الانتفاضة العراقية ستنتصر على مسلسل الموت الميليشياوي
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

الانتفاضة العراقية ستنتصر على مسلسل الموت الميليشياوي

المغرب اليوم -

الانتفاضة العراقية ستنتصر على مسلسل الموت الميليشياوي

د.ماجد السامرائي
بقلم: د.ماجد السامرائي

المكسب الذي حققته الانتفاضة هو إسقاطها لمشروع الطائفية السياسية وتعطيلها النهائي لحروبها ذات العناوين المتعددة، مما نقل وظائف هذه الانتفاضة إلى مستوى جديد في العراق عليها تحمل مسؤولياته  وأخطاره. قرار مقتدى الصدر المفاجئ بسحب أنصاره من ساحات الاعتصام ببغداد والناصرية والبصرة أثار غضب المعتصمين واستغراب العراقيين لأنه وفّر الفرصة لفصل جديد من حمام الدم الذي تنفذه الميليشيات الموالية لإيران باعتبارها المالكة للقرار الأمني الأول في العراق بعد غياب المؤسسة الرسمية الأولى، حتى وإن كانت حاضرة بزيّها العسكري في تنفيذ قرارات القتل هذه. هناك من بين بعض المتابعين للشأن العراقي والمعجبين بشخصية الصدر من حاولوا وضع تفسيرات دفاعية لقراره الأخير وتبريره بحصول ضغوطات عليه من قبل طهران التي يقيم على أراضيها أو من قبل الزعماء السياسيين المحاصرين بضغوط الانتفاضة، لكن ذلك لا يلغي أن هذه الخطوة وضعت الصدر في حالة لا يحسد عليها بعد اتهام التنسيقيات له بركوب موجة الحراك ومحاولة استغلاله، وتأكيدهم بأن المتظاهرين باقون في الساحات حتى تحقيقِ المطالب وأنهم “لن يكونوا ورقةَ على طاولة المتاجرة السياسية كما فعل الصدر”. من آثار مقتل الجنرال قاسم سليماني النفسية والسياسية عند أتباعه في العراق محاولة تجميع شتاتهم التي عمّقتها الخلافات على مغانم السلطة، والبحث عن وسائل أكثر إجراما وتوغّلا في قتل الشباب الذين خرجوا من عباءتهم التي مزقها التغوّل الإيراني السافر في العراق وأعلنوا بداية عهد عراقي جديد في هذه الانتفاضة المشرقة. فتسارعت أطراف الطبقة السياسية إلى تجاهل خلافاتها لمواجهة هذا الخطر الشعبي الجديد الذي لا تشوّهه أو تلغيه شعارات “الإرهاب والبعثية والأميركية” وغيرها، لأن من يقود هذه الانتفاضة شباب محروم من أبسط مقومات الحياة من دون وصاية سياسية حاول الصدر أن يمرّرها عليهم عبر زرع بعض مناصريه داخل ميدان التحرير. لم تتردّد الأدوات الميليشياوية بعد قرار الصدر الأخير في الكشف عن وجهها الدموي الغريب عن أهل العراق بعد أن اختفت خلال الشهور الثلاثة الماضية خلف عنوان “الطرف الثالث”. كما لم تعد التعبيرات الإعلامية الفضفاضة للصدر قادرة على تمرير رغباته الحقيقية وتطلعاته السياسية في المناورة على حيثيات الانتفاضة ومتطلباتها الحقيقية في إزاحة النظام السياسي القائم حين قرر تنظيم “مليونية” رفض الوجود الأميركي في العراق موازية لمليونيات المنتفضين في العاصمة والمحافظات الجنوبية التي لم تختلف على هذا المطلب، لكنه لا يشكّل أولوية عراقية تفوق أهداف تصعيد الضغط على الأحزاب السياسية وإجبارها على القبول بمرشح لرئاسة الحكومة وفق شروطهم. رغم جسامة تكاليف الدماء الزكية للشباب في مواجهة الحلقة الجديدة من مسلسل الموت الذي تنفّذه دولة الميليشيات، إلا أن هذه المرحلة بقدر ما هي خطيرة فهي تضع الانتفاضة أمام مسؤوليات مصيرية قد يرى البعض أنها فوق طاقتها وإمكانياتها مقابل إمكانيات السلطة اللوجستية، ولكن ما تمتلكه هذه الثورة من سلمية وعدالة مطالب تبقى متفوّقة كما هي الثورات الأصيلة على الحكومات المستبدة حتى وإن كانت خلفها قوى تدعي جبروتها. المكسب الذي حققته الانتفاضة اليوم هو إسقاطها لمشروع الطائفية السياسية وتعطيلها النهائي لحروبها ذات العناوين المتعددة، مما نقل وظائف هذه الانتفاضة إلى مستوى جديد في العراق عليها تحمل مسؤولياته ومخاطره الآنية وهي قادرة على ذلك بجدارة. هذا الخطر هو مدى قدرة الشباب على تحمّل ثقل “السلمية”، في الوقت الذي تحاول فيه الميليشيات الضغط عليها وحصرها في زاوية التخلّي عنه لكي يسهل عليها تبرير القتل الجماعي، وإدخال البلد في حرب دموية يطلقون عليها “حرب شيعية – شيعية”، لكنها في الحقيقة حرب أهلية يريدون من خلالها الغلبة لسيادة إيران في العراق. حققت الانتفاضة خلال ثلاثة أشهر أهدافا مهمة رغم بساطة إمكانياتها المادية والتنظيمية، فقد طرحت معاني الوطنية الحقيقية في ميادين الوعي السياسي ومظاهر متعدّدة في رفع شعار مقاطعة البضائع الإيرانية والترويج للبضائع العراقية، وأصبح التكافل الاجتماعي في ساحات التظاهر بمختلف المدن العراقية ظاهرة شائعة بعد انقطاعها منذ الحصار الأميركي الجائر على العراق بين 1991 و2003، كما حققّت الانتفاضة قفزة كبيرة في مشاركة المرأة بقوة في ساحات الاعتصام والتظاهر كمتظاهرة وناشطة ومُسعفة بما حطّم قوالب اجتماعية فرضتها السلطة بخطابها الديني المنغلق. انتفاضة أكتوبر ليست حدثا عابرا في حياة شعب العراق، وهي تمثّل استفتاء شعبيا على إسقاط الطبقة السياسية حتى وإن تمسّكت حاليا بقوالب الحكم الشكلية. وهذا ما يفرض المحافظة على تماسكها أمام محاولات الهجوم الكاسح للميليشيات التي أرادت إخراج الموالين للصدر عن ساحاتها لكي ينفردوا بالمعتصمين، ولا يدخلون في تعقيدات سياسية معه وهو ما حققه لهم هذه الرغبة. صمدت الانتفاضة وتغلّبت على إمكانيات الأحزاب وميليشياتها الممتلكة لوسائل الإعلام والاتصال الحكومية العراقية والإيرانية الداعمة، في حين لا يمتلك الثوّار سوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تستطيع السلطة حرمانهم منها في أي وقت بقطع الإنترنت. كما لازالت صامدة لحد اللحظة تجاه عامل الوقت الذي تراهن عليه الطبقة السياسية، إضافة إلى مراهنتها على افتقار الانتفاضة لقيادة ميدانية موحّدة قادرة على توحيد وجهات نظر التنسيقيات الجماهيرية في مختلف المحافظات والتحدث باسمها لإدارة المفاوضات مع السلطة أو الجهات الدولية. الانتفاضة تمرّ بانعطاف مهم يتطلب قدرات سياسية عالية، وخططا لوجستية للتغلّب على مكر أعدائها، ولعل من أهم سبل مواجهة الحصار السياسي الجديد هو في كسر الإطار الطائفي الذي حاولت السلطة حصرها داخله عن طريق فتح الانتفاضة على ميدانها الوطني الواسع عبر مشاركة المحافظات الغربية الخارجة من احتلال داعش، إضافة إلى ما تحقق من مكسب سياسي في دعمها عبر المواقف الكردية الجديدة على وقع رفضهم لمشروع إخراج القوات الأميركية من العراق، وهو الوتر الحساس الرافض لمشيئة السلطة الحاكمة في بغداد. نحن على ثقة بأن الثورة الشبابية ستعبر محنة محاصرة شبابها وتتغلّب على الميليشيات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتفاضة العراقية ستنتصر على مسلسل الموت الميليشياوي الانتفاضة العراقية ستنتصر على مسلسل الموت الميليشياوي



GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة

GMT 07:12 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

انتحار مهاجر مغربي داخل منزله في الدار البيضاء

GMT 00:31 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

الفنانة بوسي توضح طبيعة دورها في "قيد عائلي"

GMT 01:15 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي الأميركي يبقي على سعر الفائدة الرئيسية

GMT 18:33 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فيتل "مندهش" مِن سلسلة فقدان السيطرة على سيارته الغريبة

GMT 23:20 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إعادة تشغيل السكة الحديدية الثانية بين القنيطرة وسلا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib