، ثم منذ 2003، استعاد الشيعة اللبنانيون كل ما حرموا منه في الماضيين البعيد والقريب، ومن ثم تحوّلوا إلى القوة الدينية - المذهبية الأولى.

راهناً في لبنان، وحدهم الشيعة يحتكر تمثيلهم البرلماني حزبان - الأول ديني والثاني طائفي - متحالفان استراتيجياً في كتلة طائفية واحدة تتمتع حصراً بميزة حصر السلاح خارج سلطة الدولة (الذي كان دعامة هيمنتها على بيئتها)، وفي الوقت عينه تتشارك الطائفة الشيعية مواقع السلطة وحصصها مع باقي الطوائف.

ثم إن للشيعة اليوم رئاسة السلطة التشريعية (مجلس النواب). ومع هذا يصرّ «الثنائي» الشيعي على احتكار الشيعة رسمياً وزارة المالية - الذي لا بد من توقيعه على أي إنفاق حكومي - إلى جانب رئيس الجمهورية (مسيحي ماروني) والحكومة (مسلم سني). وهذا يعني أنه سيكون للشيعة وحدهم وزن حاسم في كلتا السلطتين التنفيذية (رئيسا الجمهورية والحكومة) والتشريعية (رئيس مجلس النواب)، ناهيك من انفرادهم دون سائر الطوائف بالسلاح غير الرسمي - كي لا نقول غير الشرعي - الذي بفضله أسّس «حزب الله» له «دولة داخل الدولة»!

بناءً عليه، لا بد من القول إن الأوطان لا تُبنى على الظلم، ولا يعوَّض الإجحاف بإجحاف مضاد، وكذلك أن مواجهة الأخطار المشتركة لا تتحقق في مجتمع منقسم على نفسه... يستحلّ بعضه لنفسه ما يحرمه على الآخرين...

إن حماية كل مكوّنات الوطن مسؤولية كل الوطن، وفي ظل دولة الوطن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثنائي الشيعي في لبنان ما له وما عليه الثنائي الشيعي في لبنان ما له وما عليه



GMT 16:14 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

الثنائي الخالد

GMT 16:13 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟

GMT 16:11 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

من زمن السيوف إلى زمن الحروف

GMT 16:09 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

هولك هوغان... وتلك الأيّام

GMT 16:07 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

شفاه باسمة وقلوب مكلومة

GMT 16:05 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

سخونة أوروبية!!

GMT 16:03 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

رجل أضاء العالم!

GMT 13:32 2025 الجمعة ,25 تموز / يوليو

فنون الإبادة

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib