الجحنفل

الجحنفل

المغرب اليوم -

الجحنفل

بقلم - سمير عطا الله

أنا موظف عند هذه اللغة، كتابةً وشفاهاً، صبحاً ومساءً، وأحياناً عندما أفيق أرقاً في بحر الليل، فألجأ إلى القراءة أو الكتابة لكي لا أضيّع مزيداً من الوقت، وأنا أتذكر ما أضعت من وقت. أي أنها سيدتي ومعينتي وصديقتي ورفيقتي طوال اليوم والسنة والعمر. ولذلك، أحرص عليها حرص الأب والابن. وأغار عليها، أحياناً إلى درجة مضحكة. أغضب إذا وقعت على خطأ لغوي أو إملائي في جريدة أو كتاب. أو في ترجمة تلفزيونية. حتى في إعلان على الطرقات. كما هي الحال غالباً موقفي من اللغة العامية، أو المحكية، واستخدامها في أبواب غير أبوابها.

برغم كل ما تقدم لا أزال غير قادر على الغلو في النحو، أو معرفة ما إذا كان صديقاً للغة أو عدواً. وفي كل ما قرأت وأحببت وشغفت، لم أجد مرة أن حرف النون قضية تستحق كل هذا الإرهاق والتعرق. ولا عرفت يوماً لماذا «تزاد النون ثالثة ساكنة في جحنفل»، وهو «العظيم الجحفلة». ويا عزيزي ما همك أو همي إذا سكنت النون في الجحنفل. دعها براحتها. وما دام الكوفيون والبصريون لم يتفقوا على هذه المشكلة الرهيبة، فلماذا فضولك المجاني؟ وإذا توفقت إلى حل المسألة النونية في الجحنفل فماذا عنها في «رعشن»؟ وشرح الأخيرة أنه الجبان الذي يرتعش وهو – لمزيد من الشرح – من الارتعاش.

ويا مولاي، ففي باب يجوز ولا يجوز في ما اختص مرتبة النون في اللغة، فإنها في حالة التوكيد لا تستخدم إلا في الدعاء «اغفرن لزيد». قال الشاعر عبيد الله بن الحرّ الجعفي؛ متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا / تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا. أراد تتأججن؛ فحذف التاء الأصلية لدلالة تاء المضارعة عليها تخفيفاً، وأدخل النون عليها في الواجب للضرورة، ثم أبدل النون ألفاً في الوقف.

لماذا يا عبيد الله، لماذا؟ ألم يأتك قول الزمخشري: «إن هذه النون لا يؤكد بها الماضي ولا الحال ولا ما ليس فيه معنى الطلب، وطرحها سائغ في كل موضع، إلا في القسم». إذن، نبحث عن غيرها.

اللغة إنْ تحبها. وعندما تدرِّسها للأطفال لا بد أن تكون هي بمثابة الحلوى بين المواد الأخرى. النحاة كان لديهم الأطنان من الوقت. ومهن الناس كانت قليلة وحرفهم معدودة. ولذلك كان الفوز الكبير في شرح استخدام النون عند ابن قريع السعدي. أو عند سواه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجحنفل الجحنفل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 02:45 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

مدرب بكين جوان يوضح الوضع محبط وأكثر سوءا

GMT 03:34 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

نصائح الخبراء لتفادي الشعور بالجوع والكسل

GMT 11:45 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مليحة العرب" تطرق أبواب الغناء بـ"غلطة كبيرة"

GMT 20:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبو شباب الحسيمة يحتجون مجددا على تأخر صرف مستحقاتهم

GMT 13:07 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب السوداني يستدعي 6 لاعبين من المريخ

GMT 09:26 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

الجيش يكشف عن أهدافه وتعاقداته في مؤتمر صحفي

GMT 15:11 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

Ralph & Russo "للخياطة الراقية لربيع 2019

GMT 04:05 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد عز يشرع في تصوير فيلم "يونس"

GMT 17:46 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إدارة السجون توضّح حقيقة اغتصاب سَجين في "عين السبع1"

GMT 01:30 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غادة إبراهيم تكشف عن استخدام الفوم لعمل عرائس المولد النبوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib